www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

(( عظمة الشعب اليمني ))/بقلم د.يوسف الحاضري

0

– (( أتاكم أهل اليمن فهم ألين قلوبا وأرق أفئدة , الإيمان يمان والحكمة يمانية )) هكذا وصفنا من لا ينطق عن الهوى إنه إلا وحي يوحى رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ,وهكذا كانت البداية المبشرة والمفسرة للنفسية اليمنية ولكل من ينتمي إلى هذا الوطن العظيم بعظمة أبناءة جميعا , وهكذا كنا ومازلنا وسنظل حاملين هذه الرؤية العظيمة والنفسية الراقية والعقلية الرقيقة والقلوب اللينة الطيبة

(( عظمة الشعب اليمني ))
بقلم د.يوسف الحاضري
Alhadree_yusef@hotmail.com
– (( أتاكم أهل اليمن فهم ألين قلوبا وأرق أفئدة , الإيمان يمان والحكمة يمانية )) هكذا وصفنا من لا ينطق عن الهوى إنه إلا وحي يوحى رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ,وهكذا كانت البداية المبشرة والمفسرة للنفسية اليمنية ولكل من ينتمي إلى هذا الوطن العظيم بعظمة أبناءة جميعا , وهكذا كنا ومازلنا وسنظل حاملين هذه الرؤية العظيمة والنفسية الراقية والعقلية الرقيقة والقلوب اللينة الطيبة , وهكذا أصّل الرسول الإيمان بأنه يماني وغلفها بالحكمة والتي قال عنها الله جل وعلا  {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }البقرة269 وربطها ربطا وثيقا بالألباب والعقول النيرة , وهكذا عاش الإنسان اليمني منذ الأزل وحتى اليوم محاطا بكل أنواع التحديات على اختلاف مقاديرها ودرجة قياسها وظروفها وإيجابياتها وسلبياتها ولن أتحدث عن الماضي كي لا يقال أن التاريخ في أحيانا كثيرة مشوّه ولكني سأكتب عما يعانيه الإنسان اليمني هذه الفترة وكيف يتعامل معها وسعة قلبه وصدره وعقله لكل هذه التحديات والمشاكل , فاليمن منذ بداية الأحداث الأخيرة بغض النظر عما يمكن أن نطلق عليها ( انقلاب – مؤامرة – ثورة ) دخلت في نفق مظلم وخطير على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والقومي وأيضا السياسي فتضررت البيئة التحتية أي تضرر وتأثرت أي تأثر فالكهرباء أصبحت شيء نادر للجميع حيث والأحداث الأخيرة أثرت فيها أيما تأثير بعد أن أنتهج بعض المرتزقة من هنا وهناك على الانتقام من هذا الشعب وبشكل مباشر وغير مباشر من خلال تفجير محطات التوليد والأبراج الكهربائية وغير ذلك مما جعل أكثر من 25مليون يمني بين قوسي المعاناة فالكهرباء في العاصمة صنعاء لا تُرى إلا ثلاث أو أربع ساعات يوميا فما بالكم بالمناطق النائية والبعيدة عن مراكز المدن الرئيسية كون هذه المناطق تشكل ما يقرب عن ثلثي الكثافة السكانية في اليمن الحبيب وما يكابده الإنسان اليمني من هذه الأنقطاعات المستمرة في الكهرباء سواء على الصعيد الشخصي أو التجاري أو العام , ثم تنتقل المأساة إلى المشتقات النفطية والغازية بجميع أنواعها وأشكالها خاصة الثلاثي الرهيب الأكثر احتياجا واشتياقا ( البنزين – الديزل – الغاز ) فهذه قصته قصة أخرى فعلى الرغم أننا بلد منتج لهذه المشتقات إلا أن أيدي الغدر والبغض والحقد امتدت إليها كما امتدت أيدي سبقتها إلى الكهرباء فالأنابيب الناقلة للنفط تم تفجيرها والناقلات من قاطرات وغيرها يتم التقطع لهن بين المحافظة المنتجة والمحافظة المستهلكة فمنها من تنهب بالمجان ومنها من تنهب بالمال ومنها من تفجر فلا يستفيد منها المخرب ولا يدع أبناء وطنه يستفيدون حتى شحت هذه المواد في جميع أنحاء اليمن ولعلكم تتخيلون أي معاناة قد يصل إليها الفرد والمجتمع من انقطاع هذه الأساسيات عن مجتمع ما واستمرار أنقطاعة لعدة أشهر فلا تنقل ولا تجارة ولا اقتصاد ولا خبز ولا عمل ولا أساسيات حياتية وحياة شبة مشلولة تماما ويقابلها إرتفاع لا معقول في أسعار المواد الغذائية والدوائية ثم تنتقل الصورة مباشرة إلى محور آخر من محاور الحياة اليمنية من خلال الرعب واللآمن الذي زرعه صناع المحن والفتن في اليمن فأصبح عندهم الإرهاب والترهيب سنة من سنن الحياة والقتل والبطش روتين يومي وتخويف الآمنين جرعة دوائية يوميه لابد من تعاطيها, كل هذه المشاكل والمحن والفتن وغيرها وأكثر منها أصبح روتين يومي يمني فأصبح الإنسان اليمني والمعاناة وجهين لعملة واحدة ومع ذلك وبكل ذلك وبوجود ذلك مازال الإنسان اليمني شامخا عظيما قويا لا يهزه أو يهزمه أو يهده شيء , مازال متمسكا بكرامته ونخوته وحبة , مازال لسانه يردد كلمات الحمد والشكر والثناء لله على كل حال قدرة لنا جميعا , مازالت جملة (الحمدلله في نعمة لا مثيل لها ) ردا على سؤاله (كيف حالكم ؟) , لم يتذمر على الإطلاق مما وصل إليه الحال ولم يتضايق ولم ينجر خلف المغريات الخارجية والداخلية والتي أوصلته إلى ما وصل إليها كي تهد من عزيمته ويثور على حاكمة وقائدة , لم يهن أو يحزن وهو يعلم أنه الأعلى , لم يقع فريسة لصناع الفتن والمحن الذي سعوا سعيا حثيثا ليوصلوه إلى ما وصل إلية كي يرفع الراية ويستسلم ويخضع لهم ويخشع لزعمائهم , بل قاوم ويقاوم وسيقاوم حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده , وسيستمر على هذا النهج فكلما زادت المحن زاد قوة وصلابة وأشد تحملا فالإنسان اليمني يختلف عن الكثير بأن له القدرة على العيش جائعا ولكنه لا يستطيع أن يعيش مهانا خاضعا لمن لا يريد أن يخضع له فليس الخبز أساسيه من أساسيات حياته بل الكرامة من أول الأساسيات فلا يحلم أي إنسان في هذه المعمورة أو منظمة أو دولة أو جماعة أن تحكم اليمن أو تسيره وتسير أبناءة مهما بلغ الأمر فالمادة لا تعني لنا شيء إن كان ثمنها وبديلها (خضوعنا ) , فمن هنا تأتي عظمة الشعب اليمني ومجابهته للأزمات المختلفة فالصبر والإبتسامه واللهج الدائم بالحمد والشكر والثناء لله هو زادة اليومي كونه يعلم تمام العلم أن ما عند الله خير وأبقى وما عند البشر يفنى ويزول ومنها جاءت رؤية ونبوءة النبي الكريم عندما قال ( الإيمان يمان )

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.