www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

المنسف السياسي العربي/تحسين يحيى أبو عاصي

0

المنسف السياسي العربي { مَن لم يفقه ولم يتذوق رسالة ومعاني فانتازيا الأدب الساخر فلا يلمنا } بقلم : تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب مستقل – أرجو القراءة على عجل نظرا لضيق الوقت : يشتهر العربي بحب التهام المنسف بحيث لا يبقي عليه ولا يذر ، فترى الوعاء بعد تناول الطعام قاعاً صفصفاً خاوياً ، وشهية الالتهام عند العربي شهية مشهورة دخلت موسوعة جينيتس ، من حيث التفاعل الآني ( اللحظي ) المشترك بين الجسم والعقل والقلب والروح في كل لحظة واحدة من لحظات الالتهام ، إلى درجة نسيان كل ما يتعلق حوله في المحيط الخارجي من وعي وإدراك وتفكير أثناء الاجتماع حول المنسف ، خاصة إذا كان مُجلّلا بالحمام المشوي والمحشي باللحم المفروم والصنوبر ، فترى الأكلة المجتمعين حوله يغتالون المنسف اغتيالا سياسيا لا نظير له ، بل هو أشد وأشرس من اغتيالهم للقضية الفلسطينية على مدار الستين سنة الماضية ، وبعد الانتهاء من الطعام يتجشأ صاروخا علويا أو سفليا ( يعني أرضا أو جوا ) لهو أشد من صواريخ طائرات العدو المنهمرة على الجياع الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين والصوماليين ، ومَن قبلهم مِن السوريين والأردنيين والمصرين .

 

 

المنسف السياسي العربي

{ مَن لم يفقه ولم يتذوق رسالة ومعاني فانتازيا الأدب الساخر فلا يلمنا }

 بقلم : تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب مستقل –

tahsseenn2010@hotmail.com

= = = = = = = = = =  = = = = =  = = = =  = = = 

أرجو القراءة على عجل نظرا لضيق الوقت :

يشتهر العربي بحب التهام المنسف بحيث لا يبقي عليه ولا يذر ، فترى الوعاء بعد تناول الطعام قاعاً صفصفاً خاوياً ، وشهية الالتهام عند العربي شهية مشهورة دخلت موسوعة جينيتس ، من حيث التفاعل الآني ( اللحظي ) المشترك بين الجسم والعقل والقلب والروح في كل لحظة واحدة من لحظات الالتهام ، إلى درجة نسيان كل ما يتعلق حوله في المحيط الخارجي من وعي وإدراك وتفكير أثناء الاجتماع حول المنسف ، خاصة إذا كان مُجلّلا  بالحمام المشوي والمحشي باللحم المفروم والصنوبر ، فترى الأكلة المجتمعين حوله يغتالون المنسف اغتيالا سياسيا لا نظير له ، بل هو أشد وأشرس من اغتيالهم للقضية الفلسطينية على مدار الستين سنة الماضية ، وبعد الانتهاء من الطعام يتجشأ صاروخا علويا أو سفليا ( يعني أرضا أو جوا ) لهو أشد من صواريخ طائرات العدو المنهمرة على الجياع الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين والصوماليين ، ومَن قبلهم مِن السوريين والأردنيين والمصرين .

معلش على كل حال : ففقراء العرب والمسلمين ربما يسمعون فقط بالمنسف مثلي ، لكنهم يملكون من الكرامة ما لا يملكها هؤلاء المتجشئين المتخمين ، الذين يسيل اللعاب من أفواههم العلوية والسفلية مثل ريالة الأطفال ( لعاب الأطفال ) ،  فلا يحلو لهم إلا الرقص واللهو والثمالة في شوارع لاهاي وأوسلو ونيويورك وباريس .

وأذكر مرة أنني تحاورت مع رجل أمثال هؤلاء حول الكرامة الضائعة ، فأجابني هازئاً : مرحبا يا كرامة ، أعطني بها شيكا بنكيا ، وقل لي من أي البنوك يتم صرفه !! ؟ .

هذا هو شان المنسف السياسي العربي في هذا العصر، عصر لخ الأكل لخاً وتعبئة الراس ، وملء البطن ، وإوعك اتقوم جعان ومش مهم غيري والدايم الله ، هو منسف ينسف كل قيم الكرامة والحياء والشرف ، وشعوبهم من حولهم يتضورون جوع الكرامة من محيطه إلى خليجه ، ولسان حال كل مواطن يقول ما قاله الشاعر : يا رب هل يرضيك هذا الظمأ والماء ينساب جداولا !؟

وكما يقول آخر : تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضان يرمى للكلاب ؟

كنت أتمنى أن لو حملقوا وتحملقوا حول قضايا الأمة العربية ، خاصة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الأولى للعالمين العربي والإسلامي كما هم يقولون بألسنتهم الخبيثة ، كما يحملقوا ويتحملقوا حول مناسفهم ، ولكن من نتوآت ملامحهم على وجوههم الكالحة وعيونهم الزائغة حول المنسف ، يمكن للمتفرس أن يفهم الكثير، ومعالم تلك الوجوه الخائبة حول المنسف أيضاً ، لهي أشد ظهورا منها عند اجتماعهم للتوقيع على اتفاقا أمنيا أو سياسيا أو صفقة سلاح تصدأ في مخازنها ، أو توجه إلى صدور الجياع والمظلومين ، لعنهم الله وملأ وجوههم بصاقا ، ولكن مش مهم فالمهم المنسف بكل قيمه ومعانيه وأشكاله .

فهم والعياذ بالله تعالى مياههم مالحة ووجوههم كالحة وبضاعتهم كاسدة ونجومهم بإذن الله آفلة . وبالروح بالدم نفديك يا قائد وعاش القائد ( عاش – عاش – عاش ) ولنرفع عند المناسف كل شعارات الحرية والديمقراطية والعالم الحر وحقوق الإنسان ولنردد دائما كلمات : معالي وسيادة وجلالة ، وسمو وباشا وحضرة ، وفضيلة ومولانا وسيدنا ، وقائدنا وزعيمنا وحاضر يا فندم …. وما إلى ذلك .

المنسف اليوم هو معلم من معالم التراث ، نفتخر به أمام الأجانب ؛ فنقدمه لهم شامخين بكل معاني العزة والكرامة المنسفية الأبية ، الممتزجة بالشهامة العربية الأصيلة المتجذرة الانتماء تاريخيا إلى الحصان العربي الأصيل ، واللهِ وأنعِم وأكرِِم من كل الحيوانات الأصيلة ، لأن العِرق دسّاس والدم بيجيب الدم سبحان الله ، لا عليك أخي فنحن اليوم في زمن حط راسك بين الروس وقل يا قَطاع الروس ( كما يقول المثل ) .

هؤلاء القوادين العرب تتوحد إرادتهم كما تتوحد شهيتهم عند المناسف وكروشهم الراهية من أمامهم ، لكن إرادتهم تلك لا تتوحد على فك الحصار عن أكثر من مليون ونصف فلسطيني يقذفون بالفسفور، ويخطط هؤلاء النكرة كيف وماذا يأكلون أكثر من تخطيطهم لقضايا الأمة المصيرية ، لكل شيء في العالم منظمة تدافع عنه ، من منظمة محبي البيبسي كولا إلى يوم الحب العالمي ، ومرورا بمنظمات الرفق بالحمار والكلب والبغل والتيس ، إلا النظام العربي الرسمي والمنتفعين من ورائه ، فلا منظمة لهم تعلمهم معاني الكرامة أو لتدافع عن فحولتهم ، باستثناء حبات العطف الأمريكية من الفياغرا وكبسولات الفنادق …. ونعم للحرية والعولمة .

وإنني مستبشر خيراً كما أدعو إلى البشر والسعادة ؛ لما ستسمعونه في الغد القريب عن إنشاء جمعية المنسف العربي في تل أبيب ، وعلى المنسف السياسي الإسرائيلي يقولون عنهم باللغة العبرية : ( أنشيم توفيم ) أي أشخاص مخلصين ، فعاشت الأمتين العربية والإسلامية ، وقريبا ستصبح إسرائيل عضوا في جامعة الدول العربية فيحيى العدل يحيى العدل ، وخلينا نعترض ونتكلم ونَبرُم ونكتب ونخطب ونهاجم مليون سنة ، واشتدي يا أرض وما بيجيبها إلا نسائها .

لا أراكم الله مكروها بعزيز

 

www.tahsseen.jeeran.com  مدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.