أهو العتاب ؟
أهو العتاب ؟ ..
عبد الرزاق أبو عامرأَهُوَ الْعِتَابُ تَخَلَّلَتْ
قَسَمَاتِهِ لُمَعُ الدَّلاَلْ ؟
أَمْ سَلْوَةٌ
تُخْفِي النَّشَا بَيْنَ الظِّلالْ ؟
أَمْ عَبْرَةٌ
تَبْلُو اشْتِيَاقِي بَعْدَمَا
طَالَ الْفِصَالْ ؟
أَمْ قَطْرَةٌ
سُكِبَتْ عَلَى رَمَقِ الْوِصَالْ
فَسَعَى إِلَيْكِ بِنَظْرَةٍ
أَلِفَتْ تَحَنُّنَكِ الزُّلالْ
وَسَرَى قَصِيدِي سَاكِباً هَذَا الْحَنِينْ
بِحُرُوفِ وَجْدٍ طَالَهَا رَوْحُ الصِّلالْ
مِنْ هَمْسِكِ السَّمْحِ الرَّفيفْ
وَتَعَفُّفٍ عَالِي الْخِلالْ
يَجْتَالُ قاَفِيَتِي الْوَلُودْ
فَتَسِيلُ أُنْساً غَامِراً يَسْبِي الْخَيَالْ
**********قلائد الشدائدعبد الرزاق أبو عامر
عاد سعيد ليلتها من المحكمة مرضوض الكيان ؛ لا تحمله رجلاه ..
كان الحكم بخلاف ما أمل وتمنى ،
وأيقن حين دخل إلى الزنزانة أنه باق في السجن وأن الأرض قد ضاقت ببراءته …
كنت حينها غير بعيد .. أنظم هذه الأبيات لأجله
عساها تسعف فؤاده المكدود ، وتكون له عزاء وسلوى …
أَنَّى أُضَامُ إِذَا ابْتُلِيـتُ وَأُبْسَـلُ
وَنَوَالُ رَبِّي فِي الشَّـدَائِدِ أَجْـزَلُ ؟ ..
حَسَنَ الظُّنُونِ وَرَاجِيـاً رَحَمَاتِهِإِنَّ الشَّقِـيَّ الْيَـائِسُ الْمُتَمَلْمِـلُ
وَعَسَى الْحَلِيمُ إِذَا أَطَالَ شَدِيـدَةًعَظُمَتْ وَضَاقَ بِهَا الْفَتَى الْمُتَحَمِّلُ
أَنْ يُـعْظِمَ الثَّمَنَ الْمُعَدَّ لأَجْلِـهِ
فَيَغَـارُ مِنْهُ الْحَـائِرُ الْمُتَـعَجِّـلُ
إِنَّ الشَّدَائِـدَ لِلصَّبُورِ طَهَارَةٌ
فِيـهَا الْمَحَامِدُ تُـرْتَجَى وَتُخَوَّلُ
سَلِّمْ لِمَنْ حَبَكَ الشُّؤُونَ فَقَـدْرُهُ
ذُو حِكْمَةٍ لَوْ عَدَّهَـا الْمُتَـأَمِّـلُ
لَأَجَلَّ مَـا يَغْشَاهُ مِنْ نَكَبَـاتِهَـا
فَـإِذَا بِـهِ مَحْـبُوبُـهُ الْمُتَجَمِّلُ
وَحَذَارِ أَنْ تَعْتَدَّ نَفْسَكَ خَـاسِراً
أَوْ يَسْتَخِفَّكَ حَـظُّ مَنْ يَـتَرَفَّـلُ
عَيْنُ الْخَسَارَةِ أَنْ تَمُوتَ مُمَـزَّعاً
وَسَخِيمَةُ الْـغَفَلاَتِ عُمْرَكَ تُخْسِلُ
تَـأْتِي غَداً مَـوْلاَكَ أَتْـيَةَ آبِـقٍ
قَتَرُ الإِدَانَـةِ كَسْـبُكَ الْمُتَحَصَّلُ
فَيَطُولُ حَبْسُكَ مُهْمَلاً فِي مَقْتِـهِ
لاَ صَـاحِبٌ يُنْجِيكَ أَوْ يَـتَخَوَّلُ
عَضُّ الشَّدَائِـدِ مَنْحُ رَبِّكَ كَمْ لَهُ
مِنْ رُقْيَـةٍ تَـزْكُو بِهَـا وَتُـبَجَّلُ
أَلَمٌ لَهَـا فِيهِ اسْتَكَنَّ شِفَـاؤُهَـا
اطْرَحْ فُؤَادَكَ فَـالطَّبِيبُ يُـغَسِّلُ
وَاصْبِرْ فَمَا صَبْرُ الْكَرِيمِ بِـضَائِعٍ
حَسَنَ الظُّنُونِ بِـرَاحِمٍ يَـتَفَضَّلُ
إِنْ كُنْتُ دُونَـكَ سَالِماً لاَ أَكْتَوِي
بِكُبَادِ مِحْنَـتِكَ الَّتِي تَـتَحَمَّـلُ
فَـلَقَـدْ أَرَدْتُ أَدَاءَ حَـقٍّ لاَزِمٍ
لَـكَ هَمَّنِي فَطَفِقْتُ بَعْدُ أُحَاوِلُ
نَـظْمَ قَصِيدٍ يَـصْطَفِيكَ بِسَلْوَةٍ
وَعِنَـايَـةٍ رَحِمَ الْوَفَاءِ تُـبَلِّـلُ
وَتَـمَثُّلِـي أَنَّ اللَّبِيبَ كَخَـامَةٍ
رِيحُ الْـبَلاَءِ تُمِيلُـهُ وَتُـنَـبِّـلُ
وَيَقُومُ مُعْتَدِلاً إِذَا سَكَنَـتْ يُـرَى
لِـثَـبَـاتِهِ جَبَلَ الْعُلَى يَـتَـوَقَّلُحَسْبِي اسْتِجَابَتُكَ الْعَزِيزَةُ كُلَّمَـا
قُرِئَ الْقَصِـيدُ لِمَا بِهِ أَتَـفَـاءَلُ
لاَ يَـذْهَبَنَّ عَلَيْكَ أَنْ تَـتَـقَفَّنِي
بِـالـنُّصْحِ ثُمَّ بِدَعْوَةٍ تَـتَوَاصَلُ
قُلْ : يَـاحَلِيمُ أَقِلْ عِثَـارَ مُخَلَّفٍ
أَزْرَى بِبِرِّكَ ثُمَّ هَـامَ يُمَـاطِـلُ
قَدْ بَاتَ صَفْحَكَ يَـرْتَجِي مُتَوَسِّلاً
وَجَمِيلَ رِفْقِكَ فِي الْكَرِيـهَةِ يَسْأَلُ
أبو عامر