www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

دراسات في التاريخ والآثار والحرف الدمشقية.. جديد الكاتب والباحث بشير زهدي /آداب عبد الهادي

0

عن دار الهلال للطباعة والنشر والتوزيع صدر كتاب دراسات في التاريخ والآثار والحرف الدمشقية للكاتب بشير زهدي. جاء الكتاب في 181 صفحة من القطع الكبير وتضمن العديد من الدراسات التاريخية التي تتناول سورية في العصور (الهلنستي والروماني والبيزنطي) ودراسات أخرى تتحدث عن سورية في عهود اليونان والرومان والبيزنطيين إضافة إلى دراسات عن دمشق وتاريخها العمراني والمعماري عبر العصور لاسيما في عهود الآشوريين بين عامي (722-605)ق.م والكلدانيين بين (605- 538) ق.م.

دراسات في التاريخ والآثار والحرف الدمشقية.. جديد الكاتب والباحث بشير زهدي

دمشق
ثقافة
الاحد 26 كانون الأول 2010
آداب عبد الهادي
عن دار الهلال للطباعة والنشر والتوزيع صدر كتاب دراسات في التاريخ والآثار والحرف الدمشقية للكاتب بشير زهدي.

جاء الكتاب في 181 صفحة من القطع الكبير وتضمن العديد من الدراسات التاريخية التي تتناول سورية في العصور (الهلنستي و

الروماني والبيزنطي) ودراسات أخرى تتحدث عن سورية في عهود اليونان والرومان والبيزنطيين إضافة إلى دراسات عن دمشق وتاريخها العمراني والمعماري عبر العصور لاسيما في عهود الآشوريين بين عامي (722-605)ق.م والكلدانيين بين (605- 538) ق.م. ‏

كما خصص الكاتب بعض فصول الكتاب للحديث عن أحياء دمشقية شهيرة كحي الصالحية وعرنوس وسبب إطلاق مثل هذه التسميات عليها كما تناولته القصص الشعبية والدراسات التاريخية التي تؤكد مثلاً على أن «عرنوس» بطل من أبطال التاريخ والدته سقطت في الأسر أثناء قدوم إحدى الحملات الصليبية إلى دمشق وكانت ابنة أمير طرابلس الإفرنجي، وبعد وقوعها في الأسر التقت بالمقدم (إسماعيل أبي السباع) أمير القلاع آنذاك وأعجبت به وتزوجته وعندما علم والدها الأمير الإفرنجي بهذا الزواج أبدع في حيله وخداعه إلى أن استرجعها بالمكر والدهاء وكانت في أثنائها حاملاً، وأنجبت وليدها (آرنوس) في ايطاليا وعندما شب آرنوس أصبح محارباً شجاعاً فتم تكليفه على رأس جيش بالسفر إلى بلاد الشام لدعم قوات الفرنجة الصليبيين فيها وحدث أن جرت معركة بين الفرنجة الصليبيين والعرب المسلمين، كان فيها الأب الشيخ (إسماعيل أبو السباع أمير القلاع) في مواجهة ابنه الشاب (آرنوس) الذي انهزم قليلاً أمامه وقد لفت نظر الأب (عقد مزين بأيقونة كان يضعها في عنقه الفارس الإفرنجي الذي يصارعه) هذه الايقونة بالذات كانت زوجته تحرص على التجمل والتبرك بها باستمرار فتمكن الأب الأمير من التعرف على شخصية ابنه (آرنوس) وقد دبت العاطفة القوية بينهما لاسيما وأن والدة آرنوس كانت تحدثه دائماً عن والده العربي المسلم الفارس الشجاع، فتقدم كلاهما من الآخر وتعانقا، ثم انضم بعد ذلك آرنوس وعدد من رجاله إلى قوات أبيه أمير القلاع وحارب الفرنجة مع قوات المسلمين وبعد استشهاد أبيه أمضى آرنوس بقية حياته في التقوى والصلاح في دمشق التي دفن فيها في منطقة عرفت باسمه الذي تحول عبر الزمن من اسم آرنوس إلى عرنوس.. ‏

إضافة إلى قصص وحكايات أخرى تناولت قصة عرنوس مع الملك الظاهر بيبرس كان قد سردها لنا الكاتب حسب ماجاءت في الأساطير الشعبية.
 

وهنا يقترح الكاتب في نهاية سرده لقصة عرنوس أن يتم تزيين ساحة عرنوس بتمثال يليق بقصته الطريفة المثيرة لأن قصص كبار أبطال الرجال جديرة بالخلود. ‏

وأيضا أفرد لنا الكاتب جزءاً مهما للحديث عن الصناعات اليدوية والتقليدية والأدب المهني في دمشق حيث تحدث عن العلاقة بين أسماء الأشخاص ونوع الحرف التي يمتهنونها كالأسماء التالية: حلواني-خطاط-نجار-نحاس-دهان-ذهبي-ترجمان-بيطار-خوام-خاني- حفار-زنانيري-ساعاتي-سياف- سحار- صواف- طحان-طرابيشي- عرقسوسي- غراوي- كعيكاتي-مخللاتي-نويلاتي-نداف-وراق……..إلخ من عشرات الأسماء الأخرى. ‏

واختُتِمَ الكتاب بالحديث عن الميثولوجيا وفن الفسيفساء في سورية حيث يقول الكاتب: إن الميثولوجيا تعالج التاريخ الأسطوري وقصص أرباب الوثنية وأشباه الآلهة ومواقف قدماء الأبطال الوثنيين، ما يجعل الميثولوجيا بمنزلة (لغة تصورات) وتخيلات ذلك الإنسان البدائي والقديم). ‏

حيث تخيل ذلك الإنسان عالم آلهة السماء كعالم إنسان الأرض،لها عواطف كعواطفه، ما أسهم في تقريب عالم الآلهة إلى عقل الإنسان الذي تخيل الربة (ديانا) أداة انتقام إلهي، وتصور (آبولون) الذي أحب عروس المياه(كورونيس) التي أنجبت رب الطب (اسكولاب)، وإن (إيليثيا) تشترك مع (ديانا) في تسهيل ولادة النساء الحاملات وكانت (ديانا) تبلى بالقعم وتصاب بالوباء عندما تصبح عنيفة وقاسية. ‏

جسد الفكر الميثولوجي في بلاد ما بين النهرين قوى الطبيعة في صور إنسانية أهمها كما أورده الكاتب : آنو- رب السماء ‏

إيا- رب المياه ‏

أنليل- رب الأرض ‏

سين- رب القمر ‏

نرجال- رب جهنم………….الخ مما جاء على ذكره. ‏

ثم تحدث عن الفنانين والصناع الإغريق وكيف خلدوا قصصهم الميثولوجية هذه برسوم جميلة تزين أوانيهم الفخارية المختلفة، ولوحاتهم الفسيفسائية ورسومهم الجدارية. ‏

وهنا يمكن القول إن الفنان السوري تأثر بجمالية القصص الميثولوجية التي خلدها برسومه الجدارية ولوحات الفسيفساء الأرضية ومنحوتاته وروائعه الفنية المختلفة وهنا ينقلنا الباحث إلى المباني السورية وأهميتها حيث يجمع الباحثون على أهمية سورية ومبانيها الأثرية المختلفة التي تعود إلى القرون الميلادية الأولى وتأثيرها في عمارة الأقطار المختلفة والعصور المتعاقبة بدءاً من (الكنيسة السكنية) في مدينة دورا أوربوس جنوب مدينة دير الزور والتي يعود تاريخها إلى عام 232م وتقدر أبعادها (20×12)م وتقع إلى اليمين من باب المدينة الغربي وعلى امتداد سورها قرب البرج السابع عشر وفي إحدى الجزر السكنية، لها مدخل يؤدي إلى باحة يتقدم جهتها اليسرى رواق بسيط وتبدو في الجهة المقابلة للمدخل ثلاث غرف تمت إزالة الجدار الفاصل بين اثنتين منها كما تبدو غرفة التعميد في الزاوية الشمالية الغربية إضافة إلى العديد من الكنائس الأخرى أتى على ذكرها منها كنيسة القديس حنانيا في دمشق قرب الباب الشرقي والكنيسة الذهبية في أنطاكية وكاتدرائية بصرى وكنيسة إزرع وكاتدرائية القديس سركيس في الرصافة وكنيسة قلب اللوزة وكنيسة القديس سمعان العمودي وجورجيويس قرب قلعة الحصن وكنيسة ابن وردان شمال حماه وغيرها من المباني الكنسية التي تشكل الفصل الأول من تاريخ العمارة في القرون الميلادية الأولى. ‏

وبالنتيجة يخلص الكاتب إلى أن أهمية مباني سورية أسهمت في نشوء (فن العمارة) ونظرياته وتاريخه وجمالياته وذلك بفضل نبوغ مهندسين معماريين امتازوا بالذكاء والموهبة ودقة الملاحظة وأحسنوا استخدام الموارد الطبيعية المتوفرة في بيئتهم وأدركوا متطلبات عصرهم الروحية والفكرية فأبدعوا روائع معمارية خالدة أبد الدهر تؤكد صلة العمارة بالفكر والعلم والذوق والخبرة والمهارة والجمال وتجسد شعار (العمارة مرآة الحضارة). ‏

دراسات في التاريخ والآثار والحرف الدمشقية كتاب قيم ومميز لم يأت كبقية الكتب التاريخية والتوثيقية جافاً، بل كان ثرياً وغنياً اتبع فيه الكاتب أسلوب القص والحكاية الشعبية في تقديم المعلومات الهائلة التي يتضمنها. ويمكننا أن نقول إن الكاتب استطاع بأسلوبه الجميل الجذاب أن يأسرنا وهو ينقلنا من عهد إلى عهد ومن عصر إلى عصر ومن حرفة إلى حرفة ومن فن إلى فن، بسحر وإبداع قل نظيره. ‏

نبذة عن الكاتب ‏

الكاتب والباحث بشير زهدي من مواليد دمشق عام 1927 ‏

حاصل على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق عام 1951 وليسانس في الآداب من جامعة السوربون في باريس عام 1954 ‏

كما أنه حاصل على شهادة تاريخ الفن في العصر الوسيط وشهادة تاريخ الفن في العصر الحديث وعلى دبلوم من معهد اللوفر في باريس. ‏

شغل وظيفة أمين المتحف الوطني بدمشق ووظيفة الأمين الرئيس للمتحف الوطني بدمشق من عام 1981لغاية عام 2003 ‏

عضو في لجنة الإيكو الدولية وعضو في لجنة الفنون التشكيلية وفي لجنة التاريخ والآثار وأستاذ محاضر في كلية الآداب قسم التاريخ والفلسفة وكلية العمارة. ‏

من مؤلفاته: ‏

1-علم الجمال والنقد ‏

2-علم الجمال وعلم الفن ‏

3-المتاحف ‏

4-الإمبراطور فيليب العربي ‏

5-معلولا المدينة الأثرية والسياحية ‏

6-الرصافة لؤلؤة بادية الشام ‏

7-كنيس دورا ادروبوس ‏

8-دمشق وأهميتها العمرانية والمعمارية عبر العصور ‏

9-الصناعات اليدوية السورية ‏

10-11-تاريخ الفن ج1 وج2 ‏

12-حضارات وأساطير ‏

13-دمشق المدينة العربية ‏

14-آثار العهود اليونانية والرومانية والبيزنطية. ‏

15-الفن السوري في العصر الهلنستي والروماني ‏

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.