www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

مختارات من قصائد محمد ابراهيم الحريري

0

حالة العشق في مهب السـراب والرؤى أسرفت بتحريض ما بي

حالة العشق.
 

 
حالة العشق في مهب  السـراب
والرؤى أسرفت بتحريض ما بي
وأنـا أذرع الـصـلاة بـدمـع
علني أستطيـع محـو العـذاب
هجمة السهـد هيجتهـا خمـور
هكذا الصحو في خيالي  الترابي
من شحوب الخمور تذوي كؤوس
والعناقيد في مـدى  الإنسحـاب
صدقيني أمارس الحزن وحـدي
والشكاوى تهـل مـن  أهدابـي
وأنا النعش والبواكـي  وموتـي
ضاع مني في زحمة  الأسبـاب
أينهـا قهوتـي تعيـر انتباهـي
صحوة شارفت على الأنخـاب؟
فاسكبيني من المـزاج اعترافـا
كدرتـه مـذاهـب الأعـنـاب
لا تقولي دماثة الريـحِ  تغـري
معول الأمسيـات  بالإحتطـاب
حصرم العشق بالعناقيد يسـري
وتأنى عند احتضـار الشـراب
والأماسي تعير جنحـا لشمـس
حين أغفت على الجناح المرابي
هبـت الأغنيـات تمتـاح نايـا
من غروب يفيض عنه  اغترابي
تجعل الريح زورقـا للضحايـا
حين تهوي لأخمص الإضطراب
والوجوه التي تخـوض المرايـا
تحصر الود في إطار الضبـاب
*************
***************
نصف أحلامنا قصاصات  وهـم
طيَّرتها قصائدي مـن صوابـي
حيث يبلى الضمير ينساب طهرا
عبر صمت يضيق عنه  ارتكابي
مثلما الريـح إن أقامـت  ليتـم
مهرجان الرغيف وسط  السراب
لا تبالـي إذا تأخـرت  لـيـلا
فالليالـي تضـجُّ  بالإكتـئـاب
ثورة الحب إن تقم سوف  تقضي
دون شك على نظـام الخـراب
وانقلاب الشعور ضـدي كفيـل
بانسحابي إلى منافـي  العـذاب
ذاك وعد الرياح يعصر  كرمـا
فجَّرتُـه انتفاضـة  الأكــواب
أيهـذا الشتـاءُ لا نـار  تعلـو
حين تخبو صداقـة  الأخشـاب
ذاك طقس الغـرام هـم وسهـد
وانقشاع البكـاء بعـد  العتـاب
أوقفيني علـى مشـارق ظنـي
إن إثمي ما زاغ قيـدَ ارتيابـي
 

ـــــــــ

 

لحنُ اللحود

 

 
إذا أخبروني ، بينَ عاميـنِ  عاثـرُ
شريدُ الخُطى، والشَّمْعُ بالأهلِ  غامرُ
بدربٍ عجوزٍ أتعبَ الكنسُ صدرَهـا
حقائـبـه بالانتـظـارِ تجـاهـرُ.
يُعبِّرُ عـن مكنونِـه البحـرُ  كلَّمـا
ترامتْ على شـطِّ اليقيـنِ المعَابـرُ
لِيُولدَ من رحـمِ الجهـاتِ  محـارةً
تزُفُّ لها عُطـلَ الرِّقـابِ البشائـرُ
هوى من مجرَّاتِ السَّكينـةِ، فالـذي
يعاني جروحَ الأرضِ لا شكَّ  شاعرُ
***
***
شعابٌ من الأشجان تنمـو  بداخلـي
وليس بوسعـي أن تُقـامَ  القناطـرُ
بنفسـي صـدوعٌ شكَّلتْهـا قصيـدة
وحبريْ على كرّاسـةِ البيـنِ ثائـرُ
تركتُ بمرعى النفس قِطعانَ  حيرتي
وذئبا له إخـوان يوسـف سافـروا.
ونايا علـى ألحـان غصـن بكيتـه
إلى أين يا مثلـي بحزنـي أسافـر؟
تَوحَّدْ معي حتـى تغيـب  جنازتـي
وتُسْمِعَني لحـنَ الدمـوعِ المحاجـرُ
أنـا مَلِـكُ الآلامِ مـن أوَّلِ الأسـى
وعرشي على مرِّ الثكالى  الخسائـرُ
بأعقاب صمتٍ ينبت اللحـنُ  لاهثـا
وتحرقُه آنـاءَ صـدري  السجائـرُ
معي كنـز خيبـات ومعـول نكبـة
وجدران أيتام ،وخضـري  مهاجـر
طريحةُ إنصاتِ الأماسـي أصابعـي
تنامُ وعنْ إيقاظِهـا النـايُ  قاصـرُ
أ سُنَّةُ هـذا العـامِ تُمحـى  مدينـةٌ
وتمتدُّ في عمـقِ النفـوسِ المقابـرُ؟
ويُسرَقُ فـي عـزِّ الأنامـل خاتـمٌ
ولم تستطعْ صونَ البريقِ الجواهرُ؟!!
وفي هامش الأعراف تنمـو غوايـة
تمدُّ لهـا حبـلَ القبـول  الضمائـرُ
أيا صابئيَ الثَّغْـرِ ساهِـمْ بضحكـة
لقـد خلعتنـي بالثَّـلاثِ الـنَّـوادرُ
أدرْ قهوةَ المنفى، على بال  غربتـي
يَمُرُّ علـى عكَّـازةِِِ النَّـارِ خاطـرُ
***
***
يعود ندائـي أصفـرَ الأفـق  كلمـا
تهاوى الصَّدى واطَّارحتُه  الحناجـرُ
برودة أعصاب العناويـن  شارفـت
على طرقات بينهـا المشـي  فاتـر
فأسكنت في وادي الخطايـا  جنايـة
ليوم على شكـواه تُرخَـى الستائـرُ
وآتى النوى جنحا يرى الهجـر أنـه
جدير ببال لـم يَحُـمْ فيـه  طائـرُ
تمخَّض عمري عن سـراب  بقيعـة
بها الرَّمقُ المأمولُ بالغيـم  ساخـرُ
وها قد توشَّى العام بالبعد،  والنـوى
تضيفُ له لـونَ الضيـاعِ الأظافـرُ
***
***
منـازل أحـلام اليتامـى تقوَّضـت
وعادت هباءً مـن سماهـا البيـادر
فعشقـي بدائـي، وقلبـي هزيـمـة
فأنَّى شممت الهجر فالنّصْفُ خاسـرُ
وإنيَ منـذ الطيـن قدَّسـت نشأتـي
وقد شبَّ طوري وهو بالنـار كافـر
يعاهد مـاء هـادئ الطعـم، هكـذا
جنـون الخوابـي بالعناقيـد سافـر
عزائـي شقـيٌّ لا يطـاع بمـأتـم
فلا تنكري يتما له الحـزن صاغـر
يحيد عن الأصنام فـي عـز دربـه
وفي وضح الأقـدام عنهـا يهاجـر
لقد كذبتْ عينـاي والدمـع خـارق
مجـرات ِقلـب واكبتهـا البصائـر
وأعفيتُ من جرمِ الأصيـل لُزُوْجَـةً
تؤيدهـا بالاحتـقـانِ  المشـاعـرُ
وواريـت ذنبـا بالقميـص  موثقـا
بـأرض، خوابيهـا يَـديَ  تعاقـر؟
أهلـة أحزانـي بعاميـن  دارتــا
وعادت محاقـا يزدريهـا التناظـر
أَ تُمْـنَـى ذراعٌ  بالمخدَّات،بينـمـا
بوحشيِّة الإنسـان تُمنـى الأسـاورُ
تعرى الصدى أو كاد يرتـد  حافيـا
إلى جهـة لمَّـا تطأهـا  الخواطـر
وللمكـر أبـواب القصيـد تفتحـت
ودون اليراع البكر حالـت  محابـر
وما أهملت عينـاي رمشـا مسهـدا
وقلبـي دبيـب الانتظـار يعـاقـر
وقابلتُ وجها كاد من فـرط قهوتـي
تدير لـه خمـر الشقـاء  الدوائـر
سيبعث رغم الليل والبعدِ يـا هـدى
بكل صباح أخضـرَ الحلـمِ شاعـر
 

31/10/2010

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.