يستطيع القارئ أن يختار العنوان الأقرب إلى نفسه!! العنوان الأول يمزج بين ثلاثة مواضيع اطلعت عليها بين يومي الأربعاء والخميس،وقد عجزت عن اختيار أيها أغرب!!!! السينما “الملتزمة”
كاشيرا”عزباء” في السينما!!!
ثلاثة مغالطات في الرأس … توجع!!!!
الاستعاذة بالله من الزواج!!!!!
يستطيع القارئ أن يختار العنوان الأقرب إلى نفسه!! العنوان الأول يمزج بين ثلاثة مواضيع اطلعت عليها بين يومي الأربعاء والخميس،وقد عجزت عن اختيار أيها أغرب!!!!
السينما “الملتزمة”
ابدأ بموضع جاء في الرسالة رقم (2174)،من رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم،وقد بعث به الأستاذ خالد الأسمري من مكة المكرمة،وهو عبارة عن مقالة للناقد السينمائي محمد عبيدو،جاءت تحت عنوان : ( الصهاينة – والهولوكوست – سينمائيا)،ولا تعنيني المقالة بقدر التعليق الذي سبقها والذي طرحه الأستاذ (الأسمري)،والذي قال فيه :
(أستاذ عبد العزيز .. أسعد الله مساءك بكل خير
لا أدري ما الجديد في موقف الشرعيين من صناعة السينما ، أهو على ما عهدناه من الرفض المطلق لولوج عالم السينما ؟ أم أن النظرة اعتدلتْ عند البعض لهذه الوسيلة المؤثرة في البشرية منذ مائة سنة مضت وإلى يومنا هذا ؟
وإلى أن يقتنع المعارضون بجدوى الصناعة السينمائية ستواصل (إسرائيل) استغلال السينما إلى أقصى مدى لخدمة مبادئها الصهيونية ، ولتشويه أعدائها ، وأولهم هؤلاء الإخوة المعارضون .).
بدا لي أن الكاتب (المعلق) في عبارته المتلبسة بالسخرية،أعني قوله : (وإلى أن يقتنع المعارضون بجدوى الصناعة … ). بدا هذا التعليق وكأنه يريد لنا أن نتخذ من (الصهائنة) قدوة،فنروج لقضيتنا بالسينما كما يروجون!!!!!! وقد غاب عن الكاتب الفرق بين قضيتنا العادلة التي لا تحتاج إلى (تزوير) للحقائق،عكس المعتدي الصهيوني. ثم لو أخذنا بذلك (القياس) فهناك قضية أخطر على أمتنا من (السينما) وهي استعمال الصهائنة للنساء – عبر المخابرات – للحصول على المعلومات،وللابتزاز .. إلخ. فهل يريد لنا أن نفعل فعلتهم؟!!!!! وهل سيأتي شخص – غير الأستاذ الأسمري – فيقول : وإلى أن يقتنع المعارضون بجدوى الاستعانة بالمرأة في الحصول على المعلومات،سيواصل الصهائنة – وأستبعد أن يستعمل ذلك الشخص المفترض عبارة “الصهائنة” !!!!! – استغلال المرأة .. وأنا هنا لا أضرب بالودع،وأذهب بالحوار بعيدا نحو أمر لا يُعقل – مع أنه لا يُعقل فعلا !!! – فهاهو الأستاذ عادل حمودة يقول لنا ضمن حديثه عن المخابرات 🙁 في سنة 1963 تقرر تشغيل النساء في المخابرات المصرية، اتخذ صلاح نصر هذا القرار بعد أن وجد كل أجهزة المخابرات في العالم تستخدم الجنس في عملها.. فالمعروف نفسيا أن الرجل يفقد توازنه وهو مع المرأة بل وقد ينسى نفسه ويتفوه بأحاديث سرية (..)ولكن هذا السلاح ذو حدين .. فقد ينقلب ضد من يستخدمونه، إذا لم يحسنوا استخدامه، فالمرأة بطبيعتها متقلبة العواطف ، كثيرا ما تغلب أنوثتها على الواجب، وقد تصبح عميلة للطرف الآخر إذا ما وقعت في حبال حبه وغمرها بالمال .. وهذا ما قاله صلاح نصر لعبد الله إمام .. ثم استطرد : ” كان هذا من بين أسباب إحجامنا عن استخدام النساء في بادئ الأمر ولكن ظروف الأمن أجبرتنا على ذلك” ..){ ص 238 – 239 ( حكومات غرف النوم)/ عادل حمودة/ سفنكس للطباعة/ 1994م. }.
لن أنسى أن ألفت النظر إلى نقطتين،أولاهما : على أحبتنا المتحمسين للسينما (الملتزمة) أن يطلعونا على أنموذج ناجح للمسلسلات (الملتزمة) – وهي مجال لا يدور حوله لغط مثل ذلك الذي يدور حول السينما .. أو حول افتتاحها في السعودية – ثم نتحدث عن السينما (الملتزمة)،إذ أن وجهة نظرنا الخاصة أن التركيز على السينما،ودروها الإيجابي،في ظل دعوات متكررة لفتح دور للعرض السينمائي في السعودية،يبدو (محيرا) وكأنه يدفع نحو توجه معين،تحت غطاء (السينما الملتزمة)!!!! مع يقيننا أن تلك السينما – لو وجدت فإن حدود قدرتها أن تصنع فيلما أو فلمين على مدار العام،بينما تحتاج دور العرض – إذا فُتحت – إلى سيل من الأفلام ،فهل يغيب ذلك عن دعاة (السينما الملتزمة)؟!!!!!
النقطة الثانية،حديث عن السينما نفسها،وهدفه الأساسي،كوسيلة للتلصص على العورات،ولا ننسى أن المرأة الغربية – التي ترتدي “البكيني” الآن – كانت عند نشوء السينما،شبه (محجبة)!!!!! يقول الدكتور الحفني :
(وعندما اكتشفت السينما بصفتها الفن السابع،توجه الفنانون والكتاب إلى العلاقات الجنسية يعرضونها على الشاشة بالصوت والصورة. ويلخص واحد من كبار نقاد السينما الرابطة بين السينما والجنس،فيقول إن جوهر السينما مثل جوهر الجماع هو الحركة،وتقوم الكاميرا مقام اليد وتفعل فعلها فهي تربت وتتحسس (The History Of Sex in Cinema Knight & Alpert:). وكان المخرج الروسي الأكبر إيزنشتاين يقارن بين المونتاج في السينما والنكاح،ويجعلهما في مرتبة واحدة،حيث المونتاج يؤلف بين المشاهد والأصوات ويزاوج بينها،وكأن المشهد يجتمع إلى المشهد اجتماع الذكر والأنثى،وكأنهما يتصلان ويرتبطان كتعشق الذكر والأنثى. ووجد النقاد أن الفن الجديد من أخطر ما يكون على العائلات والأخلاق الاجتماعية،وفرضت الدول الرقابة الفنية على الموضوعات السينمائية. وقد بدأت السينما بداية تستحق الرقابة،فقد جعل المخرجون الكاميرا وسيلة يسترقون بها النظر والسمع معا إلى ما يجري في المخادع وخلف الجدران والأبواب المغلقة،وكشفوا خفايا البيوت والأشخاص،وكانت الكاميرا كأنها الشخص النمام،والناس بطبعهم يحبون النّم،وليس أكثر من حب الاستطلاع عند الإنسان،وكانت الكاميرا هي الوسيلة التي تفوقت أيما تفوق من حيث إشباع حب الاستطلاع .){ص 44 (الموسوعة النفسية الجنسية ) / الدكتور عبد المنعم الحفني / القاهرة / مكتبة مدبولي / الطبعة الرابعة / 2004م}.
الرقابة على السينما،التي تحدث عنها المؤلف امتدت بين عامي 1930 – 1966م!!! وإذا نظرنا إلى السينما المصرية فسوف نرى أنها كانت تحت (الرقابة) ثم تفلتت منها،بل إن التلفاز – الجهاز الموجه للأسرة – حتى في دول الخليج، بدأ بمسلسلات مراقبة ومتحفظة،ثم انظروا أين وصل جهاز الأسرة!!!!!!فقد وصل إلى تفاخر الكاتبة فجر السعيد – قبل عامين تقريبا – بأن مسلسلها الرمضاني سوف يحتوي على (مشهد ساخن)!!!!!!!!
إذا تجاوزنا ما سبق،ونحن في إطار التنافس مع الصهائنة على مستوى الصناعة السينمائية .. هل يرى أخانا الكاتب أننا نستطيع أن ننافس بأفلام (المحجبات) – محجبات الوجوه بطبيعة الحال – أم أنه يرى – في سبيل إقناع العالم بعدالة قضيتنا – أن نصنع أفلاما – في إطار السينما الإسلامية – لــ(العاريات)؟!!!!!!!!
كاشيرا بعباءة على الرأس!!!
المغالطة الثانية،التي اشار إليها العنوان،قام بها الأستاذ تركي الدخيل،في مقالته التي قارن فيها بين (الكاشيرة) وبائعة البسطة!! ثم خلص إلى النتيجة التالية :
(الأكيد أن مهنة “الكاشيرة”هي ذاتها مهنة صاحبة البسطة،حيث كل امرأة هي كاشيرة بسطتها،ولم ير الأقدمون حرجا في ذلك ،مع أن ذلك التاريخ عاشه خيرة علماء عصرنا وعلى رأسهم مفتي الديار الأسبق الشيخ محمد بن إبراهيم،ولم يكن قبض المرأة نقود سلعة من رجل محل ضجيج اجتماعي،بل كان شيئا سائغا خاصة أنها تباشر بضاعتها في السوق وأمام الناس لا في الزواريب والخلوات،وكذلك المرأة في كاشيرات مراكز التموين ستكون أمام الملأ ليست مختلية بأحد من العاملين){جريدة الوطن،العدد الصادر يوم الأربعاء 26 / 11 / 1431هـ}.
يبدو أن نشوة الحماس في (قياس) الكاشيرة على صاحبة البسطة،قد أذهل الكاتب عن فرق جوهري،لا نظن أن القياس يستقيم معه … وهو أن صاحبة (البسطة) تكون محجبة،لدرجة أننا لا ندري إن كانت تضع (ماكياجا) أم لا!!!!!!! فهل (الكاشيرة ) كذلك؟!!!!!! بل إنني أزيد أن بعضهن – وقد رأيتهن في هذا اليوم الذي أكتب فيه – يرتدين ما يغطي أيديهن!!!!!! فهل نتصور (كاشيرة)- في “بندة” مثلا – ترتدي عباءة على الراس،وتغطي وجهها،وربما غطت كفيها؟!!!!!!
الاستعاذة بالله من الزواج!!!!!
أما ثالثة الأثافي،فقد كانت عبر رسائل الدكتور عبد العزيز قاسم أيضا،أعني مقالة (أبو البراء الأحسائي)،والتي جاءت تحت عنوان : ( قررت أن أكون أعزبا فترة مؤقتة).
ولا يخفى علينا أن المقالة تهدف إلى (الطرافة)،ومع ذلك فإنه من العجيب أن يستدل الكاتب بقول مالك بن دينار- إن صح عنه – حين سأله أحدهم :
(يا مالك ألك امرأة؟ قال : أعوذ بالله). فهل يُعقل أن يستعيذ أحد من أمر فعله الحبيب صلى الله عليه وسلم،بل قال – بأبي هو وأمي – .. وأتزوج النساء … فمن رغب عن سنتي فليس مني .. أو كما قال صلى الله عليه وسلم… هل يستطيع أحد بعد هذا أن يستعيذ من أن تكون له امرأة؟!!!!!!
أما المأخذ الثاني ففي نقله عن إبراهيم بن أدهم :
(ويقول أيضاً : (( ما أفلح من أحب أفخاذ النساء , وقال : من تعود أفخاذ النساء لم يفلح ))[ الجامع للخطيب ]).
كان باستطاعة أخينا (الأحسائي) أن يحذف العبارات المنسوبة لإبراهيم بن أدهم،ولا يتغير شيء من الفكرة،رغم تهافتها،من وجهة نظرنا الخاصة،إذ نراها منافية لما أوردناه من فعل،وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم.
أبو اشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 28/11/1431هـ