www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

المخابرات الإسرائيلية ترمومتر الوطنية/د. فايز أبو شمالة

0

إن لم تقدم معلومة تنتفع منها المخابرات الإسرائيلية فأنت وطني شريف، ولكن إن جلست مع ضابط المخابرات الإسرائيلية على طاولة واحدة وتبادلت معه المعلومات الأمنية، فأنت متهم بالارتباط مع إسرائيل مهما كان مسماك الوظيفي. فهل من يتشكك في ذلك؟

المخابرات الإسرائيلية ترمومتر الوطنية
د. فايز أبو شمالة
إن لم تقدم معلومة تنتفع منها المخابرات الإسرائيلية فأنت وطني شريف، ولكن إن جلست مع ضابط المخابرات الإسرائيلية على طاولة واحدة وتبادلت معه المعلومات الأمنية، فأنت متهم بالارتباط مع إسرائيل مهما كان مسماك الوظيفي. فهل من يتشكك في ذلك؟
       تعالوا نتحاكم أمام الإسرائيليين، ونسأل ضابط المخابرات الإسرائيلية: لماذا تلتقي مع هذا الفلسطيني في مكتبه، وتزوره في بيته؟ ولماذا تستقبله في مكتبك وتسمح له بزيارتك في بيتك؟ بينما تلتقي مع الفلسطيني الآخر من خلف فوهة الرشاش؟
لماذا تلتقي يا رئيس جهاز الشباك الإسرائيلي مع محافظ بيت لحم، ومع قادة الأجهزة الأمنية في مقراتهم، وتدرس احتياجاتهم، وتستجيب لطلباتهم، ويبتسمون في وجهك وأنت تغتصب أرضهم، بينما تلتقي مع مروان البرغوثي في الزنزانة، هنالك خلف الأسوار؟
لماذا تطارد شخصية مثل محمود المبحوح وعماد مغنية حتى أقصى الأرض، وتفجرهم وأنت ترقص فرحاً، في الوقت الذي تحتضن فيه شخصية مثل سلام فياض في مؤتمر هرتسيليا، شمال تل أبيب، وتقعده مقعد عزيزٍٍ، وتوسع له إلى جوار شمعون بيرس؟
لماذا يا ضابط المخابرات الإسرائيلية، حاصرتم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله، بينما سمحتم لرئيس وزرائه السيد محمود عباس بحضور مؤتمر العقبة في 4/6/ 2003م، المؤتمر الذي تصافح فيه عباس مع “شارون”، وقال فيه “جورج بوش”: اليوم، أميركا ملتزمة بقوة بأمن إسرائيل كدولة يهودية مفعمة بالحيوية”
ولماذا تتآمر يا ضابط المخابرات الإسرائيلية على القائد أبو عمار، وتقوم بتصفيته جسدياً فيما بعد، بينما تحفظ حياة وسلامة غيره من القادة السياسيين الفلسطينيين؟
التساؤل لا يعني توجيه اتهام، فالاتهام يحتاج إلى أدلة وقرائن، والاعتراف الشخصي، وهذا ليس من اختصاصي، وإنما انتمائي لوطني يقضي بأن أضع علامة سؤال كبيرة على ما يجري أما أعيننا من تطورات! إذ كيف يرفع البعض شعارات وطنية كبيرة تصل إلى حدد تحرير فلسطين، وعدم التفريط بشبرٍ، والتمسك بالثوابت المقدسة، والعهد هو العهد، والقسم هو القسم، والقدس خط أحمر، وفي الوقت نفسه يلتقي مع ضباط المخابرات الإسرائيلية، ويأتمنهم، ويأخذ سلاحه من أيديهم، ويلتزم بتعليماتهم، لينقض على سلاح المقاومة؟
يا قوم، كيف يلتقي حب الوطن والوفاء له مع لقاء ضباط المخابرات الإسرائيلية؟
إن ترمومتر الوطنية يقول: من التقوا على حب الوطن افترقوا عن المخابرات الإسرائيلية، ومن التقوا مع المخابرات الإسرائيلية فارقوا خندق الوطن. ولا يمكن الجمع بين النقيضين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.