www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

جميل السلحوت:مسيحيو الشرق ملح الأرض

0

مفزع ما جرى في كنيسة”سيدة النجاة” في بغداد من عمليات قتل للمؤمنين المسيحيين الذين تواجدوا في الكنيسة للصلاة، عندما اقتحمها مسلحون من تنظيم قاعدة العراق مطالبين باطلاق سراح امرأتين مسيحيتين قبطيتين مصريتين اعتنقتا الاسلام، واختطفتا واحتجزتا في كنيسة قبطية،

جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
مسيحيو الشرق ملح الأرض
مفزع ما جرى في كنيسة”سيدة النجاة” في بغداد من عمليات قتل للمؤمنين المسيحيين الذين تواجدوا في الكنيسة للصلاة، عندما اقتحمها مسلحون من تنظيم قاعدة العراق مطالبين باطلاق سراح امرأتين مسيحيتين قبطيتين مصريتين اعتنقتا الاسلام، واختطفتا واحتجزتا في كنيسة قبطية، وبغض النظر عن صحة خبر احتجاز المرأتين أو عدمه الا أننا نجد أنفسنا أمام كارثة انسانية وأخلاقية ودينية واجتماعية، ستثير فتنة طائفية تهدد أمن شعوب ودول المنطقة بأسرها،  ومما يزيد الأمور تعقيدا تهديد ما يسمى بتنظيم القاعدة باستهداف المسيحيين والكنائس اذا لم تتم الاستجابة لمطالب القاعدة باطلاق سراح المرأتين، وقد أحسنت جماعة الاخوان المسلمين صنعا في مصر عندما استنكرت التهديد، وطالبت الحكومة المصرية بتأمين الحماية للكنائس، كما أحسن عدد من رجالات الدين المسلمين، وفي مقدمتهم شيخ الأزهر، عندما استنكروا  الجريمة التي حصلت في كنيسة”سيدة النجاة” في بغداد، وواضح أن الفكر الظلامي والتكفيري للقاعدة ولبعض الجماعات الاسلامية المتطرفة، يلحق الأذى والضرر بالاسلام والمسلمين، أكثر من الحروب والاحتلالات التي استهدفت الأمة العربية والاسلامية من قوى البغي والاستعمار العالمي.
فالمسيحية وحتى اليهودية ديانتان سماويتان سابقتان للدين الاسلامي، وقد اعتنقهما عدد من القبائل والأفراد العرب قبل الاسلام، وجاء الاسلام وأقر هاتين الديانتين،(لا اكراه في الدين) وبالتأكيد فان أصحاب الفكر الظلامي والتكفيري لا يفهمون الدين الاسلامي كما فهمه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، ذلك الخليفة العادل الذي وقع الوثيقة المعروفة بـ(العهدة العمرية) مع صفرونيوس بطريرك القدس عند فتحها، وتضمن اعطاء الأمان لنصارى المدينة على حياتهم وعلى حرية معتقدهم وأملاكهم وكنائسهم وأديرتهم،” لا ينقص منها أو من حيزها” كما أنه أقر حرية المعتقد والدين والعبادة لأقباط مصر، وهذا ينطبق على كافة مسيحيي الشرق بغض النظر عن أصولهم العرقية، فهم مواطنون كاملو المواطنة، لهم ما على المسلمين وعليهم ما عليهم، وهم مخلصون أوفياء لمواطنتهم ولأوطانهم ولشعوبهم ولأمتهم، وقد شاركوا ولا يزالون في التصدي لهجمات الاستعمار الغربي الذي استهدف ولا يزال المنطقة العربية والاسلامية، بل ان لهم دور ريادي في الحفاظ على اللغة العربية والثقافة العربية التي هي في روحها ثقافة اسلامية، والتعرض لهم ومحاولة المسّ بهم أو بدور عبادتهم ، أو بأملاكهم هو اعتداء على الأمّة وعلى معتقداتها وثقافتها، ومن هنا فان الوقوف بحزم وبقوة ضد كل القوى التكفيرية الظلامية، ليس حكرا على الحكومات فقط، بل هو واجب على كل مواطن مؤمن بدينة ويحب وطنه وشعبه. وعلى علماء الدين والمفكرين والكتاب والمثقفين وخطباء المساجد ووسائل الاعلام محاربة دعاة الفتن الطائفية، كل حسب موقعه وقدراته، فالفتنة نائمة، وملعون من يوقظها ويغذيها، وملعون من يسكت عليه أيضا، ويجب أن لا يغيب عن بال وفكر أحد ولو للحظة أن الدين لله والوطن للجميع.
3-11-2010
زوروا مدونة الكاتب جميل السلحوت
Jamilsalhut.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.