www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

بدون مؤاخذة/كأس العالم والعرب/جميل السلحوت:

0

بداية لست من المهتمين بالرياضة، ولا من المتابعين للأخبار الرياضية، فجسمي ومشاغلي واهتماماتي تخرجني من دائرة الرياضة، وهذا ليس انتقاصا من الرياضة بمقدار ما هو نقص وتقصير مني تجاه جسمي الذي يهده اكثر من مرض. وهذا لا ينفي طبعا تعاطفي مع عشاق الرياضة وممارسيها خصوصا جيل الشباب، فنحن ورثة حضارة:”علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل” ويندرج تحت هذا كل صنوف الألعاب الرياضية، وبما أننا أمة ارتضت الهزيمة عسكريا وسياسيا واقتصاديا وعلميا واجتماعيا…الخ،فانني

جميل السلحوت:

بدون مؤاخذة-
كأس العالم والعرب

بداية لست من المهتمين بالرياضة، ولا من المتابعين للأخبار الرياضية، فجسمي ومشاغلي واهتماماتي تخرجني من دائرة الرياضة، وهذا ليس انتقاصا من الرياضة بمقدار ما هو نقص وتقصير مني تجاه جسمي الذي يهده اكثر من مرض. وهذا لا ينفي طبعا تعاطفي مع عشاق الرياضة وممارسيها خصوصا جيل الشباب، فنحن ورثة حضارة:”علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل” ويندرج تحت هذا كل صنوف الألعاب الرياضية، وبما أننا أمة ارتضت الهزيمة عسكريا وسياسيا واقتصاديا وعلميا واجتماعيا…الخ،فانني أحلم بأن ننتصر رياضيا، خصوصا وأننا تركنا العالم يلعب بمصيرنا دون ان نحرك ساكنا، فهل سنلعب الرياضة مع العالم وننتصر ولو في لعبة واحدة، حتى نقول بأننا نجيد اللعب؟ ولكي اعرف الجواب انفردت بأحد”الرياضيين”الذي يحرر الصفحة الرياضية في أحدى صحفنا المحلية، وسألته ان كانت احدى الفرق العربية ستحصل على كأس العالم في كرة القدم ضمن المهرجان الرياضي الكبير الجاري في جوهانسبيرغ عاصمة جنوب افريقيا؟ فاستسخف الرجل سؤالي على اعتبار أنه أمر بدهي بأن أيا من المنتخبات العربية لن يصل الى مرحلة التصفيات النهائية، فكظمت غيظي على جهلي وقلت بأنني “وجدتها”على رأي نيوتن، وهو أن العرب سيفوزون بالفروسية، خصوصا وأن الخيول العربية الأصيلة من أجود جياد العالم، وأن العرب أكثر من يتغنون بالفروسية، حتى أن البنطال هو الشكل المطور للسروال الذي ابتدعه العرب القدامى للفرسان، غير ان الرجل نفى ذلك عندما اخبرته به وقال:
حتى الفروسية لا نفوز بها، فغيرنا يفوز بها وعلى ظهور جياد عربية المولد والمنشأ والأصل والفصل، وحتى “الخيالة”الذين يمتطون جياد علية القوم منا هم ليسوا عربا، بل هم أوروبيون نستقدمهم ونكرم وفادتهم وننعم عليهم بمابلغ كبيرة تؤمن مستقبلهم ومستقبل ابنائهم في بلدانهم، فاستغربت ذلك واحترت فيه، خصوصا وأنني مهزوم أمام شيخوختي ولم أعد أجيد الفروسية الا على الورق، فقال لي صديقي الصحفي: ألا ترى أننا أسقطنا الرماية وركوب الخيل من حساباتنا؟ فقلت اذا سنفوز في السباحة، فقال غاضبا: نعم سنفوز في السباحة في خيالنا الشرقي الذي أبعدنا عن الواقع، لكنني لم أبح له عن ساحلنا الفلسطيني الذي لم يعد فلسطيني، فحتى شاطئ قطاع غزة لم يعد لنا، ولم يعد أحد من أبناء جنسنا يجرؤ حتى على الاقتراب منه ولو كان عاريا كما ولدته أمّه، وخجلت من الدماء التركية التي اختلطت بمياه البحر قبل ان تصل غزة المحاصرة برا وجوا وبحرا، وبكيت شاعر العربية أحمد بن الحسين”المتنبي”لقوله:
أعز مكان في الدنا سرج سابح***وخير جليس في الزمان كتاب
وقلت في نفسي:لو بعث الرجل حيا لانتحر مرات ومرات، لأن أمّته ما عاد فيها خيل يسرج عليها الرجال، ولا رجالا يسرجون على الخيل، وأن من يجالسون الكتاب استثناء لا قاعدة، فأمة اقرأ ما عادت تقرأ.
13-6-2010

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.