قطاع غزة سيكون يوم غد على موعد هام، إذا ما سارت الأمور وفقا لما هو مخطط لها يتمثل هذا في استقبال أسطول الحرية الذي يضم عدد من السفن انطلقت يوم أمس من مدينة أنطاليا التركية محملة بمساعدات رمزية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الحصار الظالم منذ أربع سنوات، وعلى متن الأسطول هذا يبحر عشرات بل مئات المتضامنين عربا وأجانب كلهم يحملون رسائل هامة، إنسانية المغزى، أخلاقية الأهداف، جوهرها الأساس التضامن مع الشعب الفلسطيني بشكل عام وفي قطاع غزة الذي تحول لأكبر سجن في العالم.
ago)
كيف ستستقبل غزة أسطول الحرية؟؟؟
كتب وليد العوض:
قطاع غزة سيكون يوم غد على موعد هام، إذا ما سارت الأمور وفقا لما هو مخطط لها يتمثل هذا في استقبال أسطول الحرية الذي يضم عدد من السفن انطلقت يوم أمس من مدينة أنطاليا التركية محملة بمساعدات رمزية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الحصار الظالم منذ أربع سنوات، وعلى متن الأسطول هذا يبحر عشرات بل مئات المتضامنين عربا وأجانب كلهم يحملون رسائل هامة، إنسانية المغزى، أخلاقية الأهداف، جوهرها الأساس التضامن مع الشعب الفلسطيني بشكل عام وفي قطاع غزة الذي تحول لأكبر سجن في العالم. رسائل الإنسانية هذه يحملها المئات الذين يركبون البحر في هذه الإثناء رغم المخاطر هي بدون شك رسالة ملايين البشر الذين يرفضون العدوان يرفضون الاحتلال والحصار ويقفون مع الشعب الفلسطيني كله دون قسمة وتمييز، إنهم رسل الحرية والعدل والسلام العادل الذي يتوق له كل إنسان حر في العالم وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني حرم من كل هذه القيم الإنسانية النبيلة وفي مقدمتها حقه في العيش بحرية وكرامة على أرضه، ولأنه كذلك فإن عيون أطفاله ونساءه وشيوخه ترنو إلى بحر غزة ترقب كل موجة حمل بسمة الأمل مع هؤلاء المتضامنين الذين يغامرون بحياتهم لكسر الحصار والتعبير عن وقوفهم إلى جانب شعبنا ليس فقط في غزة المحاصرة بل وفي الضفة التي يبتلعها الاستيطان صباح مساء، وبينما يتطلع الأطفال في غزة إلى أمواج البحر يترقبون بوراق الأمل في كسر الحصار الذي طال، في هذا الوقت يتأهب جنود الاحتلال الإسرائيلي من كافة الوحدات البحرية والبرية والجوية لقتل الإنسانية في قلوب البشر وتمزيق رسالتهم الإنسانية هذه، ولتحقيق هذا الغرض أمضت الوحدات المتوحشة أسابيع طويلة من التدريب لتنفيذ عملية القرصنة هذه وأطلقت عليها اسم عملية (رياح السماء) للسيطرة على هذا الأسطول واعتقال ركابه ومن ثم طردهم إلى بلدانهم، لكننا نقول بغض النظر عما ستقدم عليه إسرائيل خلال الساعات القادمة فإنها تتحمل أمام العالم مسؤولية حياة الناس على متن الأسطول كما تتحمل دون شك مسؤولية حصار قطاع غزة ، ما تحمله الساعات القادمة يحمل دون شك مفاجئات واحتمالات عدة أهمها وهو الأمر المرجح مضي الاحتلال قدما بغطرسته المعروفة والتعرض لهذه السفن في عرض البحر والسيطرة عليها ومنعها من إيصال رسالتها الإنسانية بشكل مباشر، أما الاحتمال الأخر فهو أن تحسب إسرائيل حسابا للرأي العام وتسمح للأسطول بالدخول وهو أمر مستبعد، هذا الأمر لو تحقق يطرح تساؤلا هاما يتمثل في كيف سيستقبل الفلسطينيون وهم يعيشون تداعيات الانقسام رسالة الأمل هذه، وماذا يمكن أن يقدموه لهؤلاء الذين يضحون بحياتهم لأجل فلسطين وشعبها الموحد، هل سيتمكن منظمي رحلة الحرية والأمل هذه من الإسهام ولو بقدر بسيط في أعطاء هؤلاء بارقة من أمل بقرب إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، مع ملاحظة يجب أن لا تغيب عن بال احد أن هؤلاء جاءوا ليتضامنوا مع كل الشعب الفلسطيني، ولا يجوز أن يتبدد هذا التضامن ويضيع على ضفاف الانقسام المر الذي نعيش، وختاما أقول أن أفضل استقبال لهم يتمثل في ما يتوقون لأن يروه يتمثل في أن تسهم زيارتهم في تحريك جهود المصالحة، ,أن يتم استقبالهم بمظهر وحدوي يبعث الأمل في نفوسهم ونفوس شعبنا بعد أن أضناه ألم الانقسام البغيض.
*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
Alawad39@hotmail.com
28-5-2010