www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

مختارات من قصائد الأديب/طلعت سقيرق

0

منتصف السراب شعر : طلعت سقيرق هناكَ إذنْ نصفُ قلبي على سكـّةِ الوعد والنايِ والذكرياتِ ونصفُ الرحيلِ إلى بحر حيفا سأحملُ أفراح روحي وأمضي ونصفُ ابتسامةِ عشقٍ زهور الفراشات مرمى الأماني

 

منتصف السراب 
شعر : طلعت سقيرق 
هناكَ إذنْ نصفُ قلبي على سكـّةِ الوعد والنايِ والذكرياتِ 
ونصفُ الرحيلِ إلى بحر حيفا سأحملُ أفراح روحي وأمضي 
ونصفُ ابتسامةِ عشقٍ زهور الفراشات مرمى الأماني 
ونصفُ الكلامِ عن الحبّ والحرب حبر الجرائد يصطاد بعض التنفس 
نصفُ التمنـّع حينَ تشدّينَ عند المساء حكايات عمري غطاءً 
ونصفُ الطريقِ خطايَ تهزّ الرصيف بورد الربيع فأضحك حتى الثمالةِ 
نصفُ التسلـّقِ حتى الفضاء البعيد لآخذَ كفيك نحوي 
ونصفُ الرصيف أطلّ على برْكةِ السمكِ المستحيلِ وأنهض مني   
ونصفُ التسابقِ عند التقائي بعينيك حيفا على جسر روحي 
ونصفُ التنهد هل تذكرين فصول انتشائي وأنت تميلين مثل الصهيل اشتياقا 
ونصفُ الشتاء ستمطرُ بعد قليل ٍ وأبحرُ في خفق همسي حنينا    
ونصفُ الوصول إلى قمة ٍ من خيالٍ لماذا تصيرُ الحكايات نهرا وفلا 
ونصفُ سؤالٍ لنصفِ جوابٍ كأنّ الخيوط تكرّ وتدخلُ غابة لوزٍ 
ونصفُ النهايات حين تصير الجسور عبورا إلى كل معنى 
ونصفُ الدخول الخفيف إلى باب هذا الزمان الجميل 
ونصفُ الوعود التقافز نحو الشواطئ حين تغردُ أهلا وسهلا 
ونصفُ انعقاد الأصابع حبل انهمار طريّ على ما حملتُ من الأغنياتِ 
ونصفُ اشتباهٍ بأنّ الصباحَ سيفتحُ كلّ البساتينِ نايا تجلّى 
ونصفُ فضاءٍ يمدّ البيوتَ على سطحِ عودٍ يدندنُ في البال ذكرى 
ونصفُ التشابه لا شيءَ يحملُ كلّ الملامح حين يكون التشابه أعلى 
ونصفُ اختفاء ظهور المعاني سأكتبُ يوم اللقاء احتفائي بناري 
ونصفُ زمانٍ يطولُ ويقصرُ ثم يضيعُ ويطلعُ من حقل وردٍ تزامن نخلا 
ونصفُ شراعٍ يسافرُ كل المحبين يمضون نحو القصائدِ طيرا ونحلا 
ونصفُ سرابٍ هنا سكـّة تستطيعُ الخروج ولا تستطيعُ 
ونصفُ الشبابيك تفتحُ سحرَ المنازل كي تستميلَ لها العابرينَ وظلا
ونصفُ الحمام إذا كان شكل الجناح يعيد البيوت إلى عاشقيها  
ونصفُ خروجٍ من النوم كي تستفيقَ على حقل وردٍ تبادر عشقا وهلا 
ونصفُ الحكاياتِ تبقى ببالِ البساتينِ والوجد والوعد والذكرياتِ كباقةِ حلم ٍ وأحلى 
6/5/2010   
 
 ********
قميص الروح 
·       شعر : طلعت سقيرق 
لا شيءَ سوف يعيدُ تفاحَ الصباحِ إلى زمانٍ عابر ٍ 
في سلّةِ الوقتِ انكسارٌ باردٌ وظلالُ أغنية ٍ 
وعند العابرين إلى ضفاف الشوق ما يكفي 
من الودعِ المعبـّأ بالحكايات القتيلة كم ظمئنا ثمّ عدنا 
عابرينَ إلى يدين تلوّحانِ بغير أجنحة الفضاء وغير معنى 
تسقطانِ على صهيل الخيل في ليل ٍ بهيم جارحٍ 
نقتاتُ من خبز الوداع جراحنا ونلمّ في خيط الحكايةِ 
ما يردّ وجوهنا لملامح التعبِ المقدّد في سراديب اليمام ِ 
الهاربِ  المقتول فوق بداية الحمى 
اشتريتُ ثيابَ أيامي من العشاق إذ راحوا حيارى 
و ابتدأتُ أضمُ للخرز الملوّن شارعا في ساحة النايِ 
انطفأتُ ثم نهضتُ في كفـّي بقايا من شراع ساخنٍ 
حقلُ الكلامِ يمرّ في سكك البحار الغافيات على يدي 
أرتدّ مجنونا وأحكي للعصافير الصغيرة عن مرايا الشوق 
هل أنتَ من حمل السريرَ المستبدّ إلى خيالي وانطوى 
أم أنتَ من رسم الحدود الغافيات وهزّني 
في عروةِ التفاح ثقبٌ عابرٌ 
لي خمسُ آهاتٍ وقلبٌ مثخنٌ بالأمنيات ِ
نفضتُ عن جسدي قميص الروح من تعبٍ 
أفقتُ على خرير الماء من زهر الزمان يمرّ بين أصابعي 
لا تكتبي شيئا على لوح الرحيل فقامتي جسر العبور إلى دمي 
سأنامُ حتى ساعة القلقِ الطويلِ وأفتحُ العينينِ من أرقٍ 
يدي إنْ أقفلتْ كلّ الأصابع كي تشدّ على السرابِ 
أعودُ مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ 
كم تمنيتُ الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني 
صوتُ ارتطامي بالزجاج المستحيل على المرايا 
أشتري منكمْ صلاتي فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ 
وامنحوني كأسَ أحلامٍ تشظـّى في الظلامِ 
عبرتُ نحوي كي أردّ قميص وقتي للزمانِ 
فتهتُ في وجع النخيلِ ولمْ أنمْ إلا قليلا .. 
4/5/2010

في ذكرى صبرا وشاتيلا

جسد على الحجر الأخير

شعر : طلعت سقيرق

* لن يسقط الدم في حالة النسيان *

شهدت على الرملِ الشواهدْ …
أفقٌ بعيدْ …
للريحِ أجنحةُ الغرابْ …
نعقتْ فكان الجرح فينا ..
ثمّ فينا …
آه يا زيتونةً مشطورةً والليل واحدْ ..
للجرح رائحة السنينْ
غرقتْ فكانَ الصمتُ دمْ
ما زالتِ الزيتونةُ الخضراءُ يطويها الحنينْ
وتنزّ من ألمٍ مرايا ..
هل غادر الشعراءُ ..
أم .. ما غادروا ..
كانتْ تشدّ الرملَ فانشطرت رمالْ ..
هبطت على الفجرِ النصالْ
ويقال إنّ البحرَ خبّأ ألف جرحٍ لا يقالْ
* * *

لم يشعل الليل الحقائب غير أني
بين الرصاصةِ .. والرصاصةِ .. والحريقْ
كانتْ مساحاتُ الهوى العذريِّ فينا
كانتْ .. وللجسدِ البعيدْ ..
سقطتْ .. ويحكى
كانَ اسمها يوماً .. سعادْ …
والآنَ لا يدري أحدْ ..
كانت بعمرِ الوردِ لكنْ ..
جرح على طول الجسدْ ..
كانتْ تحبُّ الشمسَ .. أوراقَ الشجرْ ..
وتلاحقُ الوعدَ المخبّأ في عيون البرتقالْ ..
سقطتْ ولم تكمل حكاياها انشطرنا ..
زمن من التعبِ المشظى بين قافيتينِ
تبتعدانِ ..
تبتعدان من لهبِ الطريقْ ..
* * *
جثثٌ وأشلاٌ .. ودمْ
موتٌ .. ورائحةٌ العدمْ
نتفٌ حطامْ ..
وضفيرة سمراء .. أو سمراء .. أو ..
مخلوعة من جذرها ..
ثديٌ عليه أصابع الطفل المدمّى
ما زال يعتصر الحليبْ ..
وفمٌ تناثرَ
حلمة ٌمقصوصة ٌ..
حبلى تشظى بطنها
رأسٌ تدحرجَ خارجاً من حلمهِ
وجه ٌتوزّعَ
طفلةٌ
جسدٌ على الحجر الأخيرْ
حجرٌ على طول الضميرْ
حجرٌ يمدّ ضلوعَهُ
ومن الكلامِ .. إلى الكلامِ ..
من السلامِ إلى السلامِ
قد ارتسمْ ..
صبرا .. وشاتيلا ..
* * *
كانتْ لنا يا أمّ في القلبِ الغزالهْ
وعلى الرصيفِ لنا الرصيفْ ..
لما اقتربنا لم نجد إلاّ براكيناً وسكيناً وأقنعةً
ونارْ ..
بينَ الرصاصةِ والرصاصةِ والنحيبْ
للجرحِ قافيةُ الضحايا ..
والضحايا للمرايا ..
تمتدّ في الأيام فينا
حين السكاكينُ انتشتْ
واللحم يقطر خصلةً وفماً وشيئاً من دوارْ
قال المعلم للصغارْ :
ماتت على الشفةِ الحكايا ..
قال الصغار :
ما جاء أحمد دافئاً من ليلهِ
ماتت على الخيلِ الخيولْ
لم يسمعِ الولدُ الصهيلْ
قال المعلم للكبار:
ما عاد للخيّال غير العرض في سوق البطالهْ
ما جاء أحمدُ
في منافيهِ اختنقْ
وعلى يديهِ من الرصيفِ إلى الرصيفْ
خيلٌ .. رجالٌ من ورقْ
ناداهمُ ..
دهمتهُ ألوانُ الغرقْ
قال الكبارْ :
خرقتهُ ألف رصاصةٍ في الصدر ما ماتَ
الصغيرْ ..
شطرتهُ ألفُ شظيّةٍ .. وقفَ الصغيرْ ..
ناداهمُ ..
صبرا وشاتيلا ودمْ ..
صفّوا الكؤوسَ على الكؤوسِ على
الجسدْ …
مات الولدْ ..
قال المعلم للمعلم : حين غابْ
بكتِ الخيولُ على الخيولِ .. وما أجابْ ..
* * *
كتبَ الحمام إلى السلامْ
كتبَ السلامُ إلى الحمامْ
صبرا وشاتيلا ..
* * *
يا أم وارتطمَ القمرْ
بملامح الطفلِ الموزّع جثّةً
كانتْ على خصلاتهِ قطراتُ ماءْ
جفتْ وغطتها الدماءْ ..
سقط القمرْ ..
لم يكملِ الطفلُ القراءهْ
لم يكملِ الطفلُ الطعامْ
هو جثةٌ مشطورة بين الحطامْ
سقطَ القمرْ ..
يا أمُّ وانتشرَ الظلامْ
* * *
كتبَ الحمامُ إلى السلامْ
كتبَ السلامُ إلى الحمامْ
صبرا وشاتيلا ..

 

هو عيد ميلادي .. فشكرا

   شعر : طلعت سقيرق

قالتْ لأنـّكَ زهرةُ الأحلام ِ أجملُ  أغنياتي

ألفُ عيدْ

قالتْ لأنكَ يا حبيبتي كنتَ أيامي

الجميلةَ كلـّها وجعلتني امرأةً

تحسّ بأنها أحلى النساءِ

يا سيـّد الشعراءِ عيدكَ فرحةُ الدنيا

 فخذني كيفَ شئتَ وكنْ حبيبي فعيدُ ميلاد سعيدْ

يا حبيبي

عيد ميلاد ٍ سعيدْ

عيد لأنـّك يا حبيبي ما أريدُ وما تريدْ

 يا أجملَ الأعياد عيدك يا حبيبي

عيدُ ميلادٍ سعيدْ

قالتْ فأزهر في دمي

تفاحُ أغنية الصباح ِ

فقلتُ شكرا عيدُ ميلادي

وينفتحُ النشيد على النشيدْ

 شكرا لأنّ الأرضَ ميلادٌ جديدْ

شكرا لأن الوردَ في عرس الوريدْ

شكرا لأنّ جميعَ أنهار الوجودِ

تفجرتْ وأتتْ تزغردُ حلمها

في أجمل الألحان في عيد وعيدْ

شكرا فمصرُ الآن ميلادٌ سعيدْ

 شكرا فتونسُ تزدهي في أبهى عيدْ

عيدي هنا عيدٌ سعيدْ

شكرا وأهلي يدفعون مهور أعيادٍ تزيدْ 

في كلّ شبرٍ نهضةٌ نورٌ ونارْ

 في كلّ زاويةٍ عطاء يرتدي حلو الثمارْ

وطني الكبيرُ يمدّ للدنيا زغاريدَ النهارْ

هو عيد ميلادي السعيدْ

هو أجملُ الأعيادِ في عيدٍ وعيدْ

فانهضْ أخي

واحملْ أخي

أملَ الرجوع إلى الديارْ

دقـّتْ فلسطينُ النداءَ على النداءِ

 وأعلنتْ أنّ الوطنْ

قد صارَ في الوعد القريبْ

هي خطوةٌ .. أو خطوتان ِ

منَ الزمنْ وتطلّ حيفا قبلةً

كالورد يقطفها الحبيبْ

هو عيد ميلادي فشكرا

حينما حيفا تشكل في دمي

هذا الحنينَ إلى اللقاءِ

تشدّني حتى يديها أنطوي 

وأذوبُ في حلمي وأفراحي أغيبْ

هو عيدُ ميلادٍ سعيدْ

هو عيد ميلاد ٍ وعيدْ

وطنٌ يشكـّلُ وردةَ الدنيا

 ويصنعُ فجرَهُ العربيّ موصولَ النشيدْ

وطنٌ يمدّ ضلوعهُ ودماءهُ والروحَ

 للفجر الجديدْ

هو عيدُ ميلادٍ سعيدْ

شكرا لأن العيد ألبسني المطرْ

شكرا لأنّ النورَ في كلّ الوجوهِ

يشعّ .. تحضنهُ الصورْ

شكرا لأن العيدَ…

عيدي قد جاءَ في وقتِ النهوض ِ

وزغرداتِ الصبحِ في عرسِ الشجرْ

 هو عيد ميلادي فشكرا

شكرا لأنّ الشمس أحلى

 شكرا لأن الوقت أحلى

شكرا لأن العمر أحلى

 شكرا … وشكرا

هو عيدُ ميلادٍ … وعيدْ

شكرا لأني قد رأيتُ اليومَ

في وطني الكبيرَ جميعَ أحلامي

تصوغُ دروبها بنهارِ أفراح ٍ تزيدْ

شكرا فيا حيفا افتحي باب الرجوعِ

لعيد ميلاد جديدْ

 عيد ميلادٍ سعيدْ

18/3/2011

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.