www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

جبل آراراد كان لنا… بقلم آرا سوفاليان

0

جبل آراراد كان لنا… بقلم آرا سوفاليان كانت زيارة سيادة الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان إلى سوريا 22/03/2010جميلة في كل تفاصيلها وجزئياتها، وأعجبتني الجزئية الأخيرة منها، عندما زار سيادته كنيسة الأرمن الأرثوذوكس في منطقة الباب الشرقي لمدينة دمشق ترافقه سيدة أرمينيا الأولى ريتا سركيسيان ولفيف من السادة الوزراء وسعادة السفير آرشاك بولاديان وأركان السفارة، ونواب من البرلمان الأرمني، وحشد من صحفيي ومصوري الفضائيات الأرمنية.

جبل آراراد كان لنا… بقلم آرا  سوفاليان
كانت زيارة سيادة الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان إلى سوريا  22/03/2010جميلة في كل تفاصيلها وجزئياتها، وأعجبتني الجزئية الأخيرة منها، عندما زار سيادته كنيسة الأرمن الأرثوذوكس في منطقة الباب الشرقي لمدينة دمشق ترافقه سيدة أرمينيا الأولى ريتا سركيسيان ولفيف من السادة الوزراء وسعادة السفير آرشاك بولاديان وأركان السفارة، ونواب من البرلمان الأرمني، وحشد من صحفيي ومصوري الفضائيات الأرمنية.
وكانت اللفته الأولى لسيادة المطران آرماش نالبانديان رائعة وحكيمة فلقد اصطحب ضيفيه والوفد المرافق وأدخلهم الكنيسة وجلسوا في مواجهة الهيكل وكانت هذه اللفته تكريم استثنائي للضيف الكبير وقرينته سيدة أرمينيا الأولى، وفيها عبير عودة التآلف بين الدولة الأرمنية والكنيسة الأرمنية في أبهى صورها، بعد أن تم في المرحلة السابقة تحييد الكنيسة.   
أما اللفته الثانية فهي لا تقل عن الأولى في شيء وهي استباق لما يحدث في أرمينيا يوم 24 أبريل/ نيسان من كل عام، أمام النصب التذكاري المهيب لذكرى البطولة والتضحية شهداء أول إبادة جماعية مروعة جرت في بدايات القرن العشرين و ذهب ضحيتها مليون ونصف شهيد من شعبي الأبي، حيث يتقدم كل زائر وبيده قرنفلة حمراء أو بيضاء يضعها على حجارة النصب حول شعلة الشهادة المقدسة، ويكون السيد رئيس الجمهورية أول الوافدين.
والاستباق هو استباق هذا الحدث وإنجازه هنا في كنيسة الأرمن وقبل موعده بشهر، حيث تقدمت فتاة من مدرسة الرسالة التاركمانتشادز تحمل بيديها مفرش من القش وُضِعَتْ عليه زهور القرنفل البيضاء والحمراء، وحمل سيادة الرئيس سركيسيان قرنفلة حمراء وتبعه بمثل ذلك كل أعضاء الوفد المرافق ليضع كلٍ منهم وردته على حجارة النصب المصغّر وحول شعلة الشهادة المقدسة، هذا النصب الموجود في باحة الكنيسة والذي يحاكي النصب الأم الموجود في يريفان، وربما كانت هذه اللفته الرائعة قد أوحت لسيادة الرئيس بأجمل العبارات التي وردت في خطاب سيادته هذه العبارات التي كان يحب سماعها جميع الحاضرين في الكنيسة وأنا منهم، هذه العبارات التي تندرج تحت عنوان قدسي هو (لا تفريط في أبسط جزء من حقوقنا، في مباحثاتنا المقبلة مع تركيا، وتحدث سيادته عن الشهداء فقال: أما دم شهداء شعبنا فهو خط أحمر).
وكانت عاصفة تصفيق مدوية، فلقد أثلج سيادته قلب الجميع، وتمنيت أن أهدي سيادته هذه الأغنية لتوحي لسيادته بمثل ما أوحت له ورود القرنفل الحمراء والبيضاء التي تم وضعها على حجارة نصب الشهداء في باحة كنيسة الأرمن الأرثوذوكس في دمشق.
جبل آراراد كان لنا:
لقد اقتلعونا من أرمينيا
اشهدوا يا جبال أرمينيا
فرقوا الأم عن طفلها    
اشهدوا يا جبال أرمينيا
قولوا يا جبال أرمينيا
واشهدوا يا جبال ارمينيا
من قبل كان جبل ماسيس لنا (آراراد)
أنا أذكر تلك الأيام
عندما كنا هناك منذ أجدادنا
وملأنا الوديان والجبال بشعبنا
اشهدوا على ذلك يا جبال أرمينيا
قولوا يا جبال أرمينيا
واشهدوا يا جبال ارمينيا
من قبل كان جبل ماسيس لنا (آراراد)
أين هي موش وأين هي فان
وأين آرداهان الأرمنية
أين جبال الأرمن وأين سهول الأرمن
قولوا يا جبال أرمينيا
قولوا يا جبال أرمينيا
واشهدوا يا جبال ارمينيا
من قبل كان جبل ماسيس لنا (آراراد)
حاشية للكاتب:
عاش الأرمن في أرض أرمينيا التاريخية منذ ثلاثة آلاف عام وكانوا الامتداد الطبيعي والسلمي لشعوب امبراطورية اورارتو وانصهروا بها وورثوها سلماً وجاء الأتراك منذ عهد قريب واجتاحوا المنطقة كالريح العاتية وقضوا على المملكة الأرمنية وحجموا الامبراطورية البيزنطية وحاصروا القسطنطنية عاصمة ملكها ودكوا أبوابها بالمدفعية واجتاحوها فتحولت إلى ذكرى في كتب التاريخ.
وعاش الأرمن في ظل مستعمريهم الجدد عيش الذل والهوان والعبودية ووضعوا الملح على الجرح على أمل أن يظلوا في أرض أرمينيا التاريخية أرض الأجداد، وخاصة في أقاليم موش وفان وقارص وآرداهان وارزروم وساسون أي في الولايات التي يشكلون فيها الأغلبية العددية لجموع السكان، ولكن المجازر وأعظمها مجازر العام 1915 – 1921التي تحولت إلى إبادة وتطهير عرقي مروعين، غيرت قواعد اللعبة فتناقص عدد الأرمن في تركيا إلى حد النفاد، حيث لم يبق فيها اللا أقلية مهمشة في استمبول.
ونجح بعض الناجين من أرمن الولايات الشرقية بعد الاستماته والتضحية والتشبث بالأرض حتى الموت وعبر ملحمة سارداراباد البطولية من الحفاظ على جزء صغير من أرمينيا التاريخية وهو ما عرف بإسم جمهورية أرمينيا السوفياتية وجمهورية أرمينيا بعد الانفصال عن الاتحاد السوفياتي السابق ولولا تضحيات شعبنا وتمسكه بما بقي له حتى الموت لكانت ارمينيا الآن عبارات مبهمة في كتب التاريخ جرياً على المقولة البديهية التي تؤكد أن التاريخ يكتبه الأقوياء… وتحية مني لشهدائنا وتحية مني لسيادة الرئيس سركيسيان الذي قال في خطابه أن دم الشهداء هو خط أحمر.
اضغط هنا لسماع موسيقى أغنية من قبل كان جبل ماسيس لنا بعزف وتوزيع آرا سوفاليان
Ara  Souvalian
arasouvalian@gmail.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.