www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

أبا يوسف: فى القلب محفورة ذكراك/بقلم : د. أحمد محمد الأشقر

0

كنا نستعد كباقي المسلمين في أرجاء العالم لأداء صلاة الجمعة من ذلك اليوم الموافق 31 مارس 2006, حتى استفقنا على وقع خبر أليم, هز أفئدتنا جميعا. لقد جاءنا النبأ بالقرب من مسجد مرج الزهور, حيث داوم قائدنا و حبيبنا أبو يوسف القوقا على الصلاة فيه. و مرج الزهور تذكرنا بقصة البطولة و الصمود عندما احتضنت تلك البقعة الصغيرة من الحدود اللبنانية –

أبا يوسف: فى القلب محفورة ذكراك

بقلم : د. أحمد محمد الأشقر

عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية

 

كنا نستعد كباقي المسلمين في أرجاء العالم لأداء صلاة الجمعة من ذلك
اليوم الموافق 31 مارس 2006, حتى استفقنا على وقع خبر أليم, هز أفئدتنا
جميعا. لقد جاءنا النبأ بالقرب من مسجد مرج الزهور, حيث داوم قائدنا و
حبيبنا أبو يوسف القوقا على الصلاة فيه. و مرج الزهور تذكرنا بقصة
البطولة و الصمود عندما احتضنت تلك البقعة الصغيرة من الحدود اللبنانية –
الفلسطينية خيرة رجالات و قيادات الشعب الفلسطيني الذين أصروا العودة إلى
ديارهم رافعي رؤوسهم, فافترشوا الأرض و التحفوا السماء و عادوا بعز عزيز
أو بذل ذليل إلى وطنهم الغالي, فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما
بدلوا تبديلا.

قبل آذان الظهر من يوم الجمعة و فى الساعة المباركة من ذلك الوقت تحديدا
انفجرت قنبلة مسمومة زرعها الصهاينة و أربابهم على ناصية الطريق المؤدى
إلى المسجد حيث كان يهم شهيدنا بالخروج لأداء الصلاة لتقطف زهرة من زهرات
فلسطين في أول أسبوع من ربيع ذلك العام, ربيع يذكرنا بتشكيل حكومة
المقاومة, الحكومة الشرعية في فلسطين, ربيع يذكرنا بشيخ الشهداء أحمد
ياسين, ربيع يذكرنا بأسد فلسطيني هصور د/ عبد العزيز الرنتيسى و يذكرنا
بالأخ الحبيب أبو يوسف الذى ما زال أسمه محفورا فى قلب كل فلسطينى شريف و
كل مجاهد مخلص أحب أرض الرباط و لم تفارق أنامله الزناد. دماء طاهرة رووا
بها ثرى الوطن الحبيب لتمضى قافلة المقاومة الشعبية بنجومها و عمالقتها,
أسماء عانقت بالجهاد و المقاومة عنان السماء : إسماعيل أبو القمصان, جمال
أبو سمهدانة, العبد يوسف القوقا, مبارك الحسنات. الصف الأول يستشهد و
الصف الأول يقاوم, كما فى كل حركة و جماعة عقدت تجارة مع الله عز و جل لن
تبور, فتجارتنا مع أكرم الأكرمين و شهداؤنا فى عليين, نحسبهم كذلك و لا
نزكى على الله أحدا. لذلك لن نتراجع قيد أنملة و لن نتزحزح عن درب
المقاومة الذي عبد بدماء آلاف الشهداء و الجرحى, كل شهداء فلسطين و على
رأسهم قيادات هذا الشعب المرابط, أبناء الرنتيسى و الياسين, شعب الياسر
أبو عمار, رفقاء أبو على مصطفى و عمر القاسم, أخوان الشقاقى و طوالبة,
تلامذة عياش و عقل و الهنود.

نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة لاستشهاد القائد المجاهد الأخ العبد يوسف
القوقا ( أبا يوسف ). نحيى ذكرى هذا المارد و قضيتنا تمر بأحلك الظروف و
أصعبها, فانقسام داخلي مزق وحدة شعبنا, و أنهزام عربى رسمى مبرمج بإرادة
صهيوصليبية, مسلط على رقاب هذا الشعب الذي كفلت له كافة المواثيق و
المعاهدات الدولية حرية تقرير مصيره و مقاومة المحتل, لتأتى نفس تلك
المواثيق و المعاهدات و عند أول امتحان عملي حقيقي فترفض و تتآمر على
نتائج الانتخابات البرلمانية الشرعية التي شهد بنزاهتها القاصي و الداني,
لأنها أفضت إلى حكومة مقاومة تقود نضال هذا الشعب, فأبى العالم “
الديمقراطي ” الأعور أن يتعاطى مع إفرازاتها, و حمل اليها ” دعاة التحرير
و الوطنية ” نداءات العالم الظالم و الرباعية و الأمم المنحلة…!

تمر علينا هذه الذكرى العطرة و نحن لا زلنا نواصل و سنواصل المسير فى
طريق منير, طريق خضرة, لونها أحمر و ريحها ريح المسك عبدها لنا قادة هذا
الشعب الحقيقيون ممن قضوا فى سبيل الله لنسلكها الى بيت المقدس و أكناف
بيت المقدس. رافعين لواء التحرير حتى النصر براياتنا الخضراء و السوداء و
الحمراء و البيضاء و الصفراء, نمضى قدما إلى باحات المسجد الأقصى حيث
المعركة الحقيقية , فما أعظم أن يمتزج الدم الفلسطيني فى ساحات النزال
لنقرع أبواب الجنة بجماجم بنى صهيون.

أخي القائد الشهيد أبا يوسف, أخواني القادة الشهداء, أخواني القادة
الشرفاء: فلتقر أعينكم فخلفكم شعب و أمة لو خضتم البحر لخضناه معكم, فلن
ينال كل من يتآمر على قضايانا و أقصانا منا شيئا, سيلفهم الخزى و العار,
و يكتنفهم الذل و الهوان, و سيجدون أنفسهم حيث يستحقون فى مهاوى التاريخ
السحيقة, فمن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.

أخواني القادة الشهداء : نحن ماضون على دربكم بالرغم من الحصار و
المؤامرات الجسام, فنحن أقوى من ذى قبل, و أصلب عودا مما مضى, صامدون,
صابرون, مصابرون, نرقب يوما يأخذ فيه الله عز و جل من دمائنا حتى يرضى,
فلقد عاهدناكم بعد الله عز و جل و نعاهدكم بأن نبذل فى سبيل الله و فى
سبيل ديننا و أقصانا و أنتزاع حقوقنا كل غال و نفيس…
سنصمد , فما عرف الصمود فينا عودا لينا, و سنصبر, فما عرفنا الصبر الا
رجالا لا نلين و لا نستكين, فلن ينتزعوا منا المواقف, و لن يكسروا شوكة
صمودنا و مقاومتنا, و لن نعترف بدولتهم المصطنعة.

شهداؤنا الأبطال : ناموا قريري العين فلن تسقط لنا راية نقشت ب ” لا اله
الا الله محمد رسول الله “.

أنتم أحياء فكم من شهيد مات و لكنه حى فينا كل يوم , و كم من أحياء عاشوا
و يموتون في كل يوم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.