www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

مصيبة/د. فايز أبو شمالة

0

قبل عشر سنوات، كانت غزة تنام في حضن اللواء غازي الجبالي، وموسى عرفات، وأمثالهم من الرتب العسكرية، التي كتبت كتابها على فضاء غزة، وتألقت، وصالت، وجالت، وحسبت أن السماء تمطر من أجلهم، قبل عشر سنوات حسب البعض أن غزة صنو غازي الجبالي، وجيشه الذي كان يهتف أثناء التدريب “أبو الأمجد”، لقد تساقط وهم الخلود في العتمة، حين تجمدت أطراف الليل مع لمعان النجوم على الأكتاف، وسكنت الريح قليلاً، قبل أن يجيء الانقلاب الكبير، فإذا بغزة خاوية منهم إلا ما يستر عورتها من ثياب المقاومة.

مصيبة
د. فايز أبو شمالة
قبل عشر سنوات، كانت غزة تنام في حضن اللواء غازي الجبالي، وموسى عرفات، وأمثالهم من الرتب العسكرية، التي كتبت كتابها على فضاء غزة، وتألقت، وصالت، وجالت، وحسبت أن السماء تمطر من أجلهم، قبل عشر سنوات حسب البعض أن غزة صنو غازي الجبالي، وجيشه الذي كان يهتف أثناء التدريب “أبو الأمجد”، لقد تساقط وهم الخلود في العتمة، حين تجمدت أطراف الليل مع لمعان النجوم على الأكتاف، وسكنت الريح قليلاً، قبل أن يجيء الانقلاب الكبير، فإذا بغزة خاوية منهم إلا ما يستر عورتها من ثياب المقاومة.
مصيبة الفلسطينيين هي لحظة التنوير، عندما يقف الشعب الفلسطيني أمام الحقيقة، عندما يغيّب الزمن بعض الأسماء المتداولة حالياً، أو تنكفئ على مصالحها، ليظل الشعب الفلسطيني الأعزل، وأرضه المحاصرة في مواجهة المستوطنين، هذه هي المصيبة، عندما نبدأ المقاومة من جديد، ولا نجد إلا سواعد شبابنا سنداً نتكئ عليه، ولا نجد إلا كتف الأمل نذرف فوقه الدموع، وقد خلت الساحة من كل المتكلمين، والمصرحين، والمسرحين.
قد يقول قائل: لا مصيبة، ولا ما يحزنون، فليرحلوا عن أرضنا، وليأخذوا ما يشاءون من أموال، سنقف، ونقاتل ونقوم بواجبنا، ولن نكون وحدنا. ورغم وجاهة هذا الرأي، إلا أن المصيبة في رحيلهم بعد اكتمال التخريب، وتعميم الدمار، والفساد، وإراحة المستوطنين، وبعد خلع أضراس الكرامة الوطنية الفلسطينية من جذورها على مدار السنوات.
وقد يقول قائل: كم أنت واهمٌ، وكم استبد بك خيال الشياطين، إنهم باقون يحكمون، وراسخون، ولن يتركوا هذه النعمة ببساطة. لأقول: كان السيد غازي الجبالي وإخوانه أكثر رسوخاً، فأين هم اليوم، أين من كانت تفتح لهم البوابات، وتغلق من أجلهم الطرقات؟ أين من سيطر على معابر غزة لسنوات، لقد تركوها مدمرة، وغربت شمسهم، لتشرق مصالح بعضهم في الأردن، أو دول الخليج، أو أوروبا، أو في مصر على شاطئ نهر النيل؛ حيث يقيم أحد مسئولي الأجهزة الأمنية سابقاً مشاريع سكنية بلغت قيمة الشقة فيها مائة ألف دولار، والذي يشتري هو الفلسطيني الذي كره غزة، بعد أن مصَّ رحيقها.
إنها المصيبة التي ستحل على الشعب الفلسطيني بعد زمن قصير، عندما يبدأ مشواره من جديد، عندما يكتشف أن شلال دمه الذي تدفق في الساحات لم يحقق نصراً، ولم ينبت زرعاً، ولم يحفظ أرضاً، ولم يحرر أسيراً، ولم يحفظ ذاكرة الشهيد.
إنها المصيبة؛ حين تغادرنا بعض الأسماء دون محاسبة، ودون ملاحقة لسلالة كل مسئول استبد بالقرار السياسي، وأحرج سيرتنا، وأخرج مسيرتنا من الحضن العربي الإسلامي، بعد أن دفنها في أساس المستوطنات، وراح يفتش عنها على طاولة المفاوضات.
fshamala@yahoo.com 
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.