www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

سجائر وزفزف في غزة/د. فايز أبو شمالة

0

قضيتان هامتان لحياة الناس في غزة، على الحكومة أن تتخذ قراراً بشأنهما: القضية الأولى: توصلت دراسة أعدتها وزارة الصحة الفلسطينية سنة 2003،

د. فايز أبو شمالة
قضيتان هامتان لحياة الناس في غزة، على الحكومة أن تتخذ قراراً بشأنهما:
القضية الأولى: توصلت دراسة أعدتها وزارة الصحة الفلسطينية سنة 2003،  بأن متوسط  استهلاك البالغين من السجائر في قطاع غزة يصل إلى 130مليون دولار، وهذا مبلغ كبير جداً على قطاع غزة، سأفترض صحته في ذلك الوقت، عندما كانت تفرض ضرائب على علب السجائر، إنما في هذه الأيام التي تسيطر فيها حكومة إسلامية، فلا ضرائب على السجائر، وكأن الحكومة الفلسطينية برئاسة حركة حماس تشجع التدخين في قطاع غزة، ولاسيما أن علبة السجائر تباع بأرخص الأثمان، وهي أقل من نصف قيمتها في الضفة الغربية، فالسجائر بكل أنواعها تعبر إلى غزة من الأنفاق بلا رقيب؟ وفي تقديري أن هذا خطأ، ويا حبذا لو رفعت الحكومة سعر الدخان بوضع جمرك على كل علبة سجائر مهربة، كي تستفيد الحكومة مالياً، ولاسيما أن معظم المدخنين يتقاضون رواتب عالية، ولكن الأهم من ذلك هو تقنين المدخنين، ومحاربة هذه الآفة التي انتشرت بين الصغار.
القضية الثانية: قبل سنوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتمد الناس في قطاع غزة على الزفزف المستخرج من البحر في تصنيع الحجارة، وظلت كميات الزفزف تفي حاجة الناس للتطور العمراني إلى أن دخلت مادة الحصمة من محاجر الضفة الغربية، ليبدأ التحول في صناعة الحجارة من استخدام الزفزف إلى استخدام الحصمة، وقد شجعت أوامر الجيش الإسرائيلي بمنع نقل الزفزف من البحر، إلى التحول للحصمة، وكان الهدف الإسرائيلي المعلن في حينه هو الحفاظ على البيئة.
فلماذا تمنع الحكومة الفلسطينية استخراج الزفزف من البحر حتى يومنا هذا، ورغم الحصار؟ لماذا تحول دون الاستفادة من الزفزف في صناعة الحجارة، ولاسيما أن الأسمنت قد توفر عبر الأنفاق، والناس في حاجة إلى البناء، وفي الزفزف تعويض عن الحصمة التي تمنع إسرائيل دخولها، وأمام العين يتواجد مئات الصبية المشتغلين في غربلة الرمل لاستخراج حبات الحصمة، وبعضهم يستخرج سراً الزفزف من البحر في ساعات المساء.
بإمكان الحكومة تحديد أماكن خاصة على البحر لهذه الغاية وتحت إشرافها. أما من يقول بضرورة الحفاظ على البيئة، فإننا نرد عليه بالقول: إننا في عام الرمادة، والحصار، وإن عشنا لسنوات قادمة، وخرجنا من الضائقة فإن البيئة تعدل نفسها، وتعوض النقص، وتحافظ على توازنها الطبيعي. وسلامة المجتمع أهم من سلامة أجزاء من الشاطئ.
fshamala@yahoo.com
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.