www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

رابطة الكتاب والأدباء، أم الاتحاد العام؟/د. فايز أبو شمالة

0

لا فائدة ترجى، ولا إمكانية للتغيير والتعديل، يبقى الحال على ما هو عليه حتى تعصف أمواج حماس بالأخضر واليابس، ما دامت الأجهزة الأمنية هي صاحبة الحل والعقد، وهي التي تتدخل لتفرض رؤيتها، وتعيد تشكيل الاتحادات وفق هواها الأمني، وبعيداً عن المهنية، في حين أن منطق الثقافة، والأدب، والصحافة تفرض التباعد عن الأجهزة الأمنية، بل عدم الانسجام والتجانس بين الإبداع والأوامر السياسية المحكومة بأفق الأمن، وواجب الكاتب، والأديب أن يكون عصاً غليظة على ظهر تجاوزات الأجهزة الأمنية، وممارساتها. وأن تهاب الأجهزة الأمنية الكتاب والمثقفين والمبدعين لا العكس من ذلك.

رابطة الكتاب والأدباء، أم الاتحاد العام؟
د. فايز أبو شمالة
لا فائدة ترجى، ولا إمكانية للتغيير والتعديل، يبقى الحال على ما هو عليه حتى تعصف أمواج حماس بالأخضر واليابس، ما دامت الأجهزة الأمنية هي صاحبة الحل والعقد، وهي التي تتدخل لتفرض رؤيتها، وتعيد تشكيل الاتحادات وفق هواها الأمني، وبعيداً عن المهنية، في حين أن منطق الثقافة، والأدب، والصحافة تفرض التباعد عن الأجهزة الأمنية، بل عدم الانسجام والتجانس بين الإبداع والأوامر السياسية المحكومة بأفق الأمن، وواجب الكاتب، والأديب أن يكون عصاً غليظة على ظهر تجاوزات الأجهزة الأمنية، وممارساتها. وأن تهاب الأجهزة الأمنية الكتاب والمثقفين والمبدعين لا العكس من ذلك.
إن الذي جرى في رام الله من تزكية لأمانة عامة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، ليؤكد أن صفة العام قد سقطت عن الاتحاد، الذي ما عاد عاماً، وإنما يخص فئة محدودة من المجتمع الفلسطيني، وذلك لعدم مشاركة غزة، ولتجاوز الكتاب في ساحة لبنان وسوريا والأردن ومصر، وهذا يؤكد أننا لا نختلف عن محيطنا العربي في الانصياع لتعاليم المخابرات، والتقيد بأوامر ضابط المنطقة، وكل ما ندّعيه من ثورية، وما نتغنى فيه من شهداء، وصمود أسرى، ليس إلا جملاً تملأ صفحات الجرائد بلا مضمون، لأننا نهزم عند شهوة الراتب، والوظيفة الهامة، لنطوى أوراقنا الثقافية، والفكرية، و السياسية، ونسارع مثل غزالة في المراعي، تبحث عن عشب الترقية الوظيفية، ومياه الامتياز المالي.
لقد انزلق الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين إلى درجة أدنى مما انزلقت إليه نقابة الصحفيين الفلسطينيين، ولاسيما أن الانتخابات قد جرت دون توافق وطني عام، ودون توافق اللون السياسي الواحد، وكأن مشيئة التقسيم هي التي تفرض إرادتها، ولاسيما أن التزكية قد تمت بحضور 87 كاتباًً فقط من أصل 540 كاتب فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، فكيف تفرض الأقلية التنظيمية رأيها على الأغلبية المغيبة؟
كان يجب تجاوز مرحلة الانقسام الفلسطينية، والتريث حتى إعادة اللحمة إلى شطري الوطن، قبل إعادة صياغة الاتحادات التي لا يكتمل بناؤها إلا بالوحدة، لتجيء مسرحية إعادة تشكيل الاتحاد في الضفة الغربية معززة للانقسام، كاشفة عن سوء نية مبيتة تهدف إلى استباق كل محاولة جادة للمصالحة الفلسطينية، بفرض مزيد من التباعد بين غزة والضفة الغربية.
وإن كنت أكن احتراماً شخصياً للزملاء الكتاب الذين وردت أسماءهم، إلا أن فوزهم بالتزكية لا يمثل منطلقاً لحرية الكلمة، والإبداع، والمهنية، وإنما انقياداً للجهاز الأمني الذي منحهم الثقة، ليعزز المنطق الذي استندت إليه حركة حماس قبل أيام وهي تشكل رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين، التي ستعبر عن ثقافة المقاومة في غزة، مقابل جسم اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين المتواجد في الضفة الغربية، والذي سيتجاوب مع ثقافة المفاوضات.
fshamala@yahoo.com
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.