www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

مواقع إلكترونية، وشوائب/د. فايز أبو شمالة

0

وحدتنا اللغة العربية رغم أنف أعدائها، فصارت كثير من المواقع الإلكترونية لا تختص بجزء صغير من الوطن العربي الكبير، وإنما صارت الكلمة العربية مع تطور التكنولوجيا مشاعاً لكل من ينطق بالضاد، ويفكر بعقل متعدد الأبعاد،

مواقع إلكترونية، وشوائب
د. فايز أبو شمالة
وحدتنا اللغة العربية رغم أنف أعدائها، فصارت كثير من المواقع الإلكترونية لا تختص بجزء صغير من الوطن العربي الكبير، وإنما صارت الكلمة العربية مع تطور التكنولوجيا مشاعاً لكل من ينطق بالضاد، ويفكر بعقل متعدد الأبعاد، فالتقى الوجدان العربي، وحلقت روح الشرق على صفحات عدة مواقع إلكترونية تحترم نفسها، بمعنى آخر، تحترم عقل القارئ، وتحترم الإنسان الذي سخّرت طاقتها لخدمته، فتراها ترفض نشر أي كلام تافه يحسبه جامعه: مقال، وتخجل أن يشاركها النشر بعض الأسماء غير الموزونة في تفكيرها، وتعبيرها. ألم أقل أنها مواقع إلكترونية تحترم نفسها؟ وبالتالي صارت محترمة بقرائها، ومستواهم الثقافي، والفكري، وصار القارئ يتابع ما تقدمه من مقالات، وموضوعات دون تفكير، فهو يعرف بالتجربة أن وراء العرض في هذا الموقع عين تفحصت، ولسان استقام، وعقل نقّح، وأدرك أن هذه المادة جديرة بالعرض على قارئ واعٍ.
وفي المقابل هنالك مواقع إلكترونية صارت صفحاتها سبيل، وأمست سبهللة، تجد فيها الحواشي على المقال أكثر من المتن، وتجد فيها ما تساقط عن الشجرة أكثر مما تفتح على أغصانها، مواقع حزبية، أو تجارية، جل همها تسجيل أكبر عدد من القراء الوهمين لأي كلام، دون الالتفات إلى المضمون، ودون استشعار أمانة الكلمة، وقداسة الفكرة، ودون التمييز بين أصالة الولاء للوطن ككل، أو وهم الانتماء لتنظيم بعينه، أو لحزب رعديد.
أحد المواقع الالكترونية نشر مقالاً كتبته تحت عنوان “مهازل الزعيم عادل إمام”، لقد حظي المقال بأكثر من تسعين تعليقاً من قراء الموقع؛ الذي يصدر في فلسطين 1948، تعمدت قراءة جميع التعليقات، فوجدت ثمانين تعليقاً ينسجم مع توجهي السياسي، ووجدت أربعة تعليقات جارحة بحقي، وتقف ضدي، وتمس شخصي بالتشويه، وتعكس حقداً ينجم عن عداء أيديولوجي لكل ما أطرحه من أفكار في مقالاتي اليومية، التي اخترقت جدران خزانهم الصدئ، وتسلقت أسوار الوهم الذي تستروا خلفها سنوات. وللحق؛ لقد أسعدني ذلك، فما دامت التعليقات صدى للواقع، فإن نسبة خمسة في المائة من شوائب المجتمع، يقفون ضدي، ويخلطون الشخصي بالعام، ويجرّحون بالكاتب، بعد انكسار عقولهم أمام الفكرة، فهذا تالله  شرف عظيم، لأن مقابل الخمسة في المائة الذين تاهوا عن الحق، وضلوا السبيل، هنالك خمسة وتسعون في المائة يؤيدون ما أطرحه في مقالاتي، وهذا انعكاس لحقيقة مجتمعنا العربي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص، وهو مجال فخر لكل الفلسطينيين الذين لا يرم جرح وطنيتهم على فساد، ولا تنخر عظام إدراكهم شوائب الكتبة، وساقط التعليقات.
fshamala@yahoo.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.