www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

جورج حبش في الذكرى الثانية لرحيله/ الدكتور غالب الفريجات

0

لا شك أن المناضلين تبقى ذكراهم مغروسة في ذاكرة الامة ، وخاصة الذين استطاعوا ان يحفروا اسماءهم على صفحات التاريخ النضالي للامة ، في صراعها ضد اعدائها ، والذين ماتوا وهم واقفون ، كما هي شجرة النخيل الباسقة ، التي تموت واقفة ، فهذه هي الحياة الحقيقية للانسان ، الذي يجعل من اهداف امته طوقا في عنقه ، وبدون ادنى شك ان مناضلا في حجم جورج حبش لن تمر ذكرى وفاته ، كغيره من الذين رحلوا ، فالدكتور حبش له بصمات واضحة في النضال الوطني والقومي ، وبشكل خاص في الساحة الفلسطينية ، وترك رفاقا واصدقاء ومحبين يكنون له التقدير والاحترام ، ومازالت افكاره ومعتقداته منقوشة في صدورهم .

جورج حبش في الذكرى الثانية لرحيله
 
الدكتور غالب الفريجات
 
لا شك أن المناضلين تبقى ذكراهم مغروسة في ذاكرة الامة ، وخاصة الذين استطاعوا ان يحفروا اسماءهم على صفحات التاريخ النضالي للامة ، في صراعها ضد اعدائها ، والذين ماتوا وهم واقفون ، كما هي شجرة النخيل الباسقة ، التي تموت واقفة ، فهذه هي الحياة الحقيقية للانسان ، الذي يجعل من اهداف امته طوقا في عنقه ، وبدون ادنى شك ان مناضلا في حجم جورج حبش لن تمر ذكرى وفاته ، كغيره من الذين رحلوا ، فالدكتور حبش له بصمات واضحة في النضال الوطني والقومي ، وبشكل خاص في الساحة الفلسطينية ، وترك رفاقا واصدقاء ومحبين يكنون له التقدير والاحترام ، ومازالت افكاره ومعتقداته منقوشة في صدورهم .
 
جورج حبش رحل جسدا عن هذه الدنيا ، ولكنه مازال حيا في حركات وسكنات رفاقه ، وفي المبادئ التي اختطها للجبهة الشعبية ، كفصيل رئيسي من فصائل الثورة الفلسطينية ، وبدون شك ان بصماته ممتدة على امتداد النضال القومي والاممي ، كواحد ممن آمنوا بالفكر الماركسي العلمي القومي ، كطريق لوحدة الامة وتحريرها ارضا وانسانا.
 
في الذكرى الثانية لرحيله لابد من استذكار محطاته النضالية ، سواء في تأسيس حركة القوميين العرب او في تأسيس الجبهة الشعبية ، وهذه واحدة من مهمات رفاقه الذين مازالوا يقبضون على جمر المبادئ ، التي آمن بها الحكيم ، وجعل منها دستورا لهم ، ومن هنا فان نضال واحد من قيادات الجبهة في سجون الاحتلال ، مثالا يضرب به المناضلون مثلا لاتباعه واصدقائه ، الى جانب ما تركه ابو علي مصطفى شهيد الجبهة ، وواحد من رموزها المناضلين .
 
سيرة حبش في الذكرى الثانية لرحيله ، يجب ان تكون في حلقات نقاشية في داخل التنظيم من جهة، وفي الكلمات العطرة التي تحيي هذه الذكرىمن جهة اخرى ، ولابد ان تكون فيها من العبر والدروس ما يتجاوز المناضلين في صفوف الجبهة الشعبية ، او حزب الوحدة الشعبية ، الى كافة المناضلين الفلسطينيين كواحد من ابناء فلسطين ومن رموز قياداتها ، وفي صفوف المناضلين العرب ، لأن الهم القومي كان اولى خطوات الحكيم في بدايات تاسيس حركة القوميين العرب .
 
النضال الوطني والقومي على الساحة العربية يتعانقان  في الخندق الرئيس الواحد ، الذي يهدف الوحدة والتحرير الوطني والقومي ، حتى وان تنوعت التجارب النضالية ، وتنوعت الافكار والآراء الفكرية والاجتهادات السياسية ، التي تصب في خندق الامة ، وتسعى لتحقيق اهدافها الرئيسية المتمثلة بالوحدة والتحرير ، تحرير الارض والانسان العربي ، لتتمكن هذه الامة من ان تأخذ دورها الحضاري بين امم الارض ، وتعيد للامة مجدها .
 
الحكيم سندانة نضالية نحيي ذكرى رحيله ، لنتعلم الدروس وننقل التجارب النضالية للاجيال، واي امة لا تعلي من شأن روادها المناضلين ليست جديرة بالحياة ، ولكن امتنا من الامم الحية ذات المساهمة الحضارية المشعة في مسيرتها ، هناك محطات نضالية ، ورواد من طراز الحكيم، ساهموا وضحوا من اجل ان تحيا الامة ، وتحقق اهدافها ، وتغرس مبادئ العطاء والتضحية في نفوس ابنائها ، فالامة التي تقف على خط النار في الممانعة والمقاومة هي امة جديرة بالحياة ، خاصة وان امتنا هي الوحيدة في هذا الكون ، تحمل سلاح المقاومة في محطات رئيسية في فلسطين والعراق على وجه الخصوص ، لتقف في وجه المطامع الامبريالية والصهيونية العالمية ،
 والطائفية البغيضة .
 
ليس في مقدورنا ان نؤدي دينا طوق به الحكيم اعناقنا ، نحن الذين نعيش الهم القومي ، وليس في مقدورنا ان نعطي الحكيم حقه في بضع كلمات او صفحات ، لأن سجله النضالي اكبر منا ، ونحن مازلنا على طريق النضال نحبو ، واسهاماتنا مازالت دون ما تحتاجه الامة وتتطلبه منا ، وايا كانت تجاربنا الصغيرة واستفادتنا من تاريخ الحكيم النضالية ، فان الواجب القومي يتطلب منا ان نعمل بكل جد ومثابرة ، لنصل الى تحقيق بعض من اهداف المناضل جورج حبش ، والتي كانت في حجم امة ارادا لها ان تكون ، وهي المعتدى عليها والمغتصبة حقوقها ، في التجزأة والاحتلال .
 
لم يمت جورج حبش ، لان الذين يتركون بصماتهم على اديم هذه الارض لا يموتون ، وحبش من اولئك الذين لهم اسهامات نضالية وطنية وقومية في سجل الخلود القومي ، الذي تبقى صفحاته مفتوحة في كل زمان ، حتى تتعلم منه الاجيال ، وتسير على نهجه القيادات والتنظيمات الوطنية والقومية المناضلة .
 
طوبى للمناضلين وللقادة الذين تقدموا الصفوف في التضحية ، فاعطوا نموذجا يحتذى ، لأمة تتطلع الى غد مشرق ، وتسعى ان تضع قدمها على طريق الحق والخير والعدل ، الذي جفت ينابيعه في هذا الكون الامبريالي الصهيوني ، ونحن علينا ان نعاهد قادة نضال امتنا ، والذين رحلوا وهم على العهد باقون ، باننا سنبقى اوفياء لمدارسهم الفكرية ، وان لا تزل اقدامنا عن الطريق الذي اختطوه ، لأنه طريق الغد المشرق لامتنا وابنائنا
 
في الذكرى الثانية لرحيل الحكيم ، عزاؤنا انه ترك كوادر نضالية متقدمة في عطائها ، ونحو الاسهام في تحقيق اهداف الامة ، التي تقبض على جمر النضال والتضحية ، من اجل ان تبقى الامة قادرة على السير في اتمام مشروعها الوحدوي التحرري .
 
dr_fraijat@yahoo.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.