www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

من المتضرر من المصالحة الفلسطينية؟/د. فايز أبو شمالة

0

كغيري من الفلسطينيين طرت من الفرح لنجاح لقاء دمشق الذي ضم وفدي حركة فتح وحماس قبل أسابيع، وهللت لاتفاقهما على حل كثير من نقاط الخلاف بينهما، وتطير من تحقيق المصالحة الكثير من الفلسطينيين، واستبعدوها رغم لقاء السيد عمر سليمان مع السيد خالد مشعل في مكة،

من المتضرر من المصالحة الفلسطينية؟
د. فايز أبو شمالة
كغيري من الفلسطينيين طرت من الفرح لنجاح لقاء دمشق الذي ضم وفدي حركة فتح وحماس قبل أسابيع، وهللت لاتفاقهما على حل كثير من نقاط الخلاف بينهما، وتطير من تحقيق المصالحة الكثير من الفلسطينيين، واستبعدوها رغم لقاء السيد عمر سليمان مع السيد خالد مشعل في مكة، وما يوحي مثل هذا اللقاء من تفاهمات، واستبعدوها رغم توصل كل من حركة فتح وحماس إلى حل نقاط الخلاف باستثناء الورقة الأمنية، ولم يثقوا بما يجري من ترتيب للقاءات قادمة تنسجم مع الواقع العربي والفلسطيني الذي يقول: المصالحة شرط مسبق لحماية المصالح الفلسطينية.
لقد ظل بعض الفلسطينيين يصرون على استحالة تحقق المصالحة لأنهم يرون فيها نقيضاً كلياً للمفاوضات، وما لم يعلن السيد عباس بشكل علني ورسمي عن فشل المفاوضات، ونهاية هذا الخط الذي استنزف الطاقة الفلسطينية، سيظل الحديث عن المصالحة ضرباً من الوهم، أو الترف السياسي الذي يحتمي في منتجعه ذوي المصالح السياسية في المنطقة، ويسوقون التنسيق الأمني دليلاً على صحة منطقهم؛ إذا كيف تتحقق المصالحة ورجال أمن السلطة الفلسطينية يلتقون مع نظرائهم الإسرائيليين؟ وكيف تتحقق المصالحة والتنسيق الأمني يلزم الفلسطينيين باعتقال المقاومين؟ وكيف تتحقق المصالحة وعين المفاوض الفلسطيني على الطاولة، مع عدم وجود برنامج سياسي يلتقي عليه الجميع؟
قبل عام من الانتخابات البرلمانية الفلسطينية، وقبل عامين من الانقسام الفلسطيني، كتب المفكر اليهودي “تسفي بارئيل” في صحيفة هآرتس 18/3/2005، تعقيباً على التفاهمات الفلسطينية التي خرج بها المتحاورون الفلسطينيون في القاهرة، يقول: من هنا تبدأ المشكلة القادمة لإسرائيل، فالمشاركة السياسية بين حماس والسلطة الفلسطينية معناه مفاوضات أكثر صعوبة أمام إسرائيل، وتقليص الإمكانية للفصل بين الموقف اللين للسلطة الفلسطينية برئاسة السيد محمود عباس، وبين موقف المنظمات الفلسطينية المقاومة، معنى ذلك هو نهاية الارتياح الإسرائيلي، وأن المقاومة ستغدو جزءا من المفاوضات.
وبالمعنى ذاته وضع الكاتب اليهودي “دي بخور” أصبعاً على الحقيقة في صحيفة يدعوت أحرنوت 17/3/2005 حين قال: “وإذا ما فازت حماس، وسيطرت على البرلمان الفلسطيني، فإن الصراع سيأخذ بعداً دينياً وليس قومياً، وهذا هو الخطر الحقيق على إسرائيل.
بعد هذا، من الذي رعي الانقسام الفلسطيني؟ ومن الذي يقود الساحة إليه؟ ومن هو الذي ما زال يضغط للحيلولة دون تحقيق المصالحة الفلسطينية؟!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.