www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

أبو النار /.. نار الأعمال الاجتماعية ولا جنة الكاركترات التاريخية /ملدا شويكاني

0

نجم من نجوم الدراما السورية.. اشتهر بلقب (أبو النار) بعد تجسيده دور العقيد في باب الحارة، هذه الشخصية التي تعرضت لانقلابات درامية من الصعيد السلبي إلى الصعيد الإيجابي، امتلك براعة بقدرته على الغوص بمعالم الشخصية، وأدى كاركترات مختلفة متباينة من حيث المضمون، انطلق من عالم المسرح الواسع ليخط علامات فارقة في تاريخ الدراما التلفزيونية والإذاعية…

نجم من نجوم الدراما السورية.. اشتهر بلقب (أبو النار) بعد تجسيده دور العقيد في باب الحارة، هذه الشخصية التي تعرضت لانقلابات درامية من الصعيد السلبي إلى الصعيد الإيجابي، امتلك براعة بقدرته على الغوص بمعالم الشخصية، وأدى كاركترات مختلفة متباينة من حيث المضمون، انطلق من عالم المسرح الواسع ليخط علامات فارقة في تاريخ الدراما التلفزيونية والإذاعية… ومؤخراً كانت له تجربة واسعة في فن دبلجة الأعمال (التركية- العربي-) قدم الكثير من الأعمال الاجتماعية المعاصرة التي ساهمت في إغناء الدراما السورية (الواهمون- شجرة النارنج- ليس سراباً- أسير الانتقام…) وتطرقت إلى الكثير من قضايانا الحياتية.. أحب الناس حضوره القوي في عالم (البيئة الشامية) فشارك في (باب الحارة- بيت جدي- الحصرم الشامي- الدبور..) كان له حضور قوي في موسم رمضان الدرامي لهذا العام (رايات الحق- باب الحارة- الدبور- ما ملكت إيمانكم- وراء الشمس- الزلزال)، وإضافةً إلى ذلك توجد له أعمال سينمائية منها شيء ما يحترق.. وأعمال مسرحية قدم مؤخراً عرض تياترو ويشارك حالياً في عرض السيرك.

البعث ميديا التقت الفنان علي كريم وتحاورت معه في أمور عدة..
لا أحب كلمة منافسة
حفل موسم رمضان بثلاثة أعمال من البيئة الشامية (باب الحارة- أهل الراية- الدبور) وكان لك حضور قوي في باب الحارة والدبور فهل تعتقد أن هذا يثير المنافسة؟.
أمر جميل أن تحفل الدراما السورية بالتنوع ضمن أعمال البيئة (الشامية) التي يُقبل عليها المشاهدون- وأنا منهم- ويجدون فيها عبق الماضي ورائحة الياسمين وتعيدهم إلى الزمن الجميل إلى العلاقات الحميمة والتواصل الاجتماعي والتلاحم القوي.
أما كلمة منافسة فأنا لا أستسيغها ولا أحب استخدامها، فكل عمل يقدم نفسه وما لديه والحكم النهائي للجمهور، وقد صرحت سابقاً بأن مسؤولية الكتّاب تكمن بكتابة حكاية جديدة تعبر عن البيئة وتشد انتباه المتلقي، طبعاً تعلق الناس بباب الحارة يعود إلى السنوات الماضية وإلى النجاح الكبير الذي حصده في الوطن العربي وبلاد الاغتراب وإلى تعلق الناس أيضاً بكاركترات باب الحارة فكثيراً ما يسلمون عليّ في الشارع ويقولون: (أهلاً أبو النار)

هذه الشخصيات تركت أثرها في الناس وحملت الكثير من التغيير كما في شخصية  (أبو النار) وكثيرون قالوا: إن باب الحارة غدا طقساً من طقوس رمضان ولا ننسى أنه جسد بعداً قومياً ووطنياً، أما دوري في مسلسل الدبور الذي لاقى متابعة كبيرة أيضاً وهو حكاية جميلة وضم عدداً من نجوم الدراما السورية (أسعد فضة- سامر المصري- نادين- سحر فوزي..) فهو لا يمثل شخصية شريرة- كما تقولين- وإنما هو رجل ينساق لكلام زوجته ويخطئ بحق أخيه ولا يحاول أن يبحث بحقيقة ما حدث بين ابنة أخيه وابنه أشرف، من ناحية أخرى هو صاحب حق يدافع عن حقه.. وقد عُرض الجزء الأول وسنبدأ في الأيام القادمة بتصوير الجزء الثاني.

أتعب من الكاكترات التاريخية

بعيداً عن البيئة جسدت أدواراً مختلفة في أعمال تاريخية مهمة، منها مسلسل رايات الحق فما انطباعك عن الأعمال التاريخية؟.
حقيقةً أنا لا أميل إلى الأعمال التاريخية وأجد نفسي كل مرة أشارك فيها وذلك لصعوبة التصوير أولاً وصعوبة الكاركتر  الذي أظهر به، على سبيل الذكر كنتُ أعاني يومياً أثناء التصوير في رايات الحق من صعوبة (تلصيق الذقن) إضافةً إلى الجو الحار والأوضاع العامة والغبار، التصوير التاريخي متعب، والأهم من ذلك أن هذه المسلسلات تتعرض للكثير من الآراء المتناقضة (السلبية والإيجابية) وبرأيي إننا بحاجة إلى إعادة قراءة للتاريخ وإلى أن ننفض الغبار من على كتب التاريخ في المكتبات العامة والخاصة، وألا نشكل مواقف باتجاه أي عمل.
أميل إلى الأعمال الاجتماعية
بما أنك تميل إلى الأعمال الاجتماعية ورأيناك سابقاً في أهم الأعمال المعاصرة فماذا تقول عن مشاركتك في رمضان الحالي، خاصة (في وراء الشمس وما ملكت إيمانكم)؟.
إجمالاً الأعمال الاجتماعية التي عُرضت هذا العام كانت مميزة وفيها جرأة واضحة في معالجة قضايا حساسة  جداً وكشف المستور، وفيها أيضاً نضج بالمعالجة الدرامية، وما ملكت إيمانكم كان عملاً مميزاً وجريئاً يتطرق إلى شخصيات مبتورة ويعرض مسألة ازدواجية الشخصية لأولئك الأشخاص الذين يتسترون وراء ستار الدين، وهم في حقيقة الأمر يمارسون أبشع الفظائع.
ورغم صغر مساحة دوري إلا أنه يعبّر عن دور إيجابي عن تفهم المشكلة ومساندة زوجته، أما وراء الشمس فبرأيي هو عمل إنساني يعالج كما رأينا واقع المعوقين ويبث رسالة لدمجهم بحياتنا والتفاعل معهم وتقبلهم بكل حب، دوري يعبّر عن رجل بسيط ينحرف وراء مشاعره فيحلم بالزواج ثانية من ابنة الجيران التي تتعامل معه بطبيعية، وحينما يُرفض طلبه يعود إلى حياته الطبيعية وإلى عائلته.
وعلى سبيل الذكر كان لي دور هام جداً في مسلسل الزلزال إخراج محمد شيخ نجيب وهو مسلسل قوي جداً وأفتخر أن مؤسسة الإنتاج الدرامي قامت بإنتاجه.

دعم دراما 2010
إلى أي مدى حققت مؤسسة الإنتاج الدرامي نجاحاً في دراما 2010؟.
وجود هذه المؤسسة دعم للدراما السورية وقد أُنشئت على خلفية ملتقى الدراما الأول، الذي عُقد في العام الماضي، ويكفي أنها أنتجت أربعة أو خمسة مسلسلات هامة جداً منها الزلزال كما قلت.
بعد سنوات قلّ فيها الإنتاج الدرامي التابع للتلفزيون العربي السوري، وبالتأكيد هذا نجاح للدراما السورية ونتمنى جميعاً أن تزيد من فرص الإنتاج الدعم الدراما.
التنوّع باللهجات
رأينا في مسلسلات هذا العام التنوع باللهجات وتقديم أعمال من عدة بيئات، وقد لاقى ذلك قبولاً وانتشاراً للدراما في أرجاء الوطن العربي فعلام يدل ذلك؟.
بالتأكيد هذا أمر يسعد الجميع وتقبل الدراما السورية بعدة لهجات يؤكد أنها تلامس قضايا الوطن العربي ونبض الشارع، وهذا التنوع لمحصلة الدراما، وسرّ نجاح الدراما السورية أنها ليست محدودة بيئة معينة أو حدود، وإنما تغطي الهموم العربية وتفاصيل كثيرة وتحكمها منظومة فكرية وثقافية عالية.
تابعتُ أهل كايرو
بعض النقاد قالوا: إن الدراما المصرية قدمت أعمالاً تفوقت على ما قدمته في السنوات الأخيرة تدل على تقدم فما رأيك؟.
نحن نحترم كل الأعمال وكل ما يُقدم في الدراما العربية ونحن تربينا على الدراما المصرية، وقدمت عبر سنوات أعمالاً هامة جداً، وإن كانت قد تراجعت فهذا لا يعني أن نوجه لها نقداً سلبياً، وننسى دورها السابق، وقد لاحظت كما لاحظ الجميع التطور الملحوظ على أعمالها هذا العام/ بالنسبة لي تابعت أهل كايرو وأُعجبت به، ولم أتابع بقية الأعمال لذلك لا أعرف سويتها بدقة.
الأعمال المشتركة أُغنت الدراما العربية
ما رأيك بالأعمال العربية المشتركة (المصرية- السورية- الخليجية- السورية)؟.
طبعاً الفن وحد العرب، وهذه الأعمال المشتركة أغنت الدراما العربية سواء على الصعيد المصري أو الأردني أو الخليجي، وحقيقةً قدمت أعمال هامة جداً، وقد ذكرت سابقاً بأن زملائي قدموا مشاركات هامة جداً على الصعيد الأعمال المشتركة المصرية- السورية.
لا أحب لغة التمني
على ذكر الأعمال المصرية صرحت سابقاً بناءً على كلام فنانة زميلة لك بأن بعض النجوم المصريين تمنوا أن يمثلوا مع (أبو النار) فما رأيك؟.
أولاً أن لا أحب لغة التمني ولا أحب أن استخدم مفردة أتمنى وأحب وأرغب، أنا أحب الكلام بلغة الواقع، أنا لم أقل هذا الكلام ولا أدري مدى صحته، فما المانع من أي مخرج مصري أُعجب بي أن يتكلم معي أو أي ممثل، بالتأكيد إذا عُرض عليّ عمل جيد من حيث النص والمعالجة الدرامية سأكون سعيداً بالمشاركة.
بقعة ضوء
إذا عدنا إلى الدراما السورية فما رأيك بالأعمال الكوميدية التي قُدمت هذا العام؟.
أود أن أعلق على بقعة ضوء، برأيي كان هو العمل المميز ضمن الأعمال الكوميدية، وقد حفل بلوحات ساخرة هامة جداً، طبعاً لم يقدم لوحات ذات سوية واحدة فمن الصعب أن نقدم لوحات متعادلة على مدار ثلاثين يومياً، لكن فيها ومضات جريئة جداً وذات منظومة فكرية هادئة وعالية جداً، وما أعجبني الأسلوب الفني والتكنيك الجيد الذي اتبعه ناجي طعمة بالإخراج.
لا أحد يلغي الآخر
توجد لك مشاركات بأدوار بطولية لفن دبلجة الأعمال التركية، فهل أنت مع من يقولون أنها تؤثر على مستقبل الدراما السورية؟.
أنا ذكرتُ سابقاً بأن سر نجاح وانتشار الدراما التركية اللهجة السورية التي يتقبلها العالم العربي، وإحساس الفنان السوري بالحدث الدرامي وتجسيد الشخصية بإحساسه وصوته.. نحن لا نلغي الآخر ولسنا بمجال مقارنة بين الدراما السورية والتركية ولاحقاً الإيرانية، التي افتتحت قناة خاصة لدبلجة أعمالها أسوةً بالقناة التركية.. لأن الدراما السورية تختلف عنها بخطوطها الدرامية ومعالجتها وإخراجها وأحداثها وهي غريبة عن عادات وتقاليد مجتمعنا، ويحاول المنتجون أن يراقبوا النصوص قدر الإمكان وأرى أنها متشعبة كثيراً وكتّابها يختلقون الأحداث، يعني هي صورة مغايرة لواقع درامانا السورية.. ولا أحد يستطيع أن يلغي الآخر إذا كان متمكناً وقوياً لذلك لا خطر على الدراما السورية التي شغلت الوطن العربي وبلاد الاغتراب، وكما قلتُ انتشارها يعود إلى اللهجة السورية وإلى الفنان السوري.. فلو دبلجت باللغة الفصحى أو اللهجة اللبنانية لا تحقق هذا الرواج والانتشار والمتابعة.

 

(السيرك)
تقوم حالياً بالمشاركة بالعرض المسرحي الضخم السيرك فماذا عنه؟.
السيرك عمل مسرحي ضخم (كوميدي سياسي) إنتاج شركة قنبض وإخراج نضال الصواف وسيناريو د. صفوان بطيخة، يعرض على مسرح نقابات العمال، فكرة المسرحية تدور حول استيلاء شخص غريب على إدارة السيرك الذي كان يعاني من ضعف إدارة مديره السابق، وعقليته المتشددة والمتخلفة مما يخلق نزاعات بين العاملين الذين يعودون إلى شرائح مختلفة، فيحاول أن يفرض رأيه ويحقق مصالحه.. في نهاية الأمر يُكشف أمره.
النص غني بالمفارقات والمتناقضات والقضايا التي يعيشها الشارع العربي.. وسيأخذ العمل مكانه ضمن خارطة الكوميديا السياسية.
ماذا عن أعمالك الإذاعية؟.
أنا جئت إلى الإذاعة متأخراً مقارنة مع زملائي أساهم بالأعمال الدرامية الإذاعية وأجد متعة كبيرة في تمثيلها، إضافة إلى بعض البرامج مثل حكم العدالة وغيره، أفضل بالدرجة الأولى برنامج آفاق مسرحية، لأنه قريب من عالم المسرح الذي أحبه وانطلقت منه، وقد أسست منذ بدايتي فرقة مسرحية صغيرة.. وأرى أن العمل الفني بالمسرح رائع جداً ويأخذ فيه الحوار طابعاً خاصاً.
ماذا تتمنى من عالمك الدرامي؟
أتمنى رغم أني لا أحب كما قلتُ لكِ كلمة أتمنى إلا أنني فعلاً أتمنى أن أصل إلى مرحلة أعمل فيها فقط للاستمتاع بالدور والشخصية التي أُؤديها وليس من أجل الأجر المادي ومتطلبات الحياة.
على الصعيد الشخصي
ماذا تفعل بعيداً عن الفن؟
أصدقُكِ القول بأنه لا يوجد لديّ وقت أمضيه بعيداً عن الفن والدراما الإذاعية والتلفزيونية وقراءة النصوص والتصوير، هناك وقت قليل أمضيه في التجول في دمشق القديمة، فأنا أعشق حارات دمشق القديمة وأزقتها وأشجارها وأقواسها وبحراتها وأزهار ياسمينها… ربما لأنني نشأت في حارة دمشقية، ومازلت أحن إلى طفولتي.. وأحب القراءة أيضاً وطبعاً متابعة التلفزيون.. والأخبار وبعض الأعمال.. أحب الموسيقا.. لو كان لديّ المزيد من الوقت ربما أوجدت لنفسي هوايات متعددة.

حوار: مِلده شويكاني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.