www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

من أجل جيل سليم ومعافى /ريمه الخاني

0

لم يعد أمر التربية بالأمر السهل في عصر تكاثرت فيه الأيدي للغوص في عمقها وللعبث في فطرتها السليمة.. من الطبيعي أن يكون هناك تباعد في طريقة التفكير بين جيلين , هذا سلمنا به والفناه وما ألفناه , لكن الثوابت والأخلاق لا تتغير .., وهذا ما يجب أن نعرفه جيدا ً, وهذا من المفروض والطبيعي لجيل تربى على المثل والشعارات والامجاد .. ألا يفرط فيها .

السلام عليكم

لم يعد أمر التربية بالأمر السهل في عصر تكاثرت فيه الأيدي للغوص في عمقها وللعبث في فطرتها السليمة..
من الطبيعي أن يكون هناك تباعد في طريقة التفكير بين جيلين , هذا سلمنا به والفناه وما ألفناه , لكن الثوابت والأخلاق لا تتغير .., وهذا ما يجب أن نعرفه جيدا ً,
وهذا من المفروض والطبيعي لجيل تربى على المثل والشعارات والامجاد .. ألا يفرط فيها .

وهنا يأتي سؤال غاية في الأهمية .. من يربي في عصرنا الحالي؟
الانترنت – الهاتف النقال – الفضائيات :

الجواب بكل أسف نعم .. هذه هي التي تربي الجيل في هذا العصر وذاك لأن الوالدين حفظهما الله لم يعد لديهما من الوقت الكافي للحوار ولا للنقاش ولا لمتابعة لذلك لا عجب إن قلنا أن الجيل قد تفلت عبر تلك الوسائل الخطرة كالنار في الهشيم …
ولكي يسلم جيلنا من العبث المقصود وقبل أن تتلف أصوله الزاهرة ونبقي على البقية الباقية من انتماءات دينية وأخلاقية لابد من وقفة ومراجعة وتأمل ثم جهود حثيثة للعلاج .. فالوضع خطير ونحن لا ندري ماذا يكون غدا من هجوم وتغريب .
ومن هنا أقول إن المهمة الأولى والاخيرة باتت على عاتق المربي – أب أو موجه أو معلم – لحماية الجيل من التأثير الخارجي المدمر وإصالح الداخل .
ولعلي في هذا الجانب أطرح بعض الأقتراحات أو الخطوات العملية :
1- متابعة الأولاد عبر النت بشكل أخوي وبثقة كبيرة وحوار ونقاش بمحبة , حتى لا ينقلب الأمر إلى تباعد وإخفاء وعبث في الدهاليز المظلمة .
2- المحاولة بقدر الإمكان متابعة التلفاز وحجب القنوات السيئة ومحاولة تحبيب الجيل بالقنوات الجيدة والمفيدة والمسلية في نفس الوقت ومحاولة تنفيرهم من المسلسلات السئية السمعة , خاصة أن جلها تبث أفكارا تخص تلك الشريحة التي لا تملك من رسالة الأمة إلا النزر اليسير للأسف.
فالمادة الثقافية فيها سقيمة وبالية لذا فهي أعمال إعلامية ملونة مبهرة فقط لون بلا معنى, وأحيانا تشويه الحقائق والتنفير من القيم والمثل التي يفخر بها الجيل ليتزعزع إيمانيا وفكريا.
3-مراقبة الهواتف النقالة بشكل غير مباشر كأن تقول له: أريني الارقام لديك للاطلاع ,ولا ضير من تسجيل بعضها للضرورة, ربما عارضني بعضهم ولكن ما نلمسه من مراوغة عبر تلك الوسائل وما يحصل فيها من طوام يجعله فعلا نذير خطر في ازدواج المعايير والتصرفات والقيم لديه.
4- مراقبة تصرفات الناشئ ومتابعة التغييرات فيها إن ظهرت , كي لا نركض بعد فوات الاوان..وقد لا نستطيع تدارك ما كان يمكن تداركه.
5- في حالة الزلة والخطأ يجب الا نهول الموضوع بشكل نقطع قنوات الاتصال بين الناشئ والوالدين ,ومحاولة سماع وجهة نظره وتفريغ الشحنة السلبية التي اتته من الخارج, كي نكسبه ولا نخسره في هذا الموقف حصرا.
6- مناقشة مبادئ تظهر على السطح حاليا هي أم التخريب بعينه منها على سبيل المثال :
لا ضير من الزلل فان الله غفور رحيم
زلتي بذمتك لا بذمتي لانك دفعتني
الخ…
مما يجعل الجيل يستسهل الزلل ويجد له مئة عذر وعذر ودواء وهنا مكمن الخطرالحقيقي.
7- يجب ان نعلم تمام العلم أننا لسنا في مأمن نحن أيضا ككبار راشدين من الخطر والزلل !!! لذا لنتوخى الحرص على الثوابت وأمسكوها بايديكم واسنانكم.ونصيحة لكل امراة :
لا تقومي بأمور من وراء زوجك او تخجلين من التحدث بها لأن ذلك سيكلفك الكثير, فسلوك المراة الخارج عن السلطة المنزلية حتى الزوج يجعل لكل طامع فيها ساحة واسعة للعبث وسوف تدفع المرأة ثمن زلتها غاليا من نفسها وأعصابها وعمرها هذا إن لم يكن الثمن غال جدا.
8-الصداقات والمشاوير الخاصة التي ربما توازي في خطرها مكوث الناشئ في البيت و تحتاج قليل عناية وعلو همة واخوة وحوار, ان لم يكن أكثر, خاصة في حالة انفراد المراهق بنفسه وعدم وجود قنوات نقاش وتواصل تفصيليه بينهما.
9- المبدأ اليهودي المنتشر بيننا:
تاكد أن الضحية بمفردها تماما – ورط بداية بمحبة -اكسب ثقة – وتقرب رويدا رويدا بهدوء الواثقين-أعط كسرة عطاء-خذ أكثر وبسرعة خاطفة-لاترد شيئا بعد إمساك الزلة لانك الآن ستنسحب بأمان… وهنا تغنم الكثير من اي كان والاهم ان يكون الامر بمعزل عن كل رقابة.

فالمؤمن الحق عيشه كفافا لأنه يتوخى الحلال والحلال في واقع مشوه وغير موثوق به صعبا يؤدي بنا فعلا لبتر وابعاد شيئ من الحلال توخيا لمنع دخول الحرام فمن أين سيأتي الفيض الكثير إذن؟إلا مارحم ربي..
المؤمن الحقيقي يحاول بقدر الإمكان ألا يؤذي من حوله ..لان هذا سيعيد الكرة لمرماه يوما ما…
المؤمن الحقيقي من يحسن بلا حساب لانه يبحث عن رضى الله لا العبد…
المؤمن الحقيقي عملة نادرة في زمن غريب أغبر..
أرجو ان اكون محقة فيما طرحت والمادة قابلة للنقاش كما أسلفت.
ودمتم سالمين
أم فراس 15–2010/9-

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.