مجد الشآم أعدته فأعيدا
مجد الشآم أعدته فأعيدا | ورددت رونقه القديم جديدا |
كيف الأصيل من الجلال وفوقه | صرح أثيل للمفاخر شيدا |
يتتابع العمران في جنباته | وقريبه لولاك كان بعيدا |
ماذا أتيت به على قصر المدى | من كل إصلاح يعد فريدا |
لم يذكر التاريخ نصرا كالذي | أحرزته فوق الظنون مجيدا |
هل كان أمهر قائد أو سائس | في الحالتين كما أجدت مجيدا |
إعجب بشعب في الخفا عبأته | لم يألف التنظيم والتجنيدا |
والدو يرميه بزرق عيونه | والجو في كل اتجاه ريدا |
فيهب مكشوف المقاتل فاتكا | بمكاثريه عدة وعديدا |
ويذيق من أشقى البلاد ببغيه عقبى نكال كابدته مديدا |
|
حتى إذا أجلاه كان جلاؤه | للعرب في كل المرابع عيدا |
عيد له ما بعده في معشر | يأبى الحياة مكبلا ومسودا |
حلو الشمائل والزمان ملاين | ويمر إن كان الزمان شديدا |
أهل الشآم كعهدهم لم يبرحوا | أن يستثاروا في الخطوب أسودا |
وكعهدهم بذكائهم ومضائهم | رفعوا لهم في الخافقين بنودا |
إن لم تسع نبغاءهم أوطانهم | جعلوا حدود العالمين حدودا |
يا خير من ولته أمته فما | ضلت وكان موفقا ورشيدا |
أعجزتني عن شكر ما أوليتني | أتزيدني بقبول عذري جودا |
هيهات يخلدك القريض وأنت من | يهب القريض الوحي والتخليدا |
قامت فعائلك الكبار شواهدا | ولو أنها كلم لكن قصيدا |
بك توج العهد المبارك رأسه | وبصحبك الأبرار زان الجيدا |
غر ميامين شهدت بلاءهم | في كل نازلة فكان حميدا |
هذا جميل من وفى كوفائه | أن يذكر القوم الغداة الصيدا |
هيهات أن ينسوا زعيما سامه | إخلاصه التغريب والتشريدا |
ورفاقه الصياة النجب الأولى | لم يدخروا عزما ولا مجهودا |
الباذلين نفوسهم دون الحمى | ليعيش مرفوع المقام سعيدا |
فلتحيا سوريا ولا برحت كما | تهوى علاها طارفا وتليدا |