مر في بالنا فأحيانا
مر في بالنا فأحيانا | كيف لو زارنا وحيانا |
رشأ والنفار شيمته | لا لشيء يصد أحيانا |
قد سلا عهده ونحن على | عهدنا لا نطيق سلوانا |
نحن أهل الهوى نضام ولا | نسأل العدل من تولانا |
آمرات العيون تأمرنا | ونواهي الخصور تنهانا |
يعذب الطعن في جوانحنا | إذ تكون القدود مرانا |
ونبيح السيوف أكبدنا | إذ تكون الجفون أجفانا |
ما لنا غير تلك رائعة | في زمان العزيز ملاونا |
في زمان به البلاد غدت | روض أمن أغن ريانا |
أمرها في يد الرشيد هدى | وابن عبد العزيز إحسانا |
ملك سابق الملوك إذا | كانت المحمدات ميدانا |
ماليء من جميل قدوته | كل قلب رضى وإيمانا |
يبصر الغيب من فراسته | ويعيد العصي قد دانا |
آية الحلم في سياسته | أن يرد المسيء معوانا |
كل شأن للدهر جاز به | زاده في علائه شانا |
يقع الخطب قاسيا فإذا ما تولى مراسه لانا |
|
من كعباس في تفرده | عز نصرا وجل سلطانا |
عيدت مصر عيده فجلت | صورا للسعود ألوانا |
وتلا الثغر تلوها فعدا | شأوها بهجة وإتقانا |
سطعت في الدجى زواهره | تتراءى في اليم غرانا |
فإذا بحره وشاطئه | جسم نور أغار كيوانا |
أهل إسكندرية شرفا | هكذا البر أو فلا كانا |
قد عهدت الخلوص شيمتكم | وكعهدي شهدته الانا |
راعني صدقه فخيل لي | أن عين العزيز ترعانا |
كلما مرت السنون بكم | زدتمونا عليه برهانا |
إن شعبا هذي حميته | لم يضع حقه ولا هانا |
دام عباس للحمى أسدا | ولعين الزمان إنسانا |
ولديم ذلك الولاء فكم | صان ملكا وسر أوطانا |