لحق اليوم بالرفقا أمين
لحق اليوم بالرفقا أمين | كيف يسلو هذا الفؤاد الحزين |
يا أليفي من الصبا هل تلت | أفراحنا الذاهبات إلا الشجون |
أين جولاتنا وأين الدعابات | وأين الهوى وأين الفتون |
أين تلك الآمال غب الدراسات | وفيها الحجى وفيها الجنون |
رام كل منا مراما من العيش | إذا شط قربته الظنون |
لست أنى وقد أجيزلك الطب | وزانت لك المنى ما تزين |
يوم وافيتني وتوشك أن تبدو في وجهك النضير غضون |
|
ما الذي جد يا أمين لقد أزمعت امرا مراسه لا يهون |
|
قلت هذا بتي سألحق بالجيش | فإما العلى وإما المنون |
قلت يا صاحبي أتقحم بيدا | تتلظى والحرب فيها زبون |
قلت إني خلقت للسعي في الأرض | وما بي إلى السكون سكون |
ونهجت النهج الذي اخترت لا تشنيك | عنه أخطاره والدجون |
فتمنتطقت بالسلاح ولكن | لا لما تطبع السلاح القيون |
رحت تأسو جرحى وتشفي مراسا | تترامى الربى بهم والحزون |
وتوقيهم الردى وتريهم | معجزات الانقاذ كيف تكون |
بعد حرب السودان والعود منه | جد شان هانت لديه الشؤون |
جلجلت دعوة العروبة فاهتز | لها من به إليها حنين |
وتنادى حماتها وتلاقى | في السرايا من بالوفاء يدين |
فشددت الرحال في نضرة القوم | وقد عز في الجهاد المعين |
وقضيت العوام في نقل تقسو تصاريها | وآنا تلين |
ذت أحداثها تمر وتحلو | في ظروف حديثهن شجون |
فبلغت المنى العصية ابلعزم | وذو العزم بالنجاج قمين |
واثابت بغداد مسعاك إذ | بت وفيها لك المكان المكين |
ما توطنت ناعم البال حتى | كاد كيدا لك الزمان الخؤن |
نزلت علة بجسمك لم يقو عليها | وهو البناء المتين |
فوهى الهيكل المنيع ولكن | سلم الجوهر الرفيع الحصين |
فتفرغت للتآليف يمليها | ضمير حي وذهن رصين |
أين شغل الديوان مما أفاد الشرق | ذاك التحبير والتدوين |
كم كتاب أبحث فيه كنوزا | كان في الغيب ذخرها المكنون |
تلك للضاد ثروة نشرت فيها علوم مطوية وفنون |
|
يا بني مصر يا بني العرب إن العهد | دين والحفظ للعهد دين |
الفريق المقدام والعامل العامل | والكاتب الديب المبين |
هل توفيه حقه مرثيات | أو ويوفيه حقه تأبين |
بان عن موقع اللحاظ محياه | ولكن نوره لا يبين |
فليخلد في قلب كل شكور | ذلك الصادق الوفي الأمين |
يا صديقا فجعت فيه وإني | لم أخل أنه وشيكا يؤون |
إن قبرا تزار فيه لروض | قد كساه الريحان والنسرين |
فإذا اخطأ السحاب ثراه | نضرته بما سقته العيون |
يا شقيق الفقيد صبرا على رزئيك فهو الشقيق وهو الخدين |
|
لا يرد القضاء حزن جزوع | كل من عاش بالقضاء رهين |