في أي جو بالأسى مفعم
في أي جو بالأسى مفعم | يتصل المأتم بالمأتم |
يا بالغ الستين كم صاحب | أبر يمضي وأخ أكرم |
ما للمنايا ورجالاتنا | يفتكن بالعظم فالأعظم |
محمد في صدر أيامه | ولى ولم يدلف ولم يهرم |
كبا به الجد وشيكا كما | كبا جواد الفارس المعلم |
في مصر تعديد وفي الشام تر | ديد لذاك النبإ المؤلم |
وفي ربى لبنان شجو على | ذاك الرئيس الحصف الأحزم |
تجري ماآقينا دموعا وما | يغنين من غاربة النجم |
يا أيها الكوكب من كوكب | وأيها الخضرم من خضرم |
لا طامع في غير ما مطمع | أو زاعم في غير ما مزعم |
من كل دين كانأصحابه | وكان حق المؤمن المسلم |
إن تتبين كنهه لم تجد | أمثال ذاك الكنز في منجم |
ذاق أذى الناس ولكنه | لم ينتقم يوما ولم ينقم |
في طبعه الحلم عليهم ومن | يرفعه عنهم قدره يحلم |
آدابه من نسق لامع | كنسق اللؤلوء إن ينظم |
أخلاقه أخلاق حر نبت | بها التجاريب ولم تثلم |
ألفاظه قطر ندى خالص | من القذى يشفي أوار الظمي |
قضى حياة كل ساعاتها | سلسلة في المجد لم تفصم |
في ذمة الله الصديق الذي أصفيته ودي ولم أندم |
|
والدك المجد في المنتمي | زادته مجدا رفعة المنتمي |
أعليت ما شاد فأضحى له | ظل إلى أقصى مدى يرتمي |
لا بعدت ذكراك من راحل | قد كان سبط اليد عف الفم |
وكان جسرا لتلاقي اعلى | من عدوتيها وبهذا سمي |
من يلتمس وصفا له صادقا | فالقول قول الشاعر الملهم |
محمد وادي الندى والقرى وجبل اللاجيء والمحتمي | |
ألناقض المبرم عن فطنة | تصدق إن ينقض وإن يبرم |
ألفيصل الفاروق في حل ما | أعضل إن يفصل وإن يحكم |
منارة النواب إن حيرت | سبيلهم في المعبر المظلم |
هدى الوزارات إذا فاتها | وجه الهدى في المطلب المبهم |
مسعد من يمم ساحاته | إن يعدم المسعد أو يعدم |
قوسمت في حزني عليه فما | بالي كأن الحزن لم يقسم |
عجبت للأيام أبقينني | حيا وقلبي ملتقى الأسهم |
فما رمى عن قوسه حادث | في بلد إلا وقليبي رمي |
من كثرت أصحابه حولت | حلوهم الدنيا إلى علقم |
يا لدمي أشعر أن اطلسى | يصب جمر سائلا في دمي |
محمد اذهب بسلام وطب | إنك لم تملل ولم تذمم |
كنت لمن عايشته راحما | فالق الرضى من ربك الأرحم |