جلوت المنى أيها الموسم
جلوت المنى أيها الموسم | وزانت ضحى شمسك الأنجم |
وزادت رياض الحمى نضرة | أماليد عن زهر تبسم |
أقر النواظر تهذيبها | وتدريبها المونق المحكم |
صغار تقوم أعطافهم | لينموا صلابا كما قوموا |
تراهم على درحات الصبا | كمختلف الدر إذ ينظم |
يعملهم من مراس الحياة | أولو الذكر والخبر ما علموا |
فيمضون في خوضهم لاعبين إذا قوضوا وإذا خيموا |
|
ويضحك من خشب شرع بأيديهم الرمح والمخذم |
|
ليهنئهم اللهو لا عيب فيه | يشوب لصفاء ولا مأثم |
يذكي النهى ويشد القوى | وما في عواقبه مندم |
فتنمو الجسوم على صحة | وتكفى الخلائق ما يسقم |
وتبنى لوطانهم أمة | أبر بها ولها أرحم |
جنود ولكن لترعى الحقوق | على يدهم ويصان الدم |
كفاة لأنفسهم بين | لهم ما يحل وما يحرم |
إذا استنجدوا أنجدوا المستضام | ولو كلفوا جللا أقدموا |
ومهما تجشمهم الواجبات | من المطلب الصعب لا يحجموا |
فهم كالئها وحفاظها | وروادها حثما يمموا |
غدا يسفر الدهر عن حالة | وهم في رجالاتها من هم |
ويحمد في الشوط تبريزهم | إذا ما جلا نقعه عنهم |
قصاراك من نخبة في البنين تحب ومن صفو تكرم |
|
فكيف بها وهي معروضة | و فاروق كشافها العظم |
تسير وأعلامها مومئات | إلى أيها البطل المعلم |
إلى الفرع تنميه أزكى الأصول | وينصره الراي واللهذم |
فخار لمصر بشبل العرين | يشب ويكله الضيغم |
مروضا على الوثبات الكبار | ومهجة مصر له ترأم |
فأول مرقاته ذروة | وغير الذرى ما له سلم |
لك الله في النشء يا خير من يطاع ويا خير من يخدم |
|
أسرك من قومك المخلصين ولاء تبينته منهم |
|
وهزتك هزة تلك الجوانح إذ تتولى وإذ تقسم |
|
وراقتك بهجة تلك الدموع | بمراى أب لابنه يلثم |
سلمت ملاذا لأبنائهم | فأسنى اللماني أن تسلموا |
وأن تظفروا في كفاح العلى | وألا يفوتكم مغنم |
تبوأته ممنصبا لا يقوم | بأعبائه المبشر المؤدم |
فلم تسم عفوا إلى أوجه | كما شاء محتدك الأفخم |
ولكن دعاك إليه النبوغ | وأيده مجدك الملزم |
كمال حجى في اقتبال الصبا | تبارك واهبك الكرم |
وخلق رعى حسن تثقيفه | مثقفك الأرشد الحزم |
مليك على قدر الحادثات | إذا عظمت شأنه يعظم |
له إن يشأ نقض ما أبرمت | ولا ينقض الدهر ما يبرم |
قوي المشيئة نفاذها | بماض من العزم لا يثلم |
متين الحصاة طويل الناة إذا سئم الجدلا يسأم |
|
نصير العلوم نصير الفنون | معنى بأبكارها مغرم |
يرى منه في كل معنى طريف | على كل مفخرة قيم |
ويبغي لمته خير ما | يروم الحكيم الذي يحكم |
فينفعها رأيه المجتني | وينفعها غرسه المطعم |
ويبني الصروح لعيائها | بناء على الدهر لا يهدم |
ففي كل منتجع لرقي | له معهد وله معلم |
تكاد على متوالي الفضول | من العام أنواؤه تثجم |
لو استن في الجود ما سنه | لما كان في بلد معدم |
عوارف تملأ رحب الديار | فكيف يعددها المرقم |
يتيه البيان بأوصافها | ويوشك أن يفصح المعجم |
إلى خطط في العلى لم تدع | مجالا يلم به اللوم |
ومن آية الفضل أن الأولى | ابوها عليه بها سلموا |
فلو قدر السلف الأمجدون | لدان لمحدثها الأقدم |
أمولاي هذي قواف سمت | إليك ولم تغرها النعم |
جواهر من منجم فاخر | تأتت وأنت لها المنجم |
فما في القلادة غير الفريد | ولا في الأشعة ما يتهم |
وما في الهدية عارية | بها من يقدمها يوصم |
جلا لك شعري بها صورة | على الدهر تزهو ولا تهرم |
ما أنا من يعتفي مانحا | وبي من غنى النفس ما يعصم |
على أنها ساعة للسرور | أتيحت وصدري مبها مفعم |
فهنأت رب الحمى بابنه | وارسلت فكري كما يلهم |
وأنطقت قلبي بما صانه | زمانا فلم يبتذله الفم |
ولائي ولائي فإن أنكرته | أناس فإني به أعلم |
وأدنى همومي ما أخروا | من القول فيه وما قدموا |
فدم للسماحة يا شمسها | ودم للندى أيها الخضرم |
وعاش ابنك المفتدى يقتفي | أباه وفي ظله ينعم |