يا ترب عصرك بيتي
يا ترب عصرك بيتي | في رحمة المتعالي |
حييت خير حياة | وألت حير مآل |
بضع وتسعون مرت | من السنين الطوال |
بما أمرت وأحلت | أيامها والليالي |
قضيتها في وقار | وبنت في إجلال |
يبكيك نسل كثير | أنجبته للمعالي |
بين الكهول وبين | الشباب والأطفال |
أهلة وبدور | من فتية ورجال |
وأنجم وشموس | من عفة وجمال |
تفاوتوا طبقات | في السن لا في الكمال |
قد كنت أما وزوجا | في الناس خير مثال |
وما عرفت بغير التقوى | وحسن الخلال |
لم ينقطع لك جهد | في صالح الأعمال |
في كل يوم تجدين | آية من نوال |
آنا ببيض أياد | تسدى وآنا بمال |
وإبرة لك فيها | آيات سحر حلال |
صرفتها في ضروب | من برك المتوالي |
كم حكمت سترا ودفئا | لنسوة وعيال |
وصغت في سعة الوقت | زينة للآل |
لقد أصبت نصيبا | من ذلك الإفضال |
ثوب كأنك فيه | نسجت لمح اللآلي |
أعاد لي من فوات | نضارتي واختيالي |
تالله إن أنس لا أنس | طيب تلك الفعال |
ولا أحاديث أوعت | محاسن الأقوال |
يجري بها لفظك العذب | شافيا كالزلال |
في كل وقت لها موقع | وفي كل حال |
زانت بديع حلاها | مضارب الأمثال |
ورائعات الأقاصيس | عن عصور خوال |
مما الحقيقة فيه | تزهى بثوب خيال |
أليوم أخطرها البين | كلها في بالي |
وسلسلتها دموعي | على ثراك الغالي |