ـ ماما هل أوصلك البابا صباح اليوم إلى الشغل؟ ـ نعم أوصلني وذهب إلى عمله ـ لا يمكن لأن السامسونايت هنا وكذلك البورتابل… يجب ان يعود لأخذهما… انشغل بالنا عليه ـ صحيح تذكرت هو الآن بصدد انجاز معاملة الماظوطاط… ادرسوا للمذاكرة. ـ بابا انشغل بالنا عليك
النعر والرفس والتركة العصملِّية… بقلم آرا سوفاليان
ـ ماما هل أوصلك البابا صباح اليوم إلى الشغل؟
ـ نعم أوصلني وذهب إلى عمله
ـ لا يمكن لأن السامسونايت هنا وكذلك البورتابل… يجب ان يعود لأخذهما… انشغل بالنا عليه
ـ صحيح تذكرت هو الآن بصدد انجاز معاملة الماظوطاط… ادرسوا للمذاكرة.
ـ بابا انشغل بالنا عليك
ـ معكم حق فإن إنشغال البال على الانسان في سوريا هو على عدد الثواني وفي دول العالم المتطور مرة في العمر وفي دول العالم المتقدم ولا مرة بالمطلق.
ـ وضعنا لك السامسونايت والبورتابل خلف الباب
ـ شكراً رأيتهم ولكن دخلت لإلقاء التحية
ـ بابا اجلس معنا لقد وصينا على مناقيش وحسبنا حسابك
ـ لا استطيع لأني تأخرت حيث كنت أكثر من المسموح بكثير وبالنسبة لعزيمة الافطار فلقد أفطرت.
ـ ماذا أفطرت؟
ـ أفطرت وحسب، … الصوبيا لديكم تعمل على العيار الأدنى أرجو أن لا تعبثوا بها لكي لا تتسببوا بحريقة ، فأنا لست خائف على الماظوطاط ولا بد أنكم تدركون ذلك؟
ـ نعم بابا ندرك ذلك
ـ إلى اللقاء على الغذاء العشاء لا تحاولوا العبث بالساتالايت والتلفزيون لأنكم لن تتمكنوا من العثور على كلمة السر وأعتقد أن مذاكراتكم أهم من المسلسلات التركية التي أدت في وقت سابق إلى تخلفنا 400 سنة ولا بد أن الزمان يعيد نفسه.
ـ أين أنت؟
ـ تحت حزام الأمان
ـ آسفة لأني اتصلت في وقت غير مناسب… كيف تركت الأولاد
ـ في أحسن حال
ـ هل وضعت كلمة سر للرسيفر
ـ لا
ـ ولكنك وعدتني أن تفعل
ـ نعم وعدتك ولكنني لا أعرف كيف أفعل ذلك… ومن العبث البحث عن كاتالوك الريسيفر بين أغراضي الآن!!!
ـ أرسلت المراسل فأحضر لي كرواسان من عند بارفيه … اشتهيتك تفطر معي
ـ شكراً حبيبتي فلقد أفطرت
ـ أين أفطرت؟
ـ في المكان الذي ارسلتيني إليه
ـ آه نعم ماذا حدث بالنسبة لمعاملة الماظوطاط؟
ـ وصلت ولا يوجد موظفين على النافذة ووقفت بين الحشد وقبل أن يصل دوري علمت أن المطلوب طلب وتصوير هوية وأنواع المازوات التي يتم بها إتحاف المواطن السوري في كل مرة يدعى فيها إلى وليمة يدفع ثمنها من جيبه!!!
ـ وماذا حدث لك بعد ذلك
ـ أحضرت المطلوب وعدت لأكتشف بأنني صرت بعيداً جداً عن النافذة حسب الدور الجديد
ـ فهربت؟
ـ نعم هربت وقبل ذلك حاولت عمل مسيرة
ـ وماذا حدث؟
ـ اكتشفت أن كل الشباب رفاق ولم يتعاونوا معي بالمطلق، وشخص واحد لا يكفي لعمل مسيرة!!!
ـ طيب وكم معنا من الوقت قبل أن تتراجع الحكومة؟
ـ عن ماذا؟
ـ عن العطاء الممنوح من جيوب الشعب مع تحميل الناس مليار منيّة؟
ـ سألت ولكن لم أحصل على إجابة!!!
ـ طيب وماذا أفطرت؟
ـ تلقيت هذا السؤال من الأولاد ولم أجب!!!
ـ هل تحب أن تجبني الآن
ـ نعم
ـ ماذا أفطرت ؟؟؟
ـ أفطرت أمام شباك بلدية جرمانا الموقرة ألف رفسة وألف نعرة وألف شتيمة … وشبعت حتى التخمة.
ـ هل تريد أي شيء
ـ نعم اريد أن أشكرك
ـ على أي شيء؟
ـ على شيء واحد وهو أنكِ أنت المتصلة
ـ هل تسمح يا سيد.
ـ ألو… ألو … آرا أين ذهبت
ـ لم أذهب إلى أي مكان يا حبيبتي لأنه هو الذي جاء على دراجته النارية وأنا مضطر لتوديعك.
ـ حسناً ولكن إنتبه إلى نفسك
ـ هذا مستحيل في سوريا!!!
ـ بماذا أسمح يا سيد؟؟؟
ـ بأوراق السيارة
ـ لماذا يا سيد؟؟؟
ـ أنت تتحدث بالموبايل
ـ صحيح ولكنني متوقف وفي أقصى اليمين
ـ صحيح أيضاً ولكن الوقوف هنا ممنوع… سأكتبك أقل المخالفتين لتتحدث عن كرمنا نحن الشرطة
ـ في الواقع … في كل أرجاء سوريا ممنوع الوقوف … وعلينا أن نبحث عن مكان نصف فيه السيارة في الجانب الثاني من الحدود مع البلدان المجاورة.
ـ لا علاقة لي بذلك اسمح لي بالأوراق
ـ تفضل هذه هي الأوراق واكتب ما تريده
ـ حسناً سأفعل ولكن الأوراق ستبقى معي
ـ لتبقى معك يا سيدي (ما وقفت على الأوراق) هل تسمح لي بالذهاب
ـ لا تمهل قليلاً لأخذ ارومة المخالفة… أرى انك مستعجل جداً مع العلم أن التريث هو في مصلحتك؟؟؟
ـ نعم يا سيدي لقد عاكست مصلحتي فيما سبق فتريثت كثيراً وأخشى أن الوقت قد فات حيث أن التريث فوت عليَّ أن ارسل لحضرتك بطاقة معايدة من خلف البحار!!!
ـ بأي مناسبة؟
ـ بمناسبة يوم المرور العالمي.
ـ يا سيد مقبولة منك ولكن الأفضل أن آخذ قيمتها خرج ناشف
ـ لا يا سيد لأنه في اليوم الذي ستتلقاها عن جد بالطريقة التي سبق لي الإشارة إليها فستكون لا شك من مستحقيها وتكون البلد من مستحقيك لأنك ستفخر بها وتفخر بك، ولا بد أن يأتي هذا اليوم … ربما من أجل أولادنا إن هم قرروا التريث مثلنا.
ـ ألو
ـ نعم حبيبتي
ـ أين أنت الآن
ـ في مكاني أنتظر أرومة المخالفة
ـ هل تقصد أنه؟؟؟
ـ نعم حبيبتي فلقد استردت الدولة نصف منحة المازوت قبل تسليمها لمستحقيها.