تمضي وأنت مضنة الأوطان
تمضي وأنت مضنة الأوطان | ودريئة ذخرت لهذا الآن |
هذا هو الخطب الجل وهذه أدعى رزاياها إلى الأشجان |
|
عذرا إذا الم الثكول تولت | وفقيدها هو آثر الفتيان |
كانت مقلدة قلادة أنجم | زهر يزين نظامها قمران |
فتناثرت منها الكواكب وانطوى | قمر فكن عزاؤها فيا لثاني |
حتى إذا ما انقض جدد رزؤه | أرزاءها وقضى عل السلوان |
عودا بنا نعرض جهودا كرست | للمجد صرحا باذخ البنيان |
في عرضها عظة على تكرارها | تزكو وإتتك ملء كل جنان |
إني لأحضرها وقلبي سامع | عتبا تردده بغي لسان |
تلك المنى نثرت لهن دماؤكم | ومهرن بالأرواح والبدان |
ألمثل ما أفضت إليه حالكم | يا قوم من خلف ومن خذلان |
من ذا يرد على البلاد واهلها | عهد الوئام وقوة الإيمان |
زعماؤها متكافلون ونشئها | أجنادهم بالطوع واّعان |
العيش تكسوه المفاخر نضرة | والأرض تسفى بالنجيع القاني |
إن أطلقوا أو قيدوا إن أموا | أو شردوا حالاهم سيان |
وزماجر الإيعاد في أسماعهم | أشابه مطربة من الألحان |
حتى الإناث لم يكن من شأنها | خوض الغمار بجانب الذكران |
برزت إلى الساحات لا يعتاقها | خفر وهل خفر بدار هة ان |
ألجايات الورد رامت حظها | في كل مرمى من رصاص الجاني |
يا حسنها وبنانها مخضوبة | بجراح من تأسو من الشجعان |
في ذلك الزمن الكبير بما جرى | فيه وإن هو قل في الأزمان |
ذاق الطغاة مرارة الورد الذي شرعوا وساءت شرعة الطغيان |
|
وتبينوا خطر اللداد فلينوا | من جفوة الجبروت والسلطان |
ومشوا إلى زعماء مصر كما مشى | اقران مملكة إلى اقران |
ماذا بلوا من ظرف عدلي ومن | راي يدار ومن ثبات جنان |
يتساجلون وفي المساجلة الهدى | إذ تبرأ النيات من ادران |
ويروح عدلي ويغدو ساعيا | لبقا إلى الغايات في اطمئنان |
لم يعد أحكم خطة يختطها | فيما يباعد تارة ويداني |
إن ينقصم سبب يصله وإن يقع | خطل يذه بمقاطع البرهان |
إيمانه الوضاح نجم ثابت | في القطب والأفلاك في الدوران |
يقع اختلاط الراي غلا حيثما | يبدو سناه لمقلة الحيرا |
ما زال يدفع غاصبي أوطانه | حتى أدال الله للأوطان |
أما سريرته وسيرته فلم | تتخالفا في السر والإعلان |
لم يشهد الندمان عدليا إذا | رفع الوقار بمجلس الندمان |
كلا ولم ير في مقام رصانة | متكلما كتكلم النشوان |
كلا ولم تشغله ذات خلاعة | كلا ولم تفتنه بنت دنان |
أما شمائله ففي نفحاتها | عبق القرابة من أولي التيجان |
ولها حلى مما تلاحظه النهى | في اللوذعي العاطل المزدان |
آدابه آداب إنسان إذا | كملت معاني النبل في الإنسان |
يهدي ابتسامته على قدر فما | هو بالسخي بها ولا الضنان |
إن ابتسامات الوجوه كثيرة | درجاتها ولها لطاف معان |
وتبسط المعطي بها من نفسه | غير التبسط من عطاء بنان |
أخلاقه كملت مصفاة فما | شيبت بشائبة من النقصان |
يرعى كرامته ويحذر كل ما | يزري بجانبها الرفيع الشان |
واللطف باد والإباء ممثل | في شخصه المتأنق المتواني |
والحلم فيه سجية ملكية | فوق القلى والغل والعدوان |
من يغتفر لعدوه وصديقه | ذنبا فتلك نهاية الإحسان |
فليجمل الله العلي ثوابه | ويقره في خالدات جنان |