جرى حكم الحديد على النياق
جرى حكم الحديد على النياق | ودالت دولة الجرد العتاق |
سوى قلص تقلص في البوادي | وريضة تضمر للسباق |
ذخائر مؤذنات بانقراض | تذكرنا غوابرها البواقي |
لقد أخذت عليها الطرق نهب | نواعل بالحديد أو الطراق |
وخلت سير أسرعها بطيئا | ركائب كالسهام بالانطلاق |
ضوارب في العنان مسيرات | بأنفاس دوائب الاحتراق |
مزجاة بأجنحة غلاظ | تزف زفيف أجنحة رقاق |
أباح تناهب الآفاق عصر | أدال من الصوافن والمناقي |
فلم نذمم لها عهدا ولكن | قضى عهد جديد بالفراق |
وكان رؤية أولى ححبتنا | ببرء للقلوب وللحداق |
خلاصة هاشم في خير عقب | وصفوة من مضى في خير باق |
فحدث عن مزاياه الغوالي | وحدث عن سجاياه العتاق |
تأتى والعروبة في نشور | فجاء الباعثان على وفاق |
فتى حلو مذاق نداه سلما | ولكن بأسه مر المذاق |
حكيم ينشر الآراء نثرا | فتلفيها بديعة الانتساق |
ويغرب في فعائله فتأتي | روائع في التفرد والسباق |
لقد ألف المخاطر فهو يهفو | إليها ما وقت منها الأواقي |
فما يرتاض إلا مستثيرا | كوامنها على قدم وساق |
على متن ابن أعوج في فلاة | وفي أخرى على متن البراق |
يلاقي ما يهول الناس منها | وقد يلهو بأخطر ما يلاقي |
وبدلنا مطايا لا تجارى | من اللائي عجزن عن اللحاق |
وهل ترقى بلاد الله طرا | وشأن العرب يمكث غير راق |
سنحفظ من خلائق مورثينا | أمانة مجدهم أوفى خلاق |
ونهجر ما ألفناه اختيارا | إذا ما اعتاقنا أدنى اعتياق |
تقدمنا الذين تقدمتهم | بنا دهرا خطى العنس الدقاق |
فجابوا من عل قطبا فقطبا | لعلم يستفاد أو ارتفاق |
فإما أن نجلي في مداهم | وإما أن نسير مع الرفاق |
أتبصر من سماء الشرق طيرا | توافد في إئتلاف وائتلاق |
على السرب المطل اليوم منها | سلام من قلوب في اشتياق |
تلم بمصر حاملة إليها | جلالة فيصل ملك العراق |
فيا عجبا لها كيف استقلت | بمجد ماليء السبع الطباق |
تيمنا بمطلتعه وكنا | على ظمإ إلى هذا التلاقي |
فلم تزد المآقي إذ تجلت | على ما كان منها في المآقي |