أفراقا وأنت آخر باق
أفراقا وأنت آخر باق | من رفاق كانوا أبر الرفاق |
بنت عن جانب من القلب حي | خذ نصيبا من دمعي المهراق |
كم حبيبا أرثي أما لي شغل | غير تسويد هذه الأوراق |
من سقته النوى ثمالة كأس | قد سقتني النوى بكأس دهاق |
حلب أنجبتك وهي فخور | بفتاها الشهير في الآفاق |
السري الذي أصاب من العلياء | ما يبتغيه باستحقاق |
الزكي الفروع ممن نماهم | والذكي الأصول والأعراق |
النقي الضمير في كل حال | والرفيع الآداب والأخلاق |
رزئتك الفصحى على الرغم منها | فهي في وحشة وفي إطراق |
ولودت لك البقاء إلى غايته | لو وقى من الموت واق |
أيها الجهبذ الذي لم يفته | ما بها من جلائل ودقاق |
أيها الناقد الشفيق ولكن | ما به في الصواب من إشفاق |
أيها الناثر الذي لا يباهى | لفظه بالجلاء والإشراق |
وتحول الأفكار فيه فما تخطيء | معنى من المعاني الرقاق |
أيها الشاعر المقل ولو أكثر | لم يأت تاليا في السباق |
من تقليبك الحقائق هل كان | لوهم تصوغه من خلاق |
إن كنزا أنفقت منه لكنز | غير مستنفد على الإنفاق |
ليس بذل عن بسطة في الحجى | علما وخبرا كالبذل عن إملاق |
لغة الضاد كيف تنسى جناها | من أفانين فكرك الخلاق |
ثمرات من كل فن بديع | في حلي من كل لون راق |
فاظفر اليوم من بنيها ومنها | خالد الذكر بالجزاء الوفاق |
يا أحباءنا بدار تناءت | وهي منا مثابة الأشواق |
ما الأسى في الشهباء غير الأسى | وهي منا مثابة الأشواق |
نحن نبكي بكاءكم من حملتم | يوم تشييعه على الأعناق |
وبنا ما بقومه وذوي قرباه | من حسرة لهذا الفراق |
شاق أحداقنا ولكن سيبقى | من سواد القلوب في أحداق |