لم تقم العبرة في حادث
لم تقم العبرة في حادث | قيامها في موتك الفاجع |
بعد عثار من ذرى حالق | يقل أن يوسف بالرافع |
عثرت إذ نجمك عال وإذ | يخطو مجاريك خطى الظالع |
وإذ يرى أبعد مجد على | أدنى مدى من فكرك الواسع |
فنالك الغدر بألعوبة | لم يكن منها الحذر بالمانع |
وزارع الآمال في دهره | قد يحصد الخيبة كالزارع |
لشد ما يصدم وهم الفتى | بنكر ما يلقاه في الواقع |
قدرت إذ ضعت وما يقدر | المنفس بالحق سوى الضالع |
لا لصريع بيد خالها | مقيلة وهي يد الصارع |
مهد طول السجن في جسمه | للداء فاستعصى على الناجع |
فبان عن ربع شج موحش | قد كان أنسا لرثاء الراقع |
وعيلة أضحت مثالا لما | يغضى إليه نكد الطالع |
من غادة سالت غواش الدجى | بين حواشي صبحها الساطع |
وحذر الحزن أخاديده | سفعا بذاك الوضح الناصع |
ومن بنات نائحات بما | يذيب شجوا مهجة السامع |
أصبحن لا ينظرن من حسرة | شيئا بغير المحجر الدامع |
ومن وحيد ناعم ظفره | ليس لبؤس عنه من دافع |
ما ضر لو بلغه الدهر في | ظل أبه زمن اليافع |
فيا فقيدا سيلي ثأره | ملحقة المتبوع بالتابع |
جرعت في كأس مراراتها | أمر ما في الكأس للجارع |
ورحت مظلوما وما كنت إذ | حكمت بالباغي ولا الطامع |
قد أنجع الضيم ملوكا وما | كنت لغير الحق بالباضع |
ول وكلنا لأسى ليس بالمغني | ونوح ليس بالنافع |
أعذر من يبكي حبيبا مضى | وليس بعد اليوم بالراجع |