www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

صداع الكرة المزمن/احمد عدوان

0

لا أحب الكورة ولا أكرهها ولكن دوما أكره المشاكل والقلاقل وكل شئ يدعو الي الأستخفاف بالعقل وليس بأعتقادي الكورة أو المباريات او حتي الرياضة برمتها تدعو لذلك الأسفاف لأن الرياضة توحد الشعوب , لكن ما يحدث في الايام الراهنة يثير الغثيان عندما نجد المتعصبين هم من يحتلون المنصات والمدرجات ، ولم تعد الرياضة تتحلي باللياقة والذوق والأخلاق في هيمنة تلك الطائفة بل أصبحت مدعاة لاجترار السياسة الي الملاعب للتتدحرج بين أقدام لاعبي الفرق المتنافسة لتلقي بها في شباك الفتنة والكراهيه بين الشعوب

صداع الكرة المزمن

بقلم / أحمــــــد عدوان

لا أحب الكورة ولا أكرهها ولكن دوما أكره المشاكل والقلاقل وكل شئ يدعو الي الأستخفاف بالعقل وليس بأعتقادي الكورة أو المباريات او حتي الرياضة برمتها تدعو لذلك الأسفاف لأن الرياضة توحد الشعوب , لكن ما يحدث في الايام الراهنة يثير الغثيان عندما نجد المتعصبين هم من يحتلون المنصات والمدرجات ، ولم تعد الرياضة تتحلي باللياقة والذوق والأخلاق في هيمنة تلك الطائفة بل أصبحت مدعاة لاجترار السياسة الي الملاعب للتتدحرج بين أقدام لاعبي الفرق المتنافسة لتلقي بها في شباك الفتنة والكراهيه بين الشعوب .

والمتابع لكرة القدم والمراقب لأداء الفرق ومن ورائها هتاف الجماهير ، يجد العجب العجاب في مدي أستحواذ تلك المستديرة علي عقول الناس علي حساب القضايا الرئيسية والهامة التي تمس كيان الدول العربية بل أنقلب الحال لأن تصبح الكرة ساحة لأشتعال الحروب بين الشعوب العربية وخلق هوه كبيرة بين تلك الشعوب التي تربطها أواصر الدين والدم واللغة علي مدي القرون والتاريخ السابق .

وبعيدا عن صورة التحليل ما قبل المباراة وما بعدها تجد الجماهير تتأهب وكل علي حدي بالأعلام التي تمثل البلد لدرجة ان الاعلام ترسم علي الوجوه وتباع وكان النصيب الأكبر من الفرحة هم عامة الشعب والفقراء ولا أدري كيف لمن يشتكي نقص الخبز في بيته يشتري علم يفوق ثمنه عن الخمسين جنيه ، يبدو أننا نعيش في زمن عزت فيه الانتصارات، وكثرت فيه الانتكاسات، ولم يبقى أمام المحبطين واليائسين في مصر والجزائر إلا أن يراهنوا على الانتصار والتربع على عرش كرة القدم.

ويبدو أنه لم يعد للأعلام مهنة سوي في حشد تلك الشعوب نحو ما يمكن أن يجعل منهم كالنيام مغناطيسيا ولوي أعناقهم نحو قضايا هزيلة لا تدعو الا لأثارة البلبة والهاء تلك الشعوب الغارقة في الفقر والجهل عن المطالبة بحقوقهم وتلك صورة واقعية لا مواربة ولا جدال فيها ومن هنا أعتقد أن الأعلام العربي بكافة مستوياته هو عامل مؤثر في عقول المجتمعات العربية ويمكنه ان يقنع العوام من الناس بأمور ريادية أو كيفما أراد أذ فأين كان الاعلام العربي أثناء تلك النكسات التي مرت بنا .

ومن لا يصدق مدي جديه تأثير الأعلام في الناس يأتي ليجالس كما جالست أنا أحد المرتادين المقاهي التي تعج بها القاهرة لعاصر تلك الحماسة التي تعلو رؤس الجالسين ، والفرحة التي أفتقدناها في سنين النكسات المتوالية كما صرح لي أحد المتحمسين بها لينفس عن الكربات التي أصابته والتعاسه التي يعيش فيها من صور الهزائم الاجتماعية والسياسية والحياتية التي يعيشها أغلبهم .

تبقي هناك حاجة لدراسة ملحة لتأثير تلك المستديرة لتحشد تلك الالوف المؤلفة من الجماهير في مصر أو غيرها نشوة بالنصر ، في وقت كانت فيه غزة تغص بالدماء وكنا نشاهد المظاهرات الهزيلة التي لم ترقي الي تلك الدماء الطاهرة المستنزفة في فلسطين ، وليس غريبا أن نجد تلك المظاهرات تقمع من قبل السلطات في حين التخريب في مظاهرات المبارايات عمل مشروع لا ضرر ولا ضرار فيه وهنا تكمن المفارقة الكبري فمن يا تري الخاسر ومن الرابح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.