أدار العدل ما أنساك دهري
أدار العدل ما أنساك دهري | قضيت بساحتيك أعز عمري |
أعود إليك يوم أنفك أسري | كسار عاد في أنفاس فجر |
وما فارقت عن ملل وهجر | ولكن شاء ربك كل أمر |
وعدت إلى هداك أرد أمري | إلى الرأي الخليق بكل حر |
مررت بيت غيرك بين كر | وفر وسط أنواء وصر |
وفت بموطن سهل ووعر | سبيل الحق في سر وجهر |
فما لانت قناتي يوم عسري | ولا شذت طباعي يوم يسر |
وكنت كعهدك المسؤول أجري | على العدل المجرد بين غيري |
صبرت على بعدك جل صبري | كريم العيش في حلو ومر |
كريما رغم أعنات وقسر | عزيزا جانبي في كل طور |
وكم مرت ليال لست أدري | أنصر صبحها أم يوم قهر |
صمدت لصرفهن صمودا صخر | فكم سهم تكسر دون صدري |
سموت عن الصغار فصنت قدري | وأكثر ما رأيت رجال غدر |
لهم قلب البغي ووجه بكر | ومسموم الفعال ولفظ سحر |
تنسرت البغاث بأرض نسر | ودل الذئب في أرض الهزبر |
وشمر عن مداه كل غر | وطاول صاحب الماضي الأغر |
علوتهم بطبع ليس يجري | مع الأهواء من وكر لوكر |
سخرت بكل مشاء بهجر | فباء بخيبة ومرير خسر |
وإذ عصفت عواصفهم بشر | وقتنيها يد سبقت بخير |
جزت خيرا لخير يوم ضر | وألقت سترها أكرم بستر |
أفاء ظلاله في يوم حر | فباتت نارهم بردا بصدري |
شكرت الله يوم بلغت بري | رخي البال محمود المقر |
وما مثل القضاء مجال فخر | ولا مثل العدالة رمز طهر |