أقريء القوم سلامي واعتذاري
أقريء القوم سلامي واعتذاري | حجبتني علة في عقر داري |
عاودتني جارة السوء التي | فارقتني منذ أيام قصار |
أسرتني مرة ثانية | بعد ظني أنها فكت إساري |
إن تنل عابد شمس نارها | لا يدن بعد توليها بنار |
ما بجسمي من بقايا همتي | غير ضعف والتواء وانكسار |
بي وقر يشبه الشيء الذي | في أولي الجاه يسمى بالوقار |
كان لي بالأمس جأش رابط | فغدا ينكره اليوم دواري |
إنما دهري عنكم عاقني | فأنا القاعد لكن باضطرار |
لو بغير السعي أو موضعه | كان خطبي لم أؤخر باختياري |
يا أخي سركيس قل عني على | ملإ الناس لمصغ باعتبار |
أجدر الخلق بحمد من رعى | تاعسات الجد في النشء الصغار |
آل لطف الله ما زالوا على | عهدهم أهل المقامات الكبار |
يتبارون رجالا بالندى | ونساء ذلكم نعم التباري |
بارك الله لهم في مالهم | ووقاهم كل غبن وخسار |
وجزى بالخير من آزرهم | في المروءات من القوم الخيار |
شيد هذا المشغل الثبت على | نعم من ألطف الأيدي جوار |
حبذا القوم هنا من فتية | قد دعا البر فوفوا بابتدار |
وعقيلات بما يحسنه | زينة الدنيا وعمران الديار |
هكذا الفضل وفيتم أجره | وكفيتم معه كل عثار |
إنما الزوجان حيث ابتغيا | غاية الخير بعزم متبار |
كالندى في وحدة اللفظ له | معنيان اقتسما حسن الجوار |
فهو الجود به تبنى العلى | وهو القطر به ري الأوار |