لمصر سيوف في حديث جهادها
لمصر سيوف في حديث جهادها | حمت حوضها من أن يظل مهددا |
وطلعت حرب في المراداة دونها | أبى أن يذاد الورد عنها فأوردا |
أجل كان سيفا للحساب مجردا | ولم يك سيفا للضراب مجردا |
ينافح عن أرزاق مصر لأهلها | ومن صان حقا ما تعدى ولا اعتدى |
وما يمنع الجالين نفعا محللا | ولكنه يأبى على من تزيدا |
المصر بنى ما عز قبلا بناؤه | على مقدم جلد فأعلى ومددا |
بنى بنكها من مالها برجالها | وهيأ صرحا بعد صرح فشيدا |
معالم قامت واحدا تلو واحد | فكانت يدا ميمونة أعقبت يدا |
بها من جنى مصر ومن نسج كفها | كساها ولم يمدد غريب لها يدا |
وسير في البحر المحيط سفينها | فما كان أحلى عودهن وأحمدا |
وأطلق في الجو السحيق نسورها | تجوب فضاء الله مثنى وموحدا |
وأنشأ دورا للصناعات جمة | بها خير عهد للصناعات جددا |
وكم في سبيل العلم عبأ بعثة | وكم في سبيل الفن أنشأ معهدا |
ييسر أرزاقا ويرعى مرافقا | زكت مصدرا للعاملين وموردا |
ويولي بيوت العلم من نفحاته | ذرائع إصلاح لما الفقر أفسدا |
ويذكر للآداب عهدا فما يني | معينا لمن يعنى بهن ومنجدا |
مآثر ما دامت ستثني بما بها | على فضله الأوفى وتزري المفندا |