www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

الكل يغني على ليلاه/ فلسطين عبد الكريم

0

لقد استفزني وأثار حفيظتي ذلك المشهد المأساوي للطلبة الفلسطينيين الراغبين في السفر لاستكمال دراستهم في الخارج ، حيث كانوا ينتظرون بالمئات على معبر رفح البري كي يسمح لهم الجانب المصري بالعبور واجتياز الحدود الفلسطينية المصرية ، في أجواء البرد والمطر.

الكل يغني على ليلاه
 
بقلم- فلسطين عبد الكريم
 
لقد استفزني وأثار حفيظتي ذلك المشهد المأساوي للطلبة الفلسطينيين الراغبين في السفر لاستكمال دراستهم في الخارج ، حيث كانوا ينتظرون بالمئات على معبر رفح البري كي يسمح لهم الجانب المصري بالعبور واجتياز الحدود الفلسطينية المصرية ، في أجواء البرد والمطر.
 
حالة من الغضب تنتابك وتسيطر على كلماتك ، كيف لأي بشر مهما كان قدره أن يمنع هؤلاء من تحصيل دراستهم ؟ كانوا يناشدون بالسماح لهم باجتياز المعبر خوفا على مستقبلهم من الضياع ، ولم يكونوا يناشدون من أجل القيام برحلة إلى دول أوروبا وغيرها.
 
أمن المعقول أن هؤلاء الطلبة يمنعوا من السفر ، فيما تتسكع بعض القيادات في شوارع مصر وسوريا والكويت وغيرها من اجل توفير بعض الدولارات ، والحصول على الدعم المادي والسياسي من هنا وهناك ، وبالطبع فان قرشا واحدا من هذه الأموال لن تصل إلى اقل مواطن فلسطيني يعيش في غزة أو غيرها ، وإنما ستصادر فورا إلى جيوب من أصبحوا قادة ومسؤولين عن أبناء الشعب الفلسطيني وأصبحوا عالة كبرى على هذا الشعب .
 
لا يوجد لدي أدنى شك في أن من منحوا لأنفسهم لقب القيادة والمسؤولية على هذا الشعب المغلوب على أمره ، أنهم سبب المصائب والبلاء الكبير الذي يجتاح حياة المواطن حتى في عقر بيته ، ومن الغريب أن يمنح المسئول على إذن بمغادرة ارض الوطن ، فيما ينتظر المئات من الطلبة على معبر الذل والقهر .
 
لا يا سادة .. ليس على رأس أحدكم ريشة، ولكن على رؤوسكم جميعا العديد من المسؤوليات والمهام يجب أن تنفذوها ، وإلا عار عليكم ما يعيشه الشعب من قهر وظلم وإذلال ، ويجب أن يدرك كل من اخذ على عاتقه مسؤولية هذا الشعب أن يلبي احتياجاته وليس العكس .
 
استغرب كثيرا عندما يفقد الطلاب في غزة حقهم في استكمال دراستهم في الخارج .. فيما يخرج أصحاب البدل الفاخرة والأحذية المتلألئة ” إلى حد أنهم يفضلون  في أول يوم يقومون بارتدائها أن يستعرضوا بها عدة أمتار كي يعلم العالم كله أن هذا المسؤول قد ارتدى بدلة وحذاء جديدين … عفوا ( فهو لم يتعود على ارتداء هكذا بدلة وحذاء ناصع اللون ) .
 
رغم إنني لا أؤمن بوجود أي سيادة لنا على أي شيء في وطننا فلسطين … إلا أنني أؤكد يا سادة أن قيامكم بالسفر خارج ارض الوطن ليست مقدمة على مصلحة الشعب والأولى أن يترفع كل منكم عما يجول بخاطره من مصالح شخصية وذاتية بات شعبنا يدركها وخاصة معاناة أهل غزة التي تتفاقم يوما بعد يوم ، والتي لم يعد الاحتلال سببا رئيسيا فيها ، والإجابة هنا متروكة للجميع …
 
 ويجب أن يدرك كل مسؤول أعطى لنفسه هذا اللقب أن يدرك جيدا أنهم وجدوا لأجل هدف واحد وهو خدمة الشعب وتوفير متطلباته .. نعم خدمة هذا الشعب مثل الخادمة التي تخدم في بيت سيدها .
 
نعم إن الشعب مل السياسة التي يمارها الساسة ضد الشعب بعد أن تحكموا هؤلاء بمقاليد الحكم والقيادة ” وهم لم يكونوا شيئا يذكر قبل ذلك ولم تلدهم أمهاتهم وبأفواههم ملاعق من ذهب ” ولكنهم للأسف عاشوا على حساب الشعب ، وفضلوا الرقص على جثث الأحياء الأموات من أبناء شعبنا وكان أهل غزة هم من دفعوا الثمن غاليا ، كان الله في عونهم وصبرهم على ما ابتلاهم به ” …هو نعم المولى ونعم النصير. 
 
      

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.