يا حسنها حين تجلت على
يا حسنها حين تجلت على | عبادها في عزة لا ترام |
بين نجيمات بدت حولها | لها رفيف القطارت السجام |
تسقي عيون الناس شبه الندى | من نورها الصافي فتشفي الأوام |
كأنما الزهراء ما بينها | مليكة في موكب ذي نظام |
والقوم جاثون لدى حسنها | سجود حب صادق واحتشام |
مطهروا الايمان من شبهة | منزهو الصبوة عن كل ذام |
لا كافر منهم ولا ملحد | ولا جحود خافر للذمام |
ما أكرم الدين على أهله | إذا التقى فيه التقى والهيام |
وكان منهم رجل يعتلي | منصة نصت له من أمام |
شاعرهم وهو لسان الهدى | بينهم وهو عليهم إمام |
يسمعهم من وحيه منشدا | شعرا له في النفس فعل المدام |
فقال منهم رجل صالح | ثار به الشوق وجد الغرام |
يا شاعر الوحي ونور التقى | ألا لقاء قبل يوم الحمام |
قد برح الوجد بأكبادنا | حتى استطلنا العمر دون المرام |
نهفو إلى الزهراء شوقا فإن | جفت جفانا صفونا والسلام |
لقد تقضى خير ايامنا | ونحن نرجو ورضها حرام |
إذا اتى الليل سهرنا لها | بأعين مفتونة لا تنام |
وإن أتى الصبح دعونا با | يخفى وشيكا ويعودا لظلام |
ألم يحن والعهد قد طال أن | تنجز وعد الملهمين الكرم |
فتتراءى بشرا مثلنا | وتتولى ملكها في النام |
فرفع الشاعر أبصاره | إلى العلى ثم جثا ثم قام |
واستنزل الوحي فخطت له | آية نور فتولى الكلام |
وقال منقرب منكم لها | عدة شهرين وصلى وصام |
ابصرها إنسية تنجلي | في المعبد الكبر يوم الختام |
فانصرف القوم وباتوا وهم | بما به الشاعر اوصى قيام |
يرتقبون الموعدالمرتجى | لذلك الأمر العجاب الجسام |
حتى إذا وقت التجلي أتى | وضاق بالأشهاد رحب المقام |
وانتشر القوم صغار البنى | بين سواريه الطوال الضخام |
وأوشكت اثبت اركانه | تميد مما اشتد فيه الزحام |
دوت زواياه بإنشادهم | وعقد التبخير شبه الغمام |
وشحب النور كأن قد عرا | من غيره شمس الأصيل السقام |
فلاح برق خاطف بغتة | وانشق ستر عن مثال مقام |
عن غادةم اثلة بالجسم في | أبدع رسم للجمال التمام |
منحوتة في الصخر لكنها | تكاد تحيي باليات العظام |
لا روح فيها غير غيماضة | من جانب الإعجاز فيها تشام |
لحاظها ترمي سهام الهوى | ووجهها ينشر آي السلام |
وصدرها أفق بدا كوكب | فيه كأن النور منه اتبسام |
تلك هي الزهراء لاحت لهم | والكوكب البادي عليها وسام |