أخا الحزم نبئني أفارقت عن حزم
أخا الحزم نبئني أفارقت عن حزم | مكانتك الشماء من منصب الحك |
وقد كنت ذاك العادل الفاضل الذي | عفا أو جفا لم يقض الأعلى الظلم |
أجدك بعد الفصل في الناس تبتغي | مقاما وماذا بعد منزلة النجم |
ألا إنها العلياء في النفس كنهها | وما هي في دست ولا في اشتهار اسم |
فإن طهرت نفس فما الفخر ظاهرابفخر وليس الجاه خيرا من العدم |
|
ونيل الاماني كلها دون هفوة | يسوء بها قاض مسوءا بلا جرم |
على أنها الاحداث تعرض للنهى | فتخفي ضياء الحق عن ثاقب الحلم |
إذا المرء لم يمنح شهادة ما اختفى | وأمنا من البلوى وتما من العلم |
فقد يخطيء الحق الصريح إذا قضى | ويأخذ بالاثم البريء من الإثم |
رحت سماء للقضاء إذا صفت | فأحيت فقد ترمي بمردية الرم |
وآثرت ميدان المحاماة دونها | مجالا رحيبا للمروءة والعزم |
ففي كل يوم أنت صانع رحمة | وفي كل يوم غانم أجر ذي غرم |
ومتهم في غفلة العدل واقف | من الموت بين الامر والخشب البك |
نهضت لدفع الويل عنهي همة | هي الوثب في الارياح والوقر في الشم |
وناضلت عنه مستجيرا ملاينا | شفيعا ضليعا نافي الريب بالجزم |
بزارة رئبال وتطريب ساجع | وعطفة مهتز ولهفة مهتم |
ورقة محتال وشدة مفحم | ينسم عن روض ويغدق عن يم |
وتقليب شبه البرق وريا ورونقا | من الرأي في أدجى من السحب الدهم |
فلم يلبث المنكود حتى تحولت | به حالة من حرب دهر الى سلم |
لو الناس أرقى فطنة وسليقة | لما كان من قاض ولا كان من خصم |
فأما وهم ما قد عهدت ولم تزل | بهم حاجة الأفراس للسرج واللجم |
فإن ولي الذود عنهم لجهلهم | أحب إلى الرحمن من موقع الحكم |
عود من الصعيد الى حضرة الفاضلة مدام شاسينه قرينة مدير دار الآثار الفرنساوية بمصر . وقد عادت من رحلة لها في الصعيد تفقدت فيها بعض الاثار القبطية إبان اشتداد الحر في تلك الأرجاء . |