www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

سرب البط… بقلم شذر مذر

0

في الطريق الذي ينتشلك من الفحامة التي عصفت بها العرقلة المرورية المميته لأن الجهابذة قرروا خرق دوار كفرسوسة واتحافه بنفق او تحويلة أو جسر…

سرب البط… بقلم شذر مذر
في الطريق الذي ينتشلك من الفحامة التي عصفت بها العرقلة المرورية المميته لأن الجهابذة قرروا خرق دوار كفرسوسة واتحافه بنفق او تحويلة أو جسر… ولأن مثل هذه الحالة تحدث في كل مرة يضرب العوز فيها جيوب المتعهدين والجيوب الملحقة بجيوب المتعهدين وبجيوبهم الأنفية، يتم اختراع تفتيقة للهف مئات الملايين من نذور وأضاحي ومدخرات الشعب المعتر وتكون التفتيقة على شكل عطاء هندسي طرقي مروري لأحد المتعهدين ويتعلق بأمر تم تأجيله من قبل وعن عمد، لجني منفعة لاحقة مستقبلية وتكون على الأغلب هذه المهمة التي ستضاف إلى عجائب الدنيا السبعة غير مهمة على الإطلاق، والبرهان على هذا الكلام هو دوار باب مصلى وهو الأكثر حاجة لهذا العمل الجلل، حيث الأقربون أولى بالمعروف، والمصيبة التي سيتم إيجاد الترياق لها في دوار كفرسوسة يوجد قبلها مصيبة أفدح في دوار باب مصلى!!!
 ويتم تعتير الناس وفشكلة الطرقات وتتأذى العباد ويتضرر العتاد، ويتشرشح الدوام والأوقات بلا مسوغات ولا مبررات،  ويتم هدر الزيوت والشحوم والمحروقات.
كنت انهض قبل ساعة لتوصيل بنت عمي إلى وظيفتها فصرنا نستيقظ قبل ساعة ونصف لأن تأخير العباد وشنططة المخلوقات لا يحسب لهما أي حساب في خطط جهابذة الحل والربط في بلدنا بسبب الطلب المتزايد على أكلة اللسانات مع البقدونس وفرمة البصل وبرشة الليمون ولفحة الملح مع الفلفل الأسود والأبيض وتنسيمة البندورة والشطّة ورقاقة المخلل المخرّط!
وانتشلنا الطريق الذاهب من الفحامة والنازل في الكتّة القوية التي توصلك إلى طريق درعا وهناك مفرق دائري ثاني على اليمين يصعد بك إلى المحلق الجنوبي… وفي هذا السهل بالذات حيث جرت معركة مرج دابق وبعد الكتّه وتكون السيارة في حالة تسارع بسبب الجاذبية الأرضية (بعد السلام على نيوتن وتفاحته الحمراء) ويندهش السائق بوجود مصور يقف قبل كل الأعمدة التي سيرد ذكرها تباعاً وهي الآتية:
1 ـ عمود الشاخصة الحضارية التي تحدد السرعة الواجب التقيد بها وهي هنا 60 كم/سا
2 ـ عمود  الشاخصة البرتقالية التي تحذر بأن الشارع مراقب بالرادار
3 ـ العمود الموجه والذي يعطي أمر التصوير المسبق للكاميرا
4 ـ  ثم تأتي بعد ذلك الكاميرا المنصوبة في أعلى العمود الحامل لها، والتي لا بد أنها معطلة أو جرى تعطيلها لتمكين الكمين ( وهو الرجل الذي يحمل كاميرا والموضوع في مكان هو جغرافياً قبل هذه الأعمدة الأربعة… لتمكينه من مباشرة فعل الأذى … وبالطبع لا يمكن لهذا الرجل  المرتدي للبدلة السوداء وحزام الفوسفور الأخضر… والواقف قبل … قبل الشاخصة الأولى الشديدة الأهمية … لا يمكن أن يقف حيث يقف إلا بأمر من رؤسائه أما مخالفته لهذا الأمر إذا كانت مبادرة ذاتية عن طريق الوقوف قبلاً فهو احتمال وارد ولكنه يتناهى إلى الصفر، لأنه لا مصلحة له بالفريسة ولا بالصيد ولا يتقاضى عمولة على اللقطة ـ لقطة الأذى ـ).
 صاحبنا المتوقف قبل شارة التحذير بكثير وبيده المباركة…كاميرا… رفعها أول مرة في مواجهتي فابتسمت غريزياً وهذا هو ما أفعله عادة أمام كل الكاميرات ثم عبست لأن المسألة لا تتعلق بالصور التذكارية بل بصورة  تكلّف 7 آلاف ليرة مع توقيف وسجن وضياع نقاط فنظرت إلى عداد السرعة في السيارة بعد أن استعدت ابتسامتي وقطعة الجبنة بالانكليزية فرأيت المؤشر يشير إلى إشارتين أو ثلاثة من عشرة بعد الستين، ورأيت الرجل يخفض يديه دون أن انتبه إلى أنه قد صور بمعنى (قدح) أم لم يقدح؟؟؟
وبعد قليل وصلت إلى الشاخصة التي تقول أن حدود السرعة 60 كم/سا فجننت… وفكرت بالأمر وفهمت الملعوب المتعمد… والملعوب المتعمد هو الوقوف قبل لافتة التنبيه إلى حدود السرعة التي يجب التقيد بها والتي جاءت  بعد بيكاسو الواقف وليس قبله.
فجاء هو أولاً ويفترض أن تكون شاخصة التنبيه أولاً فجعلها بوقوفه ثانياً … لتأتي الشاخصة البرتقالية التي تحوي التهديد المبطن ثالثاً  و العمود الذي يعطي الأمر للكاميرا رابعاً، و الكميرا المحمولة على عمود والمتموضعة في علبة لها نوافذ بللورية مستديرة تذكرنا بصندوق الدنيا وأفلام علاء الدين في ايام العيد لتأتي في الترتيب الذي يحمل التعداد خامساً،والتي كانت معطلة أو تم تعطيلها لإنجاح مهمة الأذى التي تم ايكالها إلى حامل الكاميرا اليدوية.
وعندما أدركت اللعبة ركنت السيارة على اليمين ونزلت وسلّمت على الرجل فلم يردْ… قلت له هل صورتني أم لا؟ فلم يرد أيضاً … قلت له كانت عيناي مغمضتين؟؟؟ وأغمضت له عيناي في محاولة لإضحاكه فقال وبعبوس أشد: بعد 7 ايام ستعرف النتيجة … قلت له: ألا تعتقد معي أنك واقف هنا عمداً وفي المكان الخطأ… أي قبل شاخصة التحذير؟؟؟… لأن التحذير يجب ان يكون أولاً… أي قبل المكان الذي باركتموه بوقوفكم … ليعرف السائق حدود السرعة التي يجب عليه أن يتقيد بها قبل أن يتم إمتاعه بلقطتكم المباركة، أما وضع شاخصة حدود السرعة بعد ظهركم فهذا كمين ممجوج ولعبة معروفة لا يتوقعها السائق المواطن وينكرها تماماً إذا كانت من فعل القائمين على بسط القانون والنظام ؟؟؟ أليس كذلك؟؟؟ فقال لي : لا علاقة لي بذلك !!!
قلت له: لا أستطيع تحديد علاقتك بذلك أو نفيها أما وقوفك مع كاميرتك قبل شاخصة تحديد السرعة وليس بعدها فهو الغدر بعينه… لأنك ستصطاد أبرياء على فعلة سيتم تنبيههم عليها بعد إمتاعهم بوجود شخصك الكريم عن طريق وقوفك قبل شارة التحذير وليس بعدها!!! وطريقتك تشبه حقل ألغام مع لافتة تحذير موضوعة بعد الحقل بحيث لن يراها المخالف إلا بعد دخوله في الحقل أليس كذلك؟؟؟
انظر إلى شاخصة تحديد السرعة فهي خلفك حتى اللحظة وهي مثبته بالأسمنت وانظر أمامك حيث لا يوجد شيء وعندما نصل إلى منطقة تحديد السرعة فكيف يمكننا تحديد السرعة المطلوب التقيد بها وليس في السيارة لا رمل ولا ودع ولا مندل؟؟؟
ونظر الرجل باتجاهي نظرة شذراء مذراء تمنى فيها أ ن يمزقني شذر مذر لولا أنه اكتشف أني أطول وأضخم منه بثلاثة مرات… فقلت له: ليس لك ذنب إلاَّ فيما يتعلق بمنطقة الوقوف فإذا كنت شريفاً فعليك أن تقف بعد شاخصة حدود السرعة لأن تنظيم المرور في مجمله هو أوامر على الطريق يتم توزيع هذه الأوامر بالشاخصات، واذا كان هذا الاجراء مستحيل حسب خبرتنا السابقة والطويلة جداً مع سلككم الموقر…فالحل هو نقل شاخصة حدود السرعة من مكانها وزرعها أولاً… وبقاء شخصك الكريم في هذه النقطة بالتحديد دون أن تتزحزح قيد شعرة لتأتي ثانياً!!!
 فقال لي: اتركنا نعمل قبل أن يأتي الضابط فتسبب لنا بعقوبة… قلت له: سأتركك وأعود مع سرب البط وسأمد يدي بالتحية من النافذة فانتظرني.
وكانت الدورة طويلة جداً وعدت وأنا أشعل الفلاشر وخلفي سرب البط وهو حشد من السيارات أشرت لهم بيدي إن ابقوا خلفي… ابقوا خلفي … وسرنا جميعاً وأنا في المقدمة وسرعتي 40 كم/سا ووصلنا إلى الرجل فانحرفت صوبه ورفعت يدي بإلقاء التحية وقلت له: هذا هو سرب البط الذي وعدتك به وكلنا على السرعة 40كم/سا وهذه هي هديتي الصباحية لك كل يوم حتى تُعلم رؤسائك أن وقف شخصكم الموقر يجب أن يكون بعد شارة تحديد السرعة والتي مكتوب عليها وبالرقعي أن حدود السرعة هي 60 كم/سا وليس قبلها!!!
ويجب أن يطالعها السائق أولاً وقبل ان يطالع شخصك الكريم مع ترك مسافة كافية … أو أن يطلب من حضرتك أن تقف في مكان آخر غير هذا والأفضل أن يكون في الخلاء حيث لا يمكنك أنت ومن أمرك بالوقوف الخاطئ أن تباشرا بتقديم الأذى للناس لأن في أذيتك المتعمدة غرامة فادحة وسجن وخسارة نقاط وهذا ظلم لا يقبل به من أناط هذه المهمة برؤسائك ثم بك!!!
 
(وقل لرؤسائك أن من يسعى لتقليد الدول المتحضرة دون إيجاد المقومات والركائز الصحيحة سيؤدي بالبلد وبالناس إلى عكس النتائج المرجوة… إذا كان العمل اللهم ناجم عن نقص الدراية وليس متعمداً وهذا مستبعد كثيراً بسبب خبرتنا الطويلة السابقة)… بمعنى من يريد المتاجرة بالجِمال يجب أن يرفع سقف باب بيته، فأنا كسائق لا تفيدني شاخصة تأتي بعد كاميرتكم المبجلة لأن مكانها قبل … قبل … قبل… وهذا ما يؤيده الطفل الرضيع ويفهمه تماما!!! فكيف سيستوي الأمر وزبائنكم من الأطباء والمهندسين والمعلمات والمعلمين والمدراء والموظفين وأساتذة الجامعة وأنتم تصرّون على إجمالهم بمسمى السائقين وكلنا بنظركم سائقي تكسي.
ويرجى ممن يشكك في كلامنا أن يذهب لمعاينة المكان ونقطة وقوف الفنان العالمي بيكاسو وكاميرته المتموضعة  وبفعل فاعل أو فاعلين أو أكثر… متموضعة قبلاً و عمداً لكي تنتفي الحاجة إلى الشاخصة التي ستأتي بعداً فينفذ الخازوق بالناس وأهلاً وسهلاً، علماً بأن هذا الوضع يتكرر كثيراً وفي مناطق وشوارع متعددة، وقد تمت معاينة النقطة المشار اليها يومياً وفي حوالى الساعة التاسعة صباحاً خلال ستة أيام تبدأ من يوم السبت الواقع في 13 شباط 2010 دون تغيير يذكر في الكمين المشار اليه سوى ابتعاد بيكاسو وكاميرته أكثر فأكثر عن شاخصة التنبيه الواقعة خلف ظهره أي بعده وكل يوم بأمتار أكثر عن اليوم الذي يليه.
وسلام حار إلى الجهابذة الذين انيطت بهم مهمة تطوير هذا البلد!!! سلام حار إليهم جميعاً من جموع أسراب البط!!!
شذر مذر
Chazarmazar@gmail.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.