من لعان هواك يصرعه
من لعان هواك يصرعه | حين يغشاه منك ما يغشى |
رابط الجأس في الخطوب فإن | تعرضي ليس رابطا جأشا |
يا مهاة في العين أنشأها | بهجة للعيون من أنشا |
إن بي لوعة مبرحة | سرها ما حييت لن يفشى |
غير دمع إذا جرى فنحا | نحو قلبي حسسته شا |
قبلة منك منتهى أملي | لا ومن كل عابد يخشى |
مئة بل قليلة مئة | كره الله قائلا غشا |
ألف ألف ولست أحسبها | آخر الدهر تبرد الأحشا |
إن يقولوا فحش فلست أرى | أن في صادق الهوى فحشا |
لم أنم ليلتي ولم أر لي | راحة أو أفارق الفرشا |
فالتمت الخلاء أخبط في | سحرة عاد طيرها أعشى |
إذ أرق الدجى عبوسته | وإذ الفجر هم أو بشا |
أبتغي وحشة الأنيس وما | أنكر القفر آنس الوحشا |
ممعنا في الفرار من ألم | مستبيح جوانحي نهشا |
فإذا روضة تكشف لي | عن محيا إلي قد هشا |
هب غريدها يجول بها | دائب السعي بانيا عشا |
منه في الأيك ناظم لبق | كر شدوا وساجع أنشا |
سرحها قد زكا وسندسها | أبدع الوشي فيه من وشى |
برعت تحلياتها صورا | وزهت تحشياتها نقشا |
روضة زرتها وفي جوى | كاللظى في الهشيم أو أمشى |
خلت فيها لي الشفاء فما | عدت إلا والداء بي أفشى |
كيف حالي وفي دمي لهب | إذ أرى نبتها وقد رشا |
فبعيني حديقة رويت | وبقلبي حشاشة عطشى |