فتن النار إذا ما أذهبت
فتن النار إذا ما أذهبت | في أفانين الأذى يأبين حصرا |
ومن الممتع فوق المشتهى | بدع جاء بها التنويع تترى |
هذه قنطرة شاهقة | غار منها جانب في الماء طمرا |
ذاك صرح جردت أطلاله | من حلي كن ملء العين سبرا |
تلك من عهد عهيد دوحة | ظل يسقيها سحاب العفو ثرا |
عقدت أغصانها تاج سنى | وخبت بين مدلاة وكسرى |
ثم حول وجهة الطرف تجد | صورا أسوغ في النفس وأمرى |
نمر من فرط ما حاق به | دار آنا في مدار ثم خرا |
سال من فكيه دامي زبد | حين مس الأرض نشت منه حرى |
فهد غاب كسرت شرته | صار كالهر وما يرهب فأر |
وعل من شدة البرح ارتمى | ببقايا روقه ينطح صخرا |
ورل أفلت من جحر فلم | يلف من شيء سوى الرمضاء جحرا |
قنفذ أوقد من أشواكه | شكة لاحت بها الألوان كثرا |
عقرب شالت زبانى رأسها | والذنابى عجلت خلجا وأبرا |
شبه برق لاح للطرف ولم | يك إلا أفعوانا مسجهرا |
صور لم يدر آيات سنى | أم خشاش حية تسجر سجرا |
وسوى ذلك كم من منظلا | لابس الوهم به الحق فغرا |
كم مهاة من دخان ألفيت | وهي تستعدي على فيل هزبرا |
كم سبنتى حنق أقرضه | ضرم نابا به يسطو وظفرا |
كم غراب قد تبدى واقعا | كشهاب وتردى مصمقرا |
كم عقاب درجت فانضرجت | بغتة تقتنص البازي حرا |
كم سحاب من هباء ساطع | أشبه المزنة إيماضا وقطرا |