www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

سيدي أنا الواوي … بقلم: آرا سوفاليان

0

قال لي سيدي …أنا الواوي، فأجبته وأنا الثعلب قال لي سيدي أنا أعمل في الجبال فأجبته وأنا أعمل في السهول قال لي سيدي أنا من سرغايا فأجبته وأنا من دمشق قال لي سيدي أنا متزوج وعندي طفل عمره ثلاثة أيام قلت له أنا غير متزوج، فأطرق واجماً وقد إغرورقت عيناه بالدموع قلت له كنت تتعمدني عندما رميت الكبل الفولاذي بإتجاهي قال نعم قلت له تحدث فأنا أصغي اليك.

سيدي أنا الواوي … بقلم: آرا  سوفاليان

قال لي سيدي …أنا الواوي، فأجبته وأنا الثعلب قال لي سيدي أنا أعمل في الجبال فأجبته وأنا أعمل في السهول قال لي سيدي أنا من سرغايا فأجبته وأنا من دمشق قال لي سيدي أنا متزوج وعندي طفل عمره ثلاثة أيام قلت له أنا غير متزوج، فأطرق واجماً وقد إغرورقت عيناه بالدموع قلت له كنت تتعمدني عندما رميت الكبل الفولاذي بإتجاهي قال نعم قلت له تحدث فأنا أصغي اليك.

تعود هذه القصة الى العام 1982 وقد مضت على أحداثها ثلاث وعشرون سنة…ونسيتها ثم تذكرتها اليوم لأكتشف حقيقة مرة عن نفسي أعرفها تماماً  ومنذ الطفولة وهي الشجاعة الى درجة التهوّر.

تحددت مدة خدمة العلم بالنسبة للجامعين الذين أدوا فترة التدريب الجامعي بسنتين وخدمت سنتين وشهرين وإثنان وعشرون يوماً بعد تخرجي من كلية الإقتصاد والتجارة فرع المحاسبة وأمضيت النصف الثاني من هذه المدة في نادي الرماية المجاور لمدرسة السياقة العسكرية في الديماس .

تدبرت موضوع نقلي والتحقت بالنادي لأرتاح من العناء والسفر وأشجان النصف الأول من خدمتي وندمت لأنني لم أعرف الراحة مطلقاً وأذكر انني ناوبت لمدة شهر ونصف لم يتوقف فيها الهاتف في غرفة الضابط المناوب عن ازعاجي ليل نهار حيث كان عامل المقسم يغط في ثبات عميق وخط الهاتف متصل مباشرة بغرفة الضابط المناوب…وكانت تحدث مفاجأة تلو الأخرى وبوتيرة متصاعدة لأن النادي مهم ومخصص للضباط الأمراء…وكان ذنبي الوحيد أنني وحيد وبدون شريك لأن شريكي تم تسريحه قبل تأمين البديل وبأمر داخلي تم تسليمي مسألة المناوبة كمناوب وحيد لمدة 45 يوم دون توقف ليلاً نهاراً فقط بالإضافة الى مهامي الأخرى وهي مدير المسبح ضابط الإطعام محاسب الإمداد ورئيس الفرقة الموسيقية الغربية في النادي ثم رئيس الفرقة الموسيقية الشرقية في النادي بسبب تسريح رئيسها أيضاً دون تأمين البديل ومنسق حفلات النادي ومدير الحدائق ثم المسؤول عن أمن ونظام حدائق الألعاب الكهربائية المكتظة بأولاد السادة الضباط وضيوفهم وضيوف ابنائهم  ثم المسؤول عن هندسة ديكور القاعة الشتوية ثم الصيفية ثم المسؤول عن تنظيم العزائم المتعلقة بضباط وعناصر الأمم المتحدة كل يوم أحد بسبب إجادتي للفرنسية والإنكليزية، وعملت في التمريض والإسعاف ونقلت بعض المرضى الى المستشفيات القريبة وخاصة جرحى الحوادث المرورية وما أكثرهم في تلك المنطقة التي كنت امشطها صعوداً وهبوطاً اربعة مرات في اليوم الواحد وأحياناً أكثر…مستفيداً من وضعي كعسكري ويقود سيارة عسكرية وبالتالي لا يمكن توقيفي في المشافي في تلك الأيام التي كان لا يجرؤ الإنسان فيها على إسعاف أحد لأن العاقبة معروفة وهي التوقيف أي توقيف المسعف حتى يحضر المتسبب الرئيسي أو يتم إعتقاله وقد أدى هذا القانون الإنكشاري الى إزهاق ارواح الكثيرين من جرحى الحوادث المرورية وتركهم في الشوارع ينزفون حتى الموت بسبب عدم وجود مسعف وكانت مشكلتي في النادي مؤلفة من شقين.

الأول: وهو السهل حيث لم يكن هناك من يجرؤ على ايذائي لأسباب عرفها الجميع بشكل مبكر جداً.

والثاني: وهو اني محسوب على من جعلني استفيد من الشق الأول وبالتالي فأنا تحت المجهر وممنوع من الخطأ وممنوع من الصرف وممنوع من الإجازات وممنوع عن النوم وممنوع من المزايا تحت طائلة إظهاري بمظهر الإنسان العقوق تجاه من اعتبرني صديقه ونقلني… فكاد الوفاء أن يزهق روحي.

وفي اول مناوبة لي تم استقبالي على الشكل الآتي:

في الناحية الجنوبية للنادي كانت هناك بقعة من الأرض تتبعثر فيها بعض الروافع وبعض المحركات التالفة وكابلات قطر الكمائن المعطلة وأخشاب مسودة تشكل بعض الحواجز والتراب المتسخ ببقايا الزيوت والشحوم المعدنية وبضعة سيارات غير متجانسة منها الجيب واز والفولكس البيك آب والفولكس الصالون والزيل والكراز الضخمة المخصصة لنقل الأحصنة فلقد كان في النادي اسطبلات ومضمار سباقات للفروسية كنت ايضاً مسؤولاً عنه يعاونني في ذلك مهندسين زراعيين وبضعة عناصر.

دخلت غرفة الضابط المناوب لأضع بعض المتاع فكان الهاتف الرمادي يرن بدون توقف فرفعت السماعة ليتناهى إليّ صوت تخاله قادم من أعماق المحيطات مع أن صاحبه يحاول جاهداً التحدث بصوت عال.

– غرفة الضابط المناوب

– ماذا تريد

– سيدي لقد نشبت معركة بين السائقين في المرآب الجنوبي…ومعظمهم يحمل سكين على الأقل

– من أنت

– محمد حاجب سيادة العميد

– أنا قادم

قادم ولكن الى أين وأنا لا أعرف الطريق للذهاب الى المرآب ولا أعرف المرآب أصلاً…وسألت وأخذت معي بعض العناصر…ووصلت فكانت معركة حامية الوطيس حيث لم يبق سائق إلاّ وشارك فيها وقفت اصرخ بالجميع فلم يهتم لي أحد كانوا يضربون بعضهم بالجنازير وبيد الكريكو والمنويل ومفتاح الرنش ورأيت رؤوس مشجوجة والدماء تسيل فأغلب الإصابات في الرأس فبدأت بالشتم ولم يهتم أحد فوقف عنصر من الذين أحضرتهم معي وقال بصوت عال : عيب يا شباب هادا الضابط المناوب…فلم يهتم أحد فجذبني نفس العنصر من يدي وقال لي سيدي هدول الشوفيرية من ارزل خلق الله … عيفون هلق بوقفوا القتالة وبعدا ببوسوا شوارب بعض وببركو بيشربو شاي.

قلت له انت حلبي قال نعم … سألته ما في ارمن عندكون بحلب… قال لي خيرات الله …وتقدمت وأقحمت نفسي في المعمعة وأمسكت الزعيم وكان ديري فأمسك بكلتا يداي ودفعهما باتجاه الأرض فكدت اسقط على الأرض فأسرعت الى الديري وصفعته على وجه فصدر صوت أحال المكان الى صمت القبور ورأيت شيء يسقط من الأعلى باتجاهي فتحاشيته بالغريزة وكان كبل فولاذي يصلح لقطر دبابة احتكت نهايته بساعدي الأيسر وكانت تخرج منه نثرات فولاذية حادة تسببت في تمزيق قميصي وخدش ساعدي الأيسر وإدماء الناحية المخدوشة.

قلت الرجولة والجبن شيئان لا يجتمعان فمن هو الذي رمى الكبل…قال أحدهم سيدي ما كانو قاصدينك…قلت ليتقدم الذي رمى الكبل وأنا أعاهدكم بأني سأعفوا عنه…ولم يتقدم أحد…قلت لهم ستندمون لهذا الاختيار.

اصطحبت الحلبي ليدلني على مكتب سيادة العميد …فقال لي سيدي قلت لك عيفون هدول ارزل خلق الله فلم تسمع لي…قلت سألتك إن كان في حلب ارمن…قال لي وما علاقة هذا بذاك…قلت له هل رأيت بينهم جبان…قال لا والله…قلت له في اول مناوبة لي يستقبلوني بهذا الترحاب وانت تريد ان أعيفهم حتى أبقى مذلولاً حتى آخر يوم في عسكريتي سأريك ماذا سأفعل بهم.

فوجئت بمجند يتبعنا وأقترب مني وحدثني بالأرمينية فعرفت انه ارمني من حلب وعاتبني لأني تدخلت وقال لي لم يسبق أن تدخل أحد بالسائقين وأنت جديد ولا تعرف البروتوكول هنا قلت له أنا أحضرت بروتوكولي معي…وسألته عن سبب المشاجرة فقال لي هناك قسم من السائقين تم تسريحهم وعليهم تسليم مهماتهم في مدرسة السياقة العسكرية لأننا لا نملك ذاتية مستقلة هنا في النادي وبعد ان ذهبوا تبين أن هناك أشياء في عهدتهم سبق لهم التوقيع على استلامها دون ان يستلموها وطلب منهم تسليمها او التغرم بثمنها فعادوا الى المرآب ليسرقوها … وهي على الغالب عدة وكريكو ومفاتيح جنط ودواليب وجنوطة.

قلت له لم أراك في المعركة…قال لي أنا مكنسيان ولست سائق…وحضرت نهاية المعركة فقط…قلت له من رمى عليّ الكبل الفولاذي…قال لي لا أعرف…قلت له إنصرف إذاً فأنا لم أدعوك الى مرافقتي…فمضى.

ودخلنا مكتب السيد العميد مدير النادي فلم نجد أحد فأرسلت الحلبي للبحث عن الحاجب محمد فأحضره فطلبت من الحلبي المغادرة وبقينا أنا ومحمد في مكتب سيادة العميد…قلت له إتصل حالاً بسيادة العميد قال لي هذا غير ممكن لأن سيادته ينام متأخراً ولا يجرؤ أحداً على ايقاظه في مثل هذه الساعة المبكرة.

فرفعت السماعة من على طاولة المكتب فرد عامل المقسم فقلت له رقم منزل سيادة العميد…وكان يمليه وبيدي اليسار أطلبه من الخط المباشر…سألتني إبنته إن كان هناك أمر هام قلت لها نعم.

وتدخلت هنا مسألة الشق الأول السابق ذكره فكانت محادثة ودية…توقع محمد أن تكون غير ذلك تماماً كأن تكون برقية زج في السجن لمدة 16 يوم مع طلب الزيادة فلاحظت أن عينا محمد قد جحظتا من هول المفاجأة  وشرحت القضية لسيادة العميد فقال لي هل تآذيت قلت له خدش بسيط في ساعدي الأيسر وفي الواقع لم يكن بسيط خاصة بعد ان برد الجرح ويبس الدم على بقايا القميص الذي لا أملك غيره في الديماس.

قال لي هل تكفي دوريتا شرطة عسكرية قلت له نعم … قال لي سيكونون في النادي بعد نصف ساعة وعليك انت ان تحرص على عنصر المفاجأة قلت له لا يعرف أحد أي شيء عدى محمد وارجو من سيادتك الموافقة على منعه من مغادرة المكتب الى حين وصول الشرطة العسكرية . قال لي سأحضر الآن الى النادي وربما أصل قبلهم سأجري اتصالاتي وانتم ابقوا في المكتب.

بعد نصف ساعة إتصل رئيس الحرس يطلب الأذن بإدخال ثلاثة سيارات شرطة عسكرية بقيادة رائد الى النادي وتم إعطاء الأذن وذهبت مسرعاً الى المرآب لأجد عناصر الشرطة العسكرية قد سبقوني اليه وتم اقتياد كافة السائقين والتحفظ عليهم في غرفة الحرس على الباب الرئيسي وهي غرفة كبيرة نسبياً وفيها أسرة ونوافذ صغيرة مدعمة  وتم مراقبتها بعناصر الشرطة العسكرية وكنت اتفقد اسماء المناوبين لأضمن  تواجد الجميع في المحرس لكي لا ينجوا أحداً من العقاب وكنا نحرر الضبط عندما وصل سيادة العميد واستدعاني الى مكتبه وفهم مني المستجدات…وكنت أجلس قبالة السيد العميد دون ان اعرف بأنه لم يسمح لأحد بالجلوس من قبل…وجلب محمد القهوة المرة ووقف خلف العميد يشير إلي بكلتا عينيه أن أخرج حالاً اريد محادثتك.

فطلبت الأذن متذرعاً بمسألة تنظيم الضبط مع سيادة الرائد قائد دورية الشرطة العسكرية…وذهبت بعد أن أمرني بعدم التوقيع على الضبط قبل أن يقرأه هو.

في الممر المفضي الى المكتب  كان هناك إثنان لا أعرفهم قدمهم لي محمد على أن الأول هو عامل المقسم والثاني هو المسؤول عن بئر المياه الحلوة في النادي … إقترب مني الأول وقال لي سيدي داخلين على الله وعليك قلت له ما الموضوع قال لي إن أحد السائقين الموقوفين هو ابن عمنا وهو واقع في مصيبة ولا يمكن أن يحلها أحد غيرك قلت ولا سيادة العميد…قال لي يستر عرضك ما حدا غيرك…قلت له لا يمكن أن يخلصّ أحد مما هو فيه إلاّ سيادة العميد…قال لي لا نريد أن نخلصه مما هو فيه ولكن نريد أن نخلصه من مصيبة أكبر بكثير…قلت لهم ما هذا اللغز…قالوا أفظع من لغز نرجوك أن تذهب اليه لأن الوقت ليس في صالحنا…وذهبت وتنحى لي أحد عناصر الشرطة العسكرية بعد أن مازحته بشأن الروسية التي كان يوجهها ناحيتي…فدخلت غرفة الحرس المكتظة وأفسحوا لي ورأيت نفسي في مواجهة دب يحلوا لهم في الجيش أن يسموه اللوح.

قلت له أنت من طلبني…قال نعم…قلت ماذا تريد :

قال لي سيدي …أنا الواوي، فأجبته وأنا الثعلب قال لي سيدي أنا أعمل في الجبال فأجبته وأنا أعمل في السهول قال لي سيدي أنا من سرغايا فأجبته وأنا من دمشق قال لي سيدي أنا متزوج وعندي طفل عمره ثلاثة أيام قلت له أنا غير متزوج، فأطرق واجماً وقد إغرورقت عيناه بالدموع قلت له كنت تتعمدني عندما رميت الكبل الفولاذي  قال نعم قلت له تحدث فأنا أصغي اليك.

قال لي سيدي أنا أعمل في التهريب ومعلومك فإن المهرب مسلح دوماً…قلت له وسلاحك تستعمله ضد من قال ليس ضد أحد قلت بل ضد رجال الجمارك وهم أبناء بلدك قال لي لا أبداً لأننا متفقين…قلت له طالما أنكم متفقين فلماذا السلاح …قال لي نتفق أكثر بوجود السلاح…قلت له وما شأني أنا في كل ذلك قال لي سيدي إن فرع الشرطة العسكرية في القابون نعرفه عن ظهر قلب والروتين معروف كفين وشوية عقوبات جماعية وحلاقة عل صفر وإفراج بعد اسبوع وربما أقل أو أكثر وهذا كللو مالو قيمة ونحن لنا أصدقاء هناك.

قلت له وما المشكلة إذاً قال لي أن ندخل الى التحقيق ومعنا هذه البلوة وثلاثة مخازن ومئة طلقة في كيس جلد وحوادث الأخوان المسلمين على أشدها …والله العظيم بروح فيها…وبتكون انت السبب…والله العظيم من بعدي ما في حدا يجيب لهل ولد علبة حليب…الله يستر عليك وعلى حريمك ساعدني الله يساعدك…قلت له هات ورجيني…يا ساتر هذا مدفع وليس مسدس وهذه الذخيرة تكفي لمعركة تدوم شهراً…الله لا يوفقك …ووضعته في خصري وخبأته بالقميص ووضعت المخازن والطلقات في جيوبي وخرجت .

وأنطلقت سيارات الدورية الثلاث تحمل السائقين الى فرع الشرطة العسكرية في القابون…وكان الدب أو اللوح الملقب بالواوي جالساً في الصدر ووضع بوسة في كف يده اليمنى ونفخ البوسة بإتجاهي ولوح لي بيده الأخرى …أن وداعاً.

وبعد ثلاثة أيام عاد ورأسه يلمع ببريق عجيب والإبتسامة تزين محياه وتتوسط فم يعود الى لوح يشبه الدب ويلقب بالواوي.

…قلت له العودة قريبة خير ان شاء الله…قال لي نحن مسرّحين واتضح انه لا يحق لهم سجننا فأفرجوا عنا…قلت له والطاسة…قال لي بضاعة مخلوفة…الله وكليك وقت بيطولو شوي ما بعود بعرف مين أنا.

قال لي سيدي أمرني؟؟؟… قلت له…سلامتك ودير بالك على مرتك وأبنك يلي صار عمرو اسبوع قال لي مسجلة…قلت له عندي مسجلة أكاي يابانية لم تسمع بها انت من قبل…قال لي تلفزيون…قلت له في بيت أهلي تلفزيون لم ترى انت مثله من قبل…ولديهم فيديو وغسالة اوتوماتيك وجلاية صحون وكونديشن ويستينغ هاوس لا قدرة لبغالك على حمله والعبور به من فوق جبال الزبداني.

وسلمته الأمانة وعانقني…وقبلني من رأسي ومن جبيني ومن يدي ومن عيوني…وودعته الى باب النادي ولم أعد أراه… وبعد 23 سنة والبارحة بالتحديد وكان يوم الأربعاء 20/07/2005 وفي حوالى الحادية عشرة والنصف ليلاً وكانت حفلة الجاز السويسري التي اقيمت في قلعة دمشق القديمة قد انتهت وكانت تحت رعاية السيدة أسماء الأسد عقيلة السيد رئيس الجمهورية التي شرّفت الحضور بحضورها. وقد سمعت أداءً رائع لم أسمعه من قبل وخاصة من الفرقة الوطنية بقيادة صديق لي كان يعزف معي درامز في السبعينات و يدعى طارق فحام وخرجت سعيداً ادمدم بعض الألحان واقول في سري متأخرين كثيراً ولكن الحمد لله صار عندنا فرق جاز وطنية… آه سيارتي بعيدة وأنا غير قادر على المسير وأشرت بيدي فتوقفت سيارة تكسي حديثة قلت للسائق الى بناية الدفاع المدني العالية على بعد كيلو متر من هنا وعلى اليمين…فلم يتحرك …ونظر في عيناي ونظرت في عينيه.

فقال لي سيدي …أنا عبد الكريم الواوي، فأجبته وأنا الثعلب قال لي سيدي أنا أعمل في الجبال فأجبته وأنا أعمل في السهول قال لي سيدي أنا من سرغايا فأجبته وأنا من دمشق.وأخذ يقبلني من رأسي ومن وجهي ومن عيناي ومن يدأي…قلت له تمهل فلو رآنا أحد المارة فلن يعرف القصة…قال لي أنت القصة يا أبن الأكابر…سألته عن إبنه…قال لي خمسة أولاد ثلاثة صبيان وبنتان…قلت له ذاك الذي كان عمره ثلاثة أيام …قال لي زياد البكر…أبو عبدو…صار أب لطفل وهو يعمل في الإمارات مع أخواله…وسألته عن عمله السابق…قال لي مصلحتنا ماتت بعد ما صاروا يشترو الطريق والسهل أهون من الجبل ونحنا ما عاد ألنا شغل…قلت له والبغال…قال لي تركناهم في الجبال

بقلم آرا  سوفاليان

Ara Souvalian

ara@scs-net.org

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.