بقي الذكر والرغام فني
بقي الذكر والرغام فني | وسيحيى في الخالدين فني |
حسرة للضعاف أن يدا | نصرتهم تغل في كفن |
لقي الحتف والأسى عمم | علم من مفاخر الزمن |
بلغته علياءه همم | فوق وصف لمفوه اللقن |
إن للمرء في الحيا منى | إن سمت عز أوتهن يهن |
سوف يبلى ما يبتنى لبلى | سويقى ما للبقاء بني |
ساس أعماله فانجحها | جهد رواض صعبة مرن |
بتصاريف عازم ثقف | واساليب حازم ذهن |
لم يماليء على الصواب هوى | أو يجانب ما استد من سنن |
ولقد غامر الخطوب فلم | يه من بأسها ولم يهن |
بسطة الله في الثراء له | أجملت شكرها يدا قمن |
لا كمن في الجميل مرتعه | وكأن الجميل لم يكن |
أوسع البر فيمعاهده | منحا لم يشبن بالمنن |
مأثرات جلت وضاعفها | أنها من دقائق الفطن |
ليس من مصر واسمه علم | في القرى النائيات والمدن |
بين من أكرمت وفادتهم | من رعى العهد كالفقيد من |
لو حذوا حذوه لطاب لهم | وردهم صافيا من افحن |
من أحب الإحسان لم يره | دهره غير وجهه الحسن |
أين من جود باذل وهدى | رأيه شح باخل أفن |
حظة للغني أوتي أن | يقرض الله وهو عنه غني |
ليس وقع الندى على زهر | مثل وقع الندى على دمن |
يا أميرا لنا العزاء به | عن أعز الأحياء إن يحن |
ولك في كل حالة عرضت | سنة من طرائف السنن |
منن لا تني تتابعها | قد ملأت الأيام بالمنن |
يوم هذا التأبين مفخرة | فليثبك القدير وليصن |
كان أسمى معنى وألطفه | ما بهذا الحشد المهيب عني |
أهل ثغر الإسكندرية في | كل فتح طليعة الوطن |
مثلوا الشعب في الوداع لمن | بالمور التي عنته عني |
أي حفل بدا الصنيع به | والوفاء البديع في قرن |
حسب روح الفقيد ما لقيت | من ثناء القلوب واللسن |
إنه كان للعلى سكنا | فبكت شجوها على السكن |
هل تعزيك يا عقيلته | أمة شاركتك في الحزن |
عل أشجانها ملطفة | برح ما ذقته من الشجن |
كنت معوانة الأبر وما | بر زوجا كالزوج إن تعن |
فإذا ما بقيت سالمة | فكأن الفقيد لم يبن |