كيف قوضت يا علم
كيف قوضت يا علم | وانطوى ذلك العلم |
ثكل الطود ليثه | فهو في مأتم عمم |
لهف نفسي على الفقيد فتى البأس والكرم |
|
أروع وجهه أغر | وعرنينه أشم |
لوتجلى إباء لبنان | في شخصه ارتسم |
أنضبت دمعها العيون | ولانت صفا الكم |
ودجا في القلوب صبح الأماني | وأدلهم |
من ترى بعد خطبه | حاملا ذلك القلم |
قلم الناصح الجريء | الذي يوقظ الهمم |
الصيح الذي إذا | ناصر الحق ما احتشم |
كان في المعرض السراج | الذي يكشف الظلم |
طاهر الرأي لم يضع | نفسه موضع التهم |
راجح الفعل قيمة | عندما توزن القيم |
علم الشعب كيف ترعى | عهود وتلتزم |
علم الشعب أن من | كره الضيم لم يضم |
علم الشعب كيف ترقى | المعالي وتقتحم |
علم الشعب أن للجبن | غبا هو الندم |
علم الشعب أن حرا | بألف من الخدم |
علم الشعب أن بالسعي | ما يعدل القسم |
صحفي بمثله | إن كبت تنهض المم |
نائب أيقظ الحمى | وعن الحق لم ينم |
رابط الجأش ثابت | وهو في أرفع القمم |
لمي كن ذلك الوزير | الذي يخفر الذمم |
يخدع الناس بالبروق وما تحتها ديم |
|
فإذا أدرك المرام | تعال ولم يرم |
بعد زكور من له | وثبة الليث في القحم |
وله صولة المطاع | اختيارا إذا حكم |
لولي العزم والنهى | نسم تخضع النسم |
ليس للشعب قائدا | بالهدى كل من زعم |
وأحب الأولى رعوا | أمما من رعى الحرم |
أنا أرثي لأٍرة | ركنها الراسخ انهدم |
ولزوج وفية | حبل آمالها انفصم |
وصغار يحنكون | بصاب من اليتم |
ثم أشكور مفجعا | ما اعاني من الألم |
هو خدن فقدته | فقد مأثورة النعم |
كان شجوي إذا نأى | وسروري إذا ألم |
أيها المنكرون أن | ينقص البدر حين تم |
لا عتاب وهذه سنة الدهر من قدم |
|
رام ميشال غاية | من تصدى لها ارتطم |
ليس تحرير موطن | بيسير لمن زعم |
دونه الحازبان من | بذل مال وسفك دم |
أو جمام مفاجيء | لا نذير ولا سقم |
شد ما كابد الفيد دؤوبا بلا سأم |
|
موقنا أن عيشه ألذل | لا تفضل العدم |
فقضى وهو في الجهاد | ومطلوبه أمم |
بالفدى ثم بالفدى | بدأ العمر واختتم |
فله اليوم قسطه | من خلود ومن تعزية للاستاذ الكبير انطون الجميل بك في والدته كلانا فاقد أما ومفطور الحشى غما |