يا رئيسي وأوليائي وآلي
يا رئيسي وأوليائي وآلي | قد رفعتم شأني بأي احتفال |
جمع الفضل صفوة الشرق جاها | ومقاما فيمن أراهم حيالي |
إيه يا شيخنا العميد ومهلا | في سبيل الإحسان والإجمال |
جدت بالمعجز البليغ وعجزي | دونه ظاهر فرفقا بحالي |
لك أزكى ما تشتهي كل نفس | من فخار فما يزيد مقالي |
ليس يا يوسف العزيز ببدع | ما نرى فيك من كريم الخلال |
هكذا أنت والفروع التي أنبتها | منبت الحجى والكمال |
حفزتك النفس الودود فلم تترك | ودادي في جانب الإغفال |
ونشرت النثر البديع بما فضلك | أوحى وإن عدا استئهالي |
ما أرى في الثناء أبلغ مما | نلته من رضا المقام العالي |
عهد ذاك المقام أكرم ما يحفظه | في القلوب شعب موالي |
ليس فينا وليس منا كنود | أو جحود لبره المتوالي |
عرش مصر أضفى علينا ظلالا | والأغاريد وحي تلك الظلال |
كل من واتت الفصاحة وفاه | حقوق الإكبار والإجلال |
بقواف مجنحات تلاقت | حوله في تعاقب الأحوال |
زاد عبئي أخي سليم فأي الشكر | يقضي ما للأخ المفضال |
أشفت منكم النفوس نطاف | جاريات من ذلك السلسال |
فيض موسوعة من العلم والآداب | فيها جواب كل سؤال |
يصطبينا ما بين شعر ونثر | ببديع الحلى وسامي الخيال |
من كموريس مدرة ألمعي | فوزه في الجدال فوق الجدال |
أيد اليوم موقفي والأسانيد | ضئال فعدن غير ضئال |
جال في شوطه وصال فمن لي | بمجال في شوطه أو مصال |
هو من فتية الفداء فما ينكر | منه في الحب هذا التغالي |
صاغ لي غانم لآليء | والغانم من زانه بتلك اللآلي |
تلك منه قلادتي أشهدتهم | مثلها في قلائد الأقيال |
صوته في محافل الجيل يعلو | وصداه في مسمع الأجيال |
بر بي رأفة بسني فصانت | هبة الشبل هيبة الرئبال |
نحن كنا ما أنتم اليوم فاحيوا | يلبث الغيل أمنع الأغيال |
ثم هذا وصف به نكحل العين | أتى من أخ كتوم النوال |
أرشيد وهو الطبيب المواسي | وهو آسي الضلوع والأوصال |
يتعاطى برء النفوس بشعر | خالط القطر فيه بنت الدوالي |
كرم لو لبست مما كساني | لجررت الحساد في أذيالي |
أشجاكم كمان سام وألعاب | المفاتيح فيه والأقفال |
ما بأوتاره العجيبة من فتنة | سر راق وسحر حلال |
بلبل الروض إن شدا باحتفال | ملك السمع أو شدا بارتجال |
ما له من أخ سوى فاضل | نعم المجلي فنا ونعم التالي |
أسباكم إيقاع شحرورة الوادي | ورهط نظامه في اكتمال |
رجعت والقلوب ترقص وفقا | مرقصات الأشعار والأزجال |
وأهازيج نخوة وعتاب | ومجانات صبوة وموالي |
أيها المنشدون أسمعتموني | نغمات لا تبرح العمر بالي |
زغردات الرضاع هيهات أن تنسى | ولحن الوداع يوم الفصال |
يا لعهد الصبا تقضى وشيكا | بين أهل فارقتهم غير سال |
في بلاد ردت إليها فؤادي | كل أرض حططت فيها رحالي |
أي شجو تثيره في حشى المشتاق | ذكرى سهولها والجبال |
أي ماء عذب وأي هواء | أرج في الرياض والأدغال |
أي بحر زمردي محاط | بإطال من عسجدي الرمال |
أي حسن في كل ما تقع العين | عليه من مونقات المجالي |
من كأبنائها وقد نازلوا الدهر | فزكوا أحسابهم بالنزال |
إن يقلوا عدا فسل في مدى القطبين | عنهم جلائل الأعمال |
علمتهم صم الجلاميد في جون | الأخاديد أو ضواحي القلال |
ما هو الحزم في إتقاء المهاوي | ما هو العزم في ارتقاء المعالي |
ما يقول الإقدام في كاذب الأوجال | تلقاء صادق الآجال |
يا بي أمنا الأولى أبعدوا المرمى | وجالوا في الأرض كل مجال |
بين معمورها وغامرها بين | الجنوب النائي وبين الشمال |
وبحسن البلاء في كل قطر | يمموه كانوا فخار الجوالي |
فاعزوا مواطنا أنبتتهم | بضروب من ماهرات الفعال |
يا بني أمنا بمصر ومنهم | عن يميني أعزة وشمالي |
أمة الشرق تزدهي بالبنين الصيد | منكم وبالبنات الغوالي |
ورجال في كل علم وفن | وابتداع هم صفوة في الرجال |
ونساء بكل حسن وإحسان | شريف هن الغواني الحوالي |
إن مصر التي نفرنا إليها | بحمول من الهموم ثقال |
يوم كانت ربوعنا تحت رق | وبنوها الأحرار في الأغلال |
والدعاة الهداة إلا إذا لاذوا | بمصر يسقون مر النكال |
أنزلتنا دارا من العز تسلي | كل ناء عن داره غير قال |
لم يضق صدرها الرحيب على ما | كلفته بلاجيء أو بجالي |
ذاك عصر عانى به العرب ما عانوه | من محنة ومن إذلال |
فتقضى لا يصحب الحمد ذكراه | ولاحت أيام الاستقلال |
دول حرة تجدد فيها | تالد المجد بعد الإضمحلال |
تتولى مصر الزعامة فيها | وهي حق ما حوله من نضال |
جنة عند جنة عند أخرى | آه لو ظل حبلها في اتصال |
وطن واحد فإن نقل الأوطان | فالجمع فيه جمع اشتمال |
كلأ الله وادي النيل هل أوتي | واد كحسنه والجلال |
وكهذا الخصب العجيب الذي كان | وما زال مضرب الأمثال |
وكهذا الشعب الأمين الذي أوتي | أحلى شمائل وخصال |
هو شعب حر السجايا سخي | وأبي عن عزة لا اختيال |
ذائب شاد مجده خالد الآثار | من بكرة القرون الخوالي |
باسل لم تزده إلا ثباتا | غمرات رمته بالأهوال |
صابر طاول الزمان إلى أن | رد إدباره إلى إقبال |
عاش فاروق للعروبة يرعاها | ويرعاه ربه المتعالي |
وليبلغ مناة كل مليك | ورئيس محالف وموالي |
وجزيتم بالخير عني يا من | أكرموني بما عدا آمالي |
بارك الله فيكم وسقى أغراسكم | كل ضاحك هطال |