حبر أحبارنا الجليل المفدى
حبر أحبارنا الجليل المفدى | دمت جاها لنا وذخرا ومجدا |
كل يوم تضيف فضلا إلى سابق | فضل ولا تقصر جهدا |
مسرفا في البناء لله مما | تقتني بالتقى وتذخر قصدا |
لك في العيش مطمع فإذا لم | يك للناس نفعة عاد زهدا |
من تقصى ادوارنا في المراقي | عزه أن يرى كعهدك عهدا |
قام فيه العمران من كل ضرب | وغدا الجزر في المفاخر مدا |
ليس بدعا وأنت ما أنت منا | أن نظمنا لك القلائد حمد |
أيها المستنيب في مصر عنه | ما أبر الذي أنبت وأهدى |
إنما السيد الكفوري بحر | من صلاح يفيض هديا ورشدا |
دمث الخلق ثاقب الفكر مسماح | زكي يأبى له النبل ندا |
لم يعب في تصرف دق أو جل | ولم يعد للكياسة حدا |
وله في الندى وفي الرفق ما حبب أخلاقه إلى الخلق جدا |
|
لو تجلت صفاته لعيون الناس | كانت من الفرائد عقدا |
كلما جال ذكره في مقام | فاح ذاك المقام طيبا وندا |
خيرة الله كان تحقيقها | للقطر يمنا على يديك وسعدا |
ولقد زدتنا صنيعا وهل تأتي | صنيعا إلا إذا كان عدا |
جعل الله من مقامك ألا | يكثر التاج من يمينك رفدا |
سمت سلمان منصبا أسقفيا | كان للاحصف الابر معدا |
فبدا في النظام نجم جديد | من سنى شمسه سناه استمدا |
عالم عامل أديب أريب | ذو بيان يعز أن يتحدى |
قلدته بلاغة الفكر حسنا | وكسته فصاحة اللفظ بردا |
رجل راقب الضمير فارضى | الله عنه في كل ممسى ومغذى |
أسوة بالمسيح يحمل حبا | لأخيه وليس يحمل حقدا |
لا تزين الخصال يوم فخار | مثله في الرجال أروع فردا |
فاز شرق الأردن منه بعود | مستطاب كانه كان وعدا |
عهده كان عهد خير وخير الناس من ود | في الجوار وودا |
أيها الراجع الكريم إليه | إلق فيه الصفاء والعيش رغدا |
واغتنم رؤية الامير الذي مد | له في المفاخر مدا |
قرشي نماه عدنان أصلا | وحسين أبا وهاشم جدا |
فإذا ما بلغت سدته حيي | نزارا به وحيي معدا |
وجلالا من إرث ملك قديم | شف عنه جلال ملك أجدا |
وجبينا في العين يزهو نورا | ولسانا في السمع يقطر شهدا |
ثم حيي الغر الميامين من أعوانه | الاكرمين شيبا ومردا |
جمع الصفوة الاراجح عقلا | في حواشيه والا صادق عهدا |
سر بيمق وإن ذكرك فينا | لمقيم فليس بعدك بعد |