أبكت الروض عليها جزعا
أبكت الروض عليها جزعا | وردة في عنفوان العمر حانت |
لبست زينتها عارية | لشباب ثم ردت ما استدانت |
لقيتها الأرض تكريما لها | بين جفنين فعزت حيث هانت |
وابتنت من صدرها قبرا لها | جثت الحسنى عليه واستكانت |
ذبل الريحان حزنا وبدت | سنة في أعين النرجس رانت |
في جنان الخلد عقبى حرة | لم تمن يوما إذا الأزهار مانت |
خابت الدنيا بها لم ترعها | وقديما خابت الدنيا وخانت |
يا فراشات هنا حائرة | كلما مرت على القبر تحانت |
حبذا ألوانك البيض التي | مثلما نوعها الحزن استبانت |
كم بها من ملمح يندى أسى | مسحة الدمع تغشته فزانت |
حبذا أجنحة وهمية | حملت وقرا وبالله استعانت |
كبريقات تناهت سرعة | فاستقر الضوء منها وتفانت |
ما لها ظل إذا ما أوضعت | ولها ظل خفيف إن توانت |
يلمح الظن إذا ما رفرفت | سرب أرواح صغيرات تدانت |
ولها أنات نوح حيثما | بلغت سامعة القلب ألانت |
ما الذي تبغين من جوبك يا | شبهات الطير قالت وأبانت |
نحن آمال الصبا كانت لنا | ههنا محبوبة عاشت وعانت |
كانت الوردة في جنتنا | ملكت بالحق والجنة دانت |
ما لبثنا أن رأيناها وقد | هبطت عن ذلك العرش وبانت |
فترانا نتحرى أبدا | إثرها أو نتلاقى حيث كانت |