www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

هاني السعدي/لا توجد حقوق لكتّاب السيناريو !/ملدا شويكاني

0

لا أحـب تكثيف العنــف في المشــهد التدخل بمضمون العمل يأخذ صفة «البلطجة» أتمنى أن أقدّم تجربةً سينمائيةً ضخمة.. لإنتاج مصري

هاني السعدي:
لا توجد حقوق لكتّاب السيناريو !
 لا أحـب تكثيف العنــف في المشــهد
 التدخل بمضمون العمل يأخذ صفة «البلطجة»
 أتمنى أن أقدّم تجربةً سينمائيةً ضخمة.. لإنتاج مصري

يطل علينا هاني السعدي في رمضان هذا العام بعملين ضخمين… برؤية جديدة ومسار مغاير لأعماله السابقة… وهما: «سفر الحجارة» «وآخر أيام الحب» بعد سلسلة مسلسلات متنوّعة ما بين «الفانتازيا التاريخية، والاجتماعية والسياسية».
التقته البعث.. وتحاورت معه حول مضمون «سفر الحجارة» والصعوبات الإنتاجية التي واجهته، ومشروعه الفني الاجتماعي، الذي يدعو الى مكافحة الإيدز..  ولمحة عن أعماله القادمة.

< ماذا تقول عن عملك القادم سفر الحجارة؟؟.
<< سفر الحجارة.. مسلسل اجتماعي سياسي، تدور أحداثه في فلسطين المحتلة في القدس الشرقية، وبعض مناطق إسرائيل، وتجري بعض الأحداث في الضفة الغربية وغزة، وفي منحى آخر في دمشق.
العمل عامةً يقوم على مقولتين، الأولى: مقاومة الاحتلال ليس إرهاباً، والثانية: أمريكا والغرب يكيلون بمكيالين، والعالم كلّه يعرف هاتين الحقيقتين، ومع ذلك لا يحرّك ساكناً، العمل ككل بعيد كل البُعد عن الشعارات والمانشيتات واستدرار عطف المشاهدين، كتبتُ العمل بواقعية ووفق الأحداث المحيطة بنا، يتحدث المسلسل عن مجموعة عائلات فلسطينية داخل المعتقل، الذي هو القدس الشرقية، ينتمون إلى نماذج مختلفة من الفلسطينيين، بعضهم وطني، وبعضهم متخاذل، وبعضهم لا مبالٍ، لكنهم في النهاية يلتقون على محبة الوطن، ويجتمعون ويعملون لمصلحته، أود أن أؤكد أن هناك ركيزةً أساسيةً في العمل، وهي أن عدداً من الشباب، الذين كانوا ينتمون إلى فصائل المقاومة مثل «حماس وفتح والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وشهداء الأقصى إلى آخره».
ينسلخون وينشقون عن تلك المنظمات، ويكوّنون لأنفسهم خلية، يطلقون عليها اسم خلية الشهيد، والغرض من ذلك هو دعوة لفصائل المقاومة لأن تتحد، طالما أن الشعب الفلسطيني معرض للعدوان الإسرائيلي، وأنوّه أن العمل كُتب قبل ست سنوات، وكأنني كنتُ أتنبأ بأن ثمة خلافات ستنشأ بين فصائل المقاومة، والآن وضح الخلاف.
تجري أحداث المسلسل في فترة زمنية محددة ما قبل 11 أيلول بشهرين إلى ما قبل انعقاد مؤتمر القمة في بيروت بلحظة واحدة، وتنتهي الأحداث هنا، حتى قبل أن يعرف الناس ما هي القرارات التي يمكن أن تصدر عن مؤتمر القمة باتجاه ما يحدث في فلسطين وأراضي غزة، والعمل ليس بطولةً فرديةً، بل جماعية، الشخصيتان الأساسيتان في المسلسل تدور حولها الأحداث وهما: خالد شاب فلسطيني يدرس في لندن ويتخصص بالجراحة العصبية، وسمير شاب سوري يدرس الإخراج السينمائي في لندن، وهما صديقان حميمان، يعود خالد إلى القدس الشرقية ويُعيّن في الضفة الغربية، ويعود في الوقت نفسه سمير إلى دمشق ويستقبله أهله بالزفة الشامية في المطار، ويتسم سمير بحسّ وطني عالٍ ويتعاطف مع القضية الفلسطينية، فتنمو لديه رغبة تغدو هاجساً يؤرقه ويحركه ليذهب إلى فلسطين ويصوّر ما يجري على أرض الواقع، وليس كما يُنشر في الأخبار وتصوّره المحطات الفضائية، فيضطر إلى العودة إلى لندن للحصول على جواز سفر مزوّر ويدخل إسرائيل، ليجتمع ثانيةً بخالد، وطبعاً خالد من عائلة فلسطينية كبيرة استشهد أبوه وأخوه الأكبر في إحدى المظاهرات السلمية بالرصاص المطاطي الإسرائيلي، ولديه أخت توءَم تتعرض للاغتصاب، فيقرر الانتقام لها، وتفرض عليه الأحداث الاشتراك في عمليات المقاومة، وفي منحى آخر توجد عائلة يهودية «عائلة أم سارة» تعيش في القدس الغربية، ولديها صبيان وهي مهاجرة من رومانيا، ويكبر الصبيان فيطلبا للخدمة في الجيش الإسرائيلي لمحاربة الفلسطينيين، لكنهما يرفضان ثم يهربان، فيتعرض والدهما للاضطهاد من قِبل الإسرائيليين إثر ذلك يذهبان إلى القدس الشرقية ليلتحما بالأحداث ويتعاطفا مع الفلسطينيين ويشتركا بمقاومة الإسرائيليين وتبقى يهوديتهما للدين فقط.
تكمن أهمية العمل بتفاصيله وجزئياته وليس في فكرته العامة، فكل واحد من أفراد الخلية له أهل وأسرة وحكاية مع الإسرائيليين، وتكشف خيوط العمل خفايا كثيرة، في العمل أحداث واقعية لعمليات فدائية تُفجر داخل إسرائيل ويصرّ أبطالها على المواجهة بالأسلحة النارية بدلاً من استخدام الحزام الناسف حتى لا يقع مدنيون ضحايا، عكس ما يفعل الإسرائيليون.
< واجهتك صعوبات إنتاجية للمسلسل.. فما تعليقك؟.
<< على الرغم من أن هذا العمل كُتِب قبل ست سنوات، إلا أنه ينطق بأحداث اليوم، وعُرض على جهات متعددة وكل جهة قرأَته أُعجبت به، لكنها لم تتجرأ أية محطة على إنتاجه خوفاً من مضايقات وردود فعل أمريكا وإسرائيل، وربما يتوقف العرض، فقررنا أن ننتج العمل بأنفسنا، فتبنى يوسف رزق العمل وأحبه واقتنع به وعدّه مشروعه الفني، وساهمت أنا بأجر الكتابة كشريك بالإنتاج، ولم يتقاضَ الممثلون أجرهم، شاركوا أيضاً بالإنتاج، وتحمل يوسف رزق المنتج العبء الأكبر للإنتاج والنفقات، وحينما يُباع العمل ويعرض تُوزع النسب على المشاركين بالعمل ومن المتوقع أن يعرض في المحطة الليبية.
< هل أضاف المخرج يوسف رزق بعض المستجدات؟.
<< أضاف المخرج بعض المستجدات إلى العمل، وأراد أن يوظف الأحداث الطارئة التي حدثت في غزة، ولم يأخذ رأيي ولستُ موافقاً على ذلك، لأن المسلسل كُتِب في زمن مختلف ووضع مختلف، وأحداث غزة تحتاج إلى عمل منفرد لتغطيتها، صُوِّر العمل في سورية في بعض المناطق المحددة مثل صيدنايا إضافةً إلى مناطق في ريف دمشق ودمشق، لكنني لم أشاهد أيّ مشهد في موقع التصوير، لأن المخرج يوسف رزق لا يسمح بذلك، وهو المنتج، ويتصرف كما يشاء، ونحن كتّاب السيناريو لا توجد لنا حقوق محفوظة تدافع عن عملنا، ولذلك نلجأ إلى الصحافة، فأنا أنتظر عرض المسلسل في رمضان، وبعد العرض أقول رأيي، وأتوقع أن تكون هناك تغييرات من قِبل المخرج ليست في صالح العمل، لأن العمل له خصوصية ومصداقية، ويوضع على المحك، وفي حال لم يعجبني سأعترض، عامةً أنا لا أفضل مشاهد العنف الموجعة وتكثيف النار والمبالغة، إلا إذا كانت موظفةً وإلا يكون إخراجاً مبالغاً به، وأود أن أشكر الجهات المسؤولة في سورية التي مدّت يد العون وساهمت بكل ما يحتاجه العمل من أسلحة ودبابات وُسمح بالتصوير داخل الثكنات العسكرية، وهذا كله سهل الإخراج والإنتاج وساهم في رؤية هذا العمل النور.
< هل يقود الخلاف بينك وبين المخرج إلى القطيعة؟.
<< الخلاف في وجهات النظر لا يعني القطيعة والعداء بيني وبين المخرج، العلاقة العملية ينبغي ألا تؤثر على العلاقة الشخصية، فإذا حدث خلاف بيني وبين يوسف رزق بعد العرض لاعتراضي على الإضافات أو المبالغة، فهذا لا يعني أن تنفصل علاقتنا الشخصية ونصبح أعداء، سابقاً اختلفت مع نجدت أنزور، لأنه حذف بعض المشاهد من العمل «البواسل وآخر الفرسان» مما قطع علاقة العمل بيننا، لكن هذا لا يعني أن هناك عداوةً بيني وبينه.. وربما في المستقبل نعمل معاً من جديد.
< هل كنتَ راضياً عن إخراج أعمالك السابقة؟؟.
<< إلى حدّ ما كنت راضياً عن الأعمال السابقة، إلا أنني عامةً لا أسمح بتعديل النص، وإذا كان النص لا يعجب المخرج ويحتاج إلى تعديل، فلا يوافق على إخراجه ويتبناه ويغير ما يشاء لإرضاء رغباته وأهوائه، فهذا يأخذ صفة «البلطجية» ويبتعد عن الصفة الفنية وأتوقع أنني في رمضان سأفتح النار وأتحدث بالأسماء والأرقام.
< إذا عدنا إلى أعمالك القديمة «أبناء القهر- حاجز الصمت- الخط الأحمر» ألا ترى أن المبالغة فيها أخافت المشاهدين؟؟.
<< في أبناء القهر تناولتُ موضوع الإيدز من خلال شخصية ميلاد يوسف، وبعد العرض دُعيت إلى مؤتمر الإيدز في القاهرة، وقد لاقى المسلسل بعداً جماهيرياً منقطع النظير في جميع الدول العربية، واتخذ المؤتمر المانشيت التالي، كيف تستطيع الدراما أن تحلّ مكان البرامج التوثيقية، وإثر ذلك طُلب مني أن أعمم الموضوع، وأتناوله بصورة أشمل تستوعب شخصيات من عدة دول عربية ليأخذ صفة الشمولية، وبناءً على ذلك كتبت حاجز الصمت والخط الأحمر.
وجاءتني اتصالات من عدة جهات صحية رسمية من مختلف دول الوطن العربي، وفي سورية زاد عدد المراجعين لمركز مكافحة الإيدز، أما عن المبالغة فلا أرى أية مبالغة، لأن المرض يستدعي الخوف والقلق، ونسب الإصابات في ارتفاع متزايد في جميع الدول العربية والأجنبية، وخلال المؤتمرات التي حضرتها عرضت هيئة الأمم المتحدة فرع UNDB إحصائيات دقيقة، تؤكد نسب التزايد، شيء مخيف فعلاً، وقد اتخذتُ عهداً على نفسي أن أتطرق إلى موضوع الإيدز في أي عمل اجتماعي أقدمه بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، لأنه غدا مشروعي الشخصي وهاجسي الاجتماعي.
< ماذا عن أعمالك القادمة؟.
<< سيعرض في رمضان إضافةً إلى سفر الحجارة مسلسل «آخر أيام الحب» ويتحدث عن زمن الوحدة بين مصر وسورية، قام بإخراجه وائل رمضان والبطلة سلاف فواخرجي ومجموعة من النجوم المصريين، وتم تصويره ما بين مصر وسورية وأنتجته شركة أوسكار، وبعد رمضان يوجد مسلسل قادم بعنوان فرسان الظلام إنتاج مصري- سوري، سيصوّر معظمه في دمشق، والحق الضائع مسلسل اجتماعي، زمن الصغار مسلسل بدوي.
< هل تفكر بتقديم تجربة سينمائية؟
<< أحلم بتقديم مشروع سينمائي جديد وكانت  لي تجربة فيلم ليل الرجال، بطولة فريد شوقي وملك سكر صُوِّر في سورية باللهجة المصرية،  وأتمنى أن أقدم تجربتي الجديدة للإنتاج المصري، لأن المصريين الأقدر على التسويق والترويج، نلاحظ التسويق الإعلامي الكبير للنحوم، لا سيما للنجوم السوريين الذين عملوا معهم «جمال سليمان- سلاف فواخرجي- تيم حسن» فلماذا لا يكون هناك تسويق مماثل في سورية، نحن بحاجة إلى اهتمام إعلامي أكثر، وأرى أن الإعلام مقصر تجاه الأعمال الفنية، وتجاه كتّاب السيناريو والممثلين والمخرجين… على سبيل المثال مسلسل باب الحارة الذي حقق النجاح الكبير، أين الندوات والمنتديات التي ناقشته وناقشت نجاحه؟ لو هذا المسلسل كان مصرياً.. نرى الفرق في التسويق الإعلامي والترويج لنجاحه.
< ما رأيك بالأفلام التلفزيونية؟؟.
<< قدمتُ عشرات الساعات التلفزيونية، وعملتُ مع أغلب المخرجين مثل «هيثم حقي- مروان بركات- حاتم علي- نجدت أنزور- يوسف رزق- أسعد عيد- محمد عزيزية – نذير عواد».
وأرى أن هذه الساعات هي أفلام صغيرة، وعلى سبيل الحلقات المنفصلة كانت لي تجربة بوليسية «خط النهاية» فكل حلقة تعالج موضوع جريمة، ولكن الأبطال الأساسيين موجودون في كل حلقة، وهو من إخراج أسعد عيد، وأنا أحب هذا النوع من الأعمال.

حوار: مِلده شويكاني
 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.