www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

استقدام الخادمات من شرق آسيا… بقلم آرا سوفاليان

0

العرق الأصفر وهو عرق خطر جداً … فهو لا يهاب شيء ويقتل ببرودة أعصاب، ودموي بطبعه ويستعمل السلاح الأبيض ويسر برؤية الدماء.

استقدام الخادمات من شرق آسيا… بقلم آرا  سوفاليان

العرق الأصفر وهو عرق خطر جداً … فهو لا يهاب شيء ويقتل ببرودة أعصاب، ودموي بطبعه ويستعمل السلاح الأبيض ويسر برؤية الدماء.

ففي كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي وصف دقيق لهذا العرق وقد سررت بإعادة قراءة هذا الكتاب الذي فقد مني بعد أن استعاره صديق منذ أيام الجامعة ومضى به دون رجعة، مما اضطرني لشرائه ثانيةً وبعشرة أضعاف ثمنه السابق.

من سهول منغوليا حيث انطلقت قبائل الهمج من الصفر واجتاحت مناطق آسيا الصغرى فدمرت حضارة أرمينستان أو بلاد الأرمن ودمرت أيضاً الخلافة العباسية ودمرت بغداد وأحرقتها ورمت بكتبها إلى دجلة والفرات فتحول لون الماء إلى اللون الأسود وهو لون المداد الذي كتبت به هذه الكتب، وقد فقدت إلى الأبد ومنها كتب دفع الخلفاء ثمنها ذهباً بعد أن تم وضعها في كفة الميزان ووضع الذهب في مقابلها… لم أحب هذا العرق بالمطلق فلقد كان السبب في سحق الشعب الأرمني لمرتين، وفعل نفس الشيء بالخلافة العربية فلقد تدخّل في مسيرة التاريخ بهمجيته التي لا يصل إليها أحد فتم حكم الأسياد من قبل الرعاع واندثر مجد الأمة العربية ولم تقم لها قائمة بعد ذلك … ومن يدرى فربما كان الوطن العربي لولا جريمة العرق الأصفر بحقه، كان سيتحول إلى دولة عظمى ويسود العالم أجمع بقيمه وبتعاليم دينه الحنيف، بدلاً من أميركا التي تفعل ذلك الآن بدون قيم وبلا دين.

وحتى في مرحلة الشباب لم أحضر أي فيلم كاراتيه أبطاله من الصفر ولم تعجبني هذه الرياضات ولا أهلها، حزنت من أجل فيتنام وشعبها، وكرهت قادة أسطول طائرات الزيرو الكاميكاز وهجماتهم الانتحارية على القطع البحرية الأميركية في بيرل هاربر، فلقد كانت أميركا وقتها على الحياد، ولم تدهشني فظاعات الجيش الامبراطوري الياباني التي تم ارتكابها في الصين ولا الفظاعات التي ارتكبت بعد ذلك في أرجاء الخارطة الصفراء وتخومها وفي جبالها وسهولها ووديانها وساحاتها.

كان لي صديق أحب فتاة ليل فيليبينية كانت تعمل في ملهى ليلي في دمشق… وانتهى عقدها وعادت إلى بلدها الفيليبين دون أن تخبره، فجن جنونه وسافر للبحث عنها وعثر عليها وطلبها من أهلها وتزوجها بعد أن أشهرت إسلامها وعندما سألها عن سبب سفرها دون إعلامه قالت له: أنت لا تستحق أن تتزوج بفتاة ليل وأولادك سيشعرون بالحرج إن هم عرفوا ماضي أمهم مع العلم بأنه لا ذنب لي بكل ما حدث.

 لقد جاءت بعقد كمغنية في فرقة غربية ووصلت إلى هنا فلم تجد فرقة ولا غناء ولا من يحزنون بل وجدت فتيات بائسات تم تدريبهن للإنخراط في فرقة رقص استعراضية يؤدون حركات مثيرة ولا يستر أجسادهن إلاّ القليل من القماش ودخلت قسراً في اللعبة تحت التهديد والضرب والتجويع ولجأت إلى الكحول الذي أدمنت عليه فتحول بدوره إلى أداة ابتزاز وصارت تخرج مع الزبائن في نهاية الدوام وتعود إلى الفندق مع الفجر وفي حمى الكحول والهروب من الواقع خسرت ومنذ أول سهرة خسرت كل شيء وفقدت عذريتها وحريتها.

 وهاجر صاحبنا وزوجته وأولاده الثلاثة إلى كندا، وفي تلك البلد البعيدة أسس حياة هانئة لنفسه ولزوجته وأولاده وارتاح من الألسنة التي فتكت به في مسقط رأسه وكادت أن تودي برأسه وحياته وتدمر مستقبله ومستقبل أولاده.

كانت كما قال لي مثال الأم فلقد عطفت على أمه هنا وعملت كممرضة لعمها والد زوجها وأحبها الجميع فلقد كانت تجيد الإنكليزية باللهجة الأميركية وتعرف الأسبانية إلى درجة الإتقان التام والسبب هو الفيليبين التي كانت مستعمرة أسبانية قبل أن تحتلها أميركا فتتحول إلى مستعمرة أميركية وكان معظم شبابها عاطلين عن العمل  وتعتبر الفيليبين من أشهر الدول التي يتم فيها تخريج فنانين وعازفين ومغنين ومغنيات ففيها مجلات البوب ميوزيك ويتم فيها نشر كلمات أغاني البوب ونوطاتها الموسيقية وتباع فيها برامج الكاريوكي وتجهيزاتها الملحقة وينخرط معظم الشباب والفتيات في هذا التيار ويعزفون الموسيقى الغربية ويتناولون الكحول ويسهرون في البارات التي يرتادها الجنود الأميركان القادمون من القواعد العسكرية ومن حاملات الطائرات ومن السفن ومعهم فتيات فيليبينيات تم وعدهن بالزواج والسفر إلى أميركا ومن هنا تبدأ هذه اللعبة القذرة ولا تنتهي.

لم أكن أرضى بهذا المصير لصديقي وكانت هي تحترمني وهي تعرف ما في داخلي وكان زوجها يقول لي : هناك نوعين من الفتيات في العرق الأصفر الأول وهو الغالبية ويتصف بالغدر والعقوق والخيانة وكل الصفات السيئة ونوع آخر يشبه الذهب الأصفر النقي من عيار 24 قيراط … وهذا النوع الثاني هو نوع نادر إن أحببته علقت به دون أن تستطيع الفكاك وللجنس لدى العرق الأصفر مفاهيم خاصة ولمعاملة الرجل فنون وأساليب لا تعرفها نساء الشرق وأهمها الطاعة العمياء.

في أسبانيا وفي العام 1984 عملت كعازف أورغ في فرقة غربية وكانت تغني معنا فتاة بريطانية قمة في الأدب والاحتراف وتقديس العمل والالتزام بالتدريب والمواعيد وفتاة أخرى فيليبينية تنطبق عليها كل الصفات السيئة التي ذكرها صديقي … وكان كفيلها يعاملها بقسوة فلقد كانت تهدده بترك العمل والعودة إلى بلدها وترفض الذهاب للعمل فكان يضربها بشدة ووحشية،… وعدت مرة من إدارة الجوازات بعد عمل التمديد وأعطيتها جوازها على الرغم من أن كفيلها طلب مني أن أعيد جوازها له… وعندما عرف بالأمر قال لي هل لي أن أعرف السبب… فقلت له: لا يحق لك حجز حريتها فهي ليست عبدة لديك… فقال لي حسناً تعال نترقب نتيجة إحسانك لها.

وكانت النتيجة أنها هربت أسبوع كامل مع سائق فيليبيني يعمل لدى عائلة خليجية… وكانت تحمل معها كل رواتبها حيث أنفقت معه وعليه كل شيء، أنفقت كل ما تملك في شراء الكحول والمخدر وعادت مدمنة ومفلسة ومطرودة.

فصادر كفيلها جواز سفرها من جديد… فقالت له: أنا لم أطلب منه الجواز بل هو قدمه لي بعد أن راودني… سألتها فيما بعد ، ما الذي اضطرك للكذب على الأقل بينك وبين نفسك فأنت تعرفين بأن هذا لم يحدث … قالت: بإنكليزية تشوبها الأسبانية هذا حدث لأنه لم يحدث… قلت لها: أنا أشعر بالخجل من نفسي بسببك لقد أخذت منك درس في الإنسانية والعقوق، وبالنسبة لي فلقد وصلت إلى نهاية السباق حيث لن يجمعنا بعد اليوم ستيج واحد أو اوركسترا واحدة نعمل فيها معا لقد انتهت اللعبةً.

وظلت هذه الفكرة تدور في رأسي فلقد ازددت كرهاً للعرق الأصفر، ومنذ بضعة أيام دخلت عن طريق الخطأ إلى رابط في موقع عربي لم أحفظ أسمه ولم أشترك به ويدَّعي القائمون عليه بأنه تصلني نسخة لأني مشترك وأنا (الله وكيلكم) غير مشترك،  فلقد كان هناك تحدي يطلب فيه منصّب المقال أنه ممنوع الدخول لأصحاب القلوب الضعيفة… وبالتالي فإن عدم الدخول هو إقرار بشيء لا نتمناه فدخلت بعد ركن المقال في أسفل الشاشة لأنه لن يفتح إلاَّ بعد مرور ربع ساعة وكانت المفاجأة المروعة … المقال يتحدث عن شغّالة من دول شرق آسيا قتلت ابنة مخدومها الوحيدة وقطّعتها إلى أجزاء ووضعتها في البراد، وكانت المشاهدة قبل طعام الغذاء فلعنت الساعة التي جئت فيها إلى البيت بعد انتهاء التقنين.

وأول أمس خادمة تقتل سيدتها بعد ربط يديها وقدميها وتذبحها ذبح النعاج وتتصل بمخدومها لتقول له: ماما مات ماما مات… واليوم خادمة اندونيسية أو سيريلنكية تدس السم في كاسات المته  للعائلة التي تعمل لديها!!!

ـ طيب: هناك أغنية أرمنية قديمة يحلو لي أن أورد ترجمة لجزء من كلماتها لأن فيها العبرة والمنفعة

الأغنية قديمة ظهرت في أرمينيا السوفياتية بشكل غير علني لأن الإتحاد السوفياتي السابق كان يحاول صهر القوميات والأقليات في كيان واحد ويعترف بأمة واحدة وكيان واحد وفكر واحد وحزب واحد، أما القوميات المحيطة بأرمينيا السوفياتية وقتذاك فهي الأذرية والجورجية والايرانية والتركية ويتواجد في أرمينيا أناس من قوميات مختلفة منها الروسية والأوكرانية والأستونية والبيلاروسية وغيرها الكثير وكانت هناك هجمة لتفكيك أواصر الأسرة الأرمنية واستبدالها بما يعرف بالأسرة السوفياتية…

موضوع الأغنية: فتاة من قومية أخرى تعاتب شاب أرمني لأنه رفض حبها بعد أن منّت نفسها بأنه سيكون شريكها وزوجها في المستقبل.

 فيجيبها: أنا لا أملك أن أحب فتاة من قومية أخرى وأدخلها إلى بيتي المقدس فتدمره وتقلبه رأساً على عقب… الفتاة الأرمنية تساوي كل كنوز الأرض فلا يمكنني أن استبدلها بأخرى.

وبالنتيجة: لا تفكر بأن تدخل إلى بيتك فتاة من قومية أخرى … لا على شكل زوجة … ولا على شكل حبيبة… ولا على شكل مربية أطفال … ولا على شكل مديرة منزل … ولا على شكل ممرضة لرعاية الكبار…ولا على شكل خادمة… لأن للبيت قدسيته ولا تراعيه إلاَّ فتاة من طينتك وخميرتك وعجينتك لا عرق أصفر ولا عرق أخضر ولا عرق أسمر … إن عبودية الإنسان لأخيه الإنسان انتهت منذ زمن طويل … ولن يفيدك إعادة خادمة إلى دار التأهيل ليجربوا بها كل ما يمكن تجربته حيث يتم سلخ جلدها بعد ذلك … وسيعيدونها لك بعد حفلة التأديب … وستعود ولكن في يدها اليمنى سكين وفي اليسرى زجاجة سم… أيعقل أن تمرّ كل هذه السنين ولا نعتبر …  قال الفاروق رضي الله عنه (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرار)، أبعد كل هذه السنين نعود إلى عصر الجاهلية ونجيز استعباد الناس!

 يجب إلغاء التشريعات الناظمة لاستقدام هذا النوع من العمالة لأننا لا نملك الأرضية المؤهبة للتعامل الإنساني مع هذا النوع من العمل والعمّال ربما لأننا لم نخرج بعد من الجاهلية التي باتت تطبق على نفوسنا بالإضافة إلى شيء آخر وهو أن المستفيدين من هذه المسألة هم القادرين على الدفع، والقادرين على الدفع هم حديثي النعمة ولحديثي النعمة شؤون ولهذه الشؤون شجون.

Ara Souvalian

ara@scs-net.org

دمشق 10/8/2009

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.